"سيلفيا بلاث تتنبأ بنهايتها.
هل الكاتب مستبصر؟ هل يتنبأ بما يحدث؟ أم إنه مُلهم بما يكتب؟
تساؤلات جالت في ذهني كثيراً وأنا أقرأ رواية الناقوس الزجاجي للكاتبة سيلفيا بلاث، التي تنبأت فيها بنهايتها من خلال قصة الفتاة إستر جرينود، تلك الشابة التي تعاني من مشاكل نفسية وإجتماعية خلال تواجدها بنيويورك للعمل كصحفية، ورغم جدارتها إلا أن المدينة تخنقها بالحياة الصاخبة، وتصيبها بالخوف، وتصبح أكثر عزلة، وتهرب من أي علاقات.
وعندما ترجع لبلدتها، وتقدم في منحة للكتابة الإبداعية مع أحد الكتاب الكبار تتدهور حالتها نتيجة لرفضها، فتصاب باليأس ويتملك منها الإكتئاب وتحاول الإنتحار.
لننتقل للمحطة الأخيرة في أحداث الرواية بإحدى المصحات النفسية، وتعافيها بعد ذلك.

الكتابة ومحاولة النجاة والحياة أطول من العمر:
قد تكون الكاتبة سيلفيا بلاث على يقين بأنها لن تستطيع الحياة كثيراً، فأرادت ان توثق لمعاناتها بحيث تستطيع أن تعيش في الوجدان الأدبي حياة مديدة، وقد لا يكون.
ولكن هذا تساؤل مهم يطرح نفسه بقوة في عقل كل مبدع، أن يحيا حيوات عدة وليس حياة واحدة.
ومع تجسيد المعاناة أيضاً التي يخوضها تجعله أيضاً قد يساعد غيره على النجاة.

الضغط المجتمعي في فترة الخمسينات والستينيات:
لقد حاولت الكاتبة من خلال الرواية أن تصور الضغط المجتمعي الذي تعرضت له النساء في تلك الفترة، ومحاولة حصرها في أدوار معينة، وغلق الأبواب دون نجاحها.
وكيف يؤدي هذا مع الوقت إلى تعرضها للضغوط النفسية الرهيبة، خاصة من تسعى وراء طموحها.

ولكن ليس هذا كل ما تناقشه الرواية؛ بل ناقشت أيضاً الهوية والبحث عن الذات، وتحديات مرحلة الشباب، وتصوير الصراعات الداخلية للإنسان، وتمزقها بين طموحها الشخصي، وما يريده منها المجتمع من دورها كإبنة وأم.
فنراها تقول: أن حياتها مثل ثمرة تين مثقلة بالثمار، وأن عليها أن تقطف ثمرة واحدة فقط، وهكذا تظل في تردد إلى أن تتجعد حبات التين، وتتساقط واحدة إثر الآخرى على الأرض عند قدميها.
وهذه هي بالظبط الإشكالية التي تعاني منها الكاتبة، والبطلة معاً.
فما الحل؟

المرض النفسي داء المبدعين:
ناقشت الرواية ولو بشكل غير واع تساؤل هام وهو من هم الأكثر إصابة بالمرض النفسي؟
والأمر ليس به حسم، ولكني أرى أن من أكثر الفئات التي تتعرض لمرض الإكتئاب هم المبدعين، الذين يحمِّلون عقولهم فوق طاقتها، أو يحملون هم الإنسان والإنسانية.
وهذا ما حدث لسيلفيا بلاث، وجسدته في هذه الرواية.
بل أنها خمنت في النهاية أن المرض النفسي سيزور البطلة من جديد ولن تتعافى منه.
مما يضعنا أمام تساؤل مخيف، هل المرض النفسي لا فكاك منه؟

بين الناقوس الزجاجي والمرآة عاشت البطلة:
ترددت تيمة الناقوس الزجاجي طوال أحداث الرواية كناية عن المرض النفسي الذي تعانيه البطلة، وشعورها الدائم أنها محاصرة بداخل ناقوس زجاجي ذو هواء عطن يخنق روحها، ويجعلها ترى العالم من وراء هذا الزجاج ولكنها غير قادرة على التفاعل معه.
وعلى الجانب الآخر هناك المرآة، التي صاحبتنا أيضاً طوال الرواية، فكلما نظرت في المرآة ترى شبح إمرأة، أو سيدة عجوز، أو إمرأة محطمة، وكأن المرآة ماهي إلا تجسيد لروحها.

وأخيراً يجب الإشادة بالترجمة كانت فوق الرائعة، وفي ظني أنها قد استطاعت أن تنقل إلينا التشبيهات واللغة الشاعرية بحس روائي متقن برغم ما لمسته في الرواية من صعوبة."

"جاء رمضان فيه الأمان والعتق والفوز بسكنى الجنان ، من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح ؟ ومن لم يقرب فيه لمولاه فهو على بعده لا يبرح....
لابد وإننا لا نجهل وظائف رمضان ولكن لنتوقف عند نفحات طيبة عن هذا الشهر الكريم....
النبي صلى الله عليه وسلم يقول " كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وقال تعالى إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به...
لم يتعين الجزاء...أتدري لِما ؟ لأن الصيام من الصبر وربنا عز وجل يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ، حتى إن العبد يوم القيامة يؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله الصالح حتى لا يبقى إلا الصوم ، لا يسقط ثوابه بمقاصة ويدخل صاحبه الجنة... هنا يتجلى قول الله تبارك وتعالى فإنه لي....
وإن كنا امتنعنا عن الإتيان بالمُباحات فالأولى ألا نأتي المحرمات من الغيبة والنميمة ، قول الزور والكذب ، الإساءة والبذاءة...فلا يكن صيامك جوع وعطش...
كما أن سبحان الله الصيام عن المباحات نهاراً وتأتيها ليلاً ليس بأمرك وإنما امتثالاً لأمر ربك ...ألا تستشعر معي هنا التقوى اليست هى الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه...تذكرت قوله تعالى " يَأيَُهاَ الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
وأما أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود من الريح المرسلة في رمضان ، فهو كان يخالط جبريل لمدارسة القرآن في الشهر الكريم ، وكتاب الله يحث على الجود والإنفاق في سبيل الله وكان ذلك أدعى أن يتضاعف الجود ويستزيد منه النبي صلى الله عليه وسلم....
يحضرني بشأن الريح المرسلة إنها ليست مقيدة وتمر على كل ما يقابلها في سيرها هكذا الجود مرسل لا يعرف قيداً ولا شرطاً...🤍
كان السلف يقول ما أن يدخل رمضان إذن هو إطعام الطعام وتلاوة القرآن...
ولقد كان السلف الصالح يدع مجالس الحديث وسائر علوم الدين ليتفرغ لتلاوة كتاب الله العزيز ، علينا أن نغتنم الشهر الفضيل برفقة كتابه العزيز...
وإما عن إطعام الطعام والسعي لإفطار صائم ولو بتمرة ، شربة ماء ، أو مذقة لبن ، ومن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالرحمة والمغفرة والرضوان...
وما زكاة الفطر موجبة على الجميع إلا لتجبر النقص وتسد الخلل على ما كان من الصيام...
تناول الكاتب الكريم فضل شهر رمضان في أوسطه وآخره ، وعن فضل ليلة القدر وعظيم أجرها لمن قامها إيماناًواحتساباً، وكاد قلبي يهوي لما عرفت بأن عدد الملائكة في الأرض بتلك الليلة المباركة أكثر من عدد الحصى...
وهلا تستزيد من فيض الكريم وجميل عوائده...لله كل ليلة عتقاء من النار ويغفر لهم في آخر ليلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما يوفى العامل أجره إذا قضى عمله...
اللّهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ، نسألك ربنا أن تيسر لنا طاعتك وتوفقنا للصالحات وتلحقنا بالأبرار وتعتقنا من النيران ، أنت الغفور الرحيم...العفو الكريم وأنت ولي ذلك وعليه قدير...آميييين🤍"

"كل مرة اقرأ عن سجون سوريا جزء من قلبي يسقط مني
بغض النظر عن حقبة حافظ الاسد او ابنه لعنه الله
كل سجن وقع تحت امرة هذين المنسلخين من كل هوية انسانية واسلامية وبشرية كان من اسوء تجاربي فالقراءة

اشكر كل من تقدم بنقل كيف نجى وليس الدكتور اسعد وحسب
والشكر موصول للعتوم الذي اجاد ايصال الشعور
كسجين كنت من اول صفحة حتى اصبح حر طليق مع اخر صفحة. "