What do you think?
Rate this book
نهاية الصحراء
ذات يومٍ من خريف عام 1988، وُجدت زكيّة زغواني جثّةً ملقاة في أوّل الصحراء، وبدأت رحلة البحث عن قِصّة موتها. وهم يبحثون عن المتورّطين في قتل المغنّية، يكتشف السكّان تباعاً تورّطهم في أشياء كثيرة غير الجريمة.
تُلقي آثار حرب التحرير بظلالها على المدينة الجزائرية البعيدة، فيحتفظ الماضي لنفسه بالشهداء الذين مثّلوا صورة الاستقلال وصورة التحرير، بينما يُظهر الحاضر الجانب المظلم ممّن بقيوا. مع تقدّم التحقيقات، تطفو ملامح جناة متعدّدين في مجتمع محفوف بالعنف: روّاد سجون، أبناء بورجوازية صاعدة، ثمّ نوعين من القتلة... الصغار والكبار.
تُلقي آثار حرب التحرير بظلالها على المدينة الجزائرية البعيدة، فيحتفظ الماضي لنفسه بالشهداء الذين مثّلوا صورة الاستقلال وصورة التحرير، بينما يُظهر الحاضر الجانب المظلم ممّن بقيوا. مع تقدّم التحقيقات، تطفو ملامح جناة متعدّدين في مجتمع محفوف بالعنف: روّاد سجون، أبناء بورجوازية صاعدة، ثمّ نوعين من القتلة... الصغار والكبار.
320 pages, Paperback
First published May 1, 2022
7 people are currently reading
94 people want to read
About the author
سعيد خطيبي
6books51followers سعيد خطيبي كاتب وصحافي جزائري، من مواليد 29 ديسمبر1984. عمل في جريدة الجزائر نيوز حيث ساهم لمدة سنتين في تحرير الملحق الثقافي "الأثر" ثم انتقل إلى جريدة الخبر. درس في الجزائر، وفرنسا. يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وعام 2012 حصل على جائزة الصحافة العربية. اشتهر خصوصا بتغطية مناطق النزاعات في أفريقيا وأوروبا الشرقية.
من أشهر مؤلفاته "بعيدا عن نجمة" 2009م، "أعراس النار: قصة الراي" 2010م، والذي يعتبر أول كتاب توثيقي حول موسيقى الراي. كما نشر في كتاب "عبرت المساء حافياً" حوارات مع أشهر الكتاب الفرانكفونيون. عام 2013، أصدر روايته الأولى كتاب الخطايا، التي نالت صدى نقدياً واسعاً في الجزائر والعالم العربي
عام 2015، صدر له كتاب «جنائن الشّرق الملتهبة»، حاصل على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة. عمل سكرتير تحرير مجلة الدوحة الثقافية، واستقال منها عام 2016، كما أسّس موقع نفحة الّثقافي
من أشهر مؤلفاته "بعيدا عن نجمة" 2009م، "أعراس النار: قصة الراي" 2010م، والذي يعتبر أول كتاب توثيقي حول موسيقى الراي. كما نشر في كتاب "عبرت المساء حافياً" حوارات مع أشهر الكتاب الفرانكفونيون. عام 2013، أصدر روايته الأولى كتاب الخطايا، التي نالت صدى نقدياً واسعاً في الجزائر والعالم العربي
عام 2015، صدر له كتاب «جنائن الشّرق الملتهبة»، حاصل على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة. عمل سكرتير تحرير مجلة الدوحة الثقافية، واستقال منها عام 2016، كما أسّس موقع نفحة الّثقافي
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
August 1, 2024
"في هذي البلاد الحوت يأكل الحوت وقليل الجهد يموت.."
نهاية الصحراء ..الرواية الفائزة بجائزة الشيخ زايد هذا العام فرع المؤلف الشاب للكاتب الجزائري سعيد خطيبي...
تدور أحداث الرواية سنة ١٩٨٨ في الجزائر حيث تقع جريمة قتل لمغنية تعمل في فندق و يتم العثور علي جثتها في منطقة صحراوية وتبدأ رحلة البحث عن المتورطين في قتلها...
الرواية طبعاً مش رواية بوليسية بالمعني المتعارف عليه و مفيهاش أي تشويق و لا كان الغرض الاساسي منها معرفة هوية القاتل علي قد ما كان الكاتب عاوز يوضح شكل الحياة الإجتماعية في الجزائر حيث كان يلقي الضوء بطريقة غير مباشرة عن أحداث كتير بعد حرب التحرير الجزائرية و إنعكاس كل ذلك علي أبطال الرواية و تصرفاتهم...
الرواية أيضاً فيها أجزاء مهمة عن الاستغلال الجسدي للمرأة ونظرة المجتمع الذكورية لها في الجزائر في هذا الوقت ..
أعتمد السرد في الرواية علي تعدد الرواة و عادة الأسلوب دة بيكون مميز و يعطي فرصة لكل شخصية تتكلم عن نفسها و بنقدر كقُراء نفهمها أكتر بس معرفش ليه هنا حسيت بارتباك شديد أثناء القراءة في كل الرواية...
الاسماء كتير جداً و كل شخصية مش بس بتتكلم عن جريمة القتل و لكن بتاخدنا معاها في حكايات جانبية لم أجد لها أي مبرر الصراحة ومحسيتش إنها أضافت للعمل حاجة....
لغة الكاتب قوية ،الحبكة متقنة و الرواية مبذول فيها جهد واضح بس الصراحة أنا مقدرتش أحبها و لم أستمتع بقراءتها...
التقييم ٢.٥
نهاية الصحراء ..الرواية الفائزة بجائزة الشيخ زايد هذا العام فرع المؤلف الشاب للكاتب الجزائري سعيد خطيبي...
تدور أحداث الرواية سنة ١٩٨٨ في الجزائر حيث تقع جريمة قتل لمغنية تعمل في فندق و يتم العثور علي جثتها في منطقة صحراوية وتبدأ رحلة البحث عن المتورطين في قتلها...
الرواية طبعاً مش رواية بوليسية بالمعني المتعارف عليه و مفيهاش أي تشويق و لا كان الغرض الاساسي منها معرفة هوية القاتل علي قد ما كان الكاتب عاوز يوضح شكل الحياة الإجتماعية في الجزائر حيث كان يلقي الضوء بطريقة غير مباشرة عن أحداث كتير بعد حرب التحرير الجزائرية و إنعكاس كل ذلك علي أبطال الرواية و تصرفاتهم...
الرواية أيضاً فيها أجزاء مهمة عن الاستغلال الجسدي للمرأة ونظرة المجتمع الذكورية لها في الجزائر في هذا الوقت ..
أعتمد السرد في الرواية علي تعدد الرواة و عادة الأسلوب دة بيكون مميز و يعطي فرصة لكل شخصية تتكلم عن نفسها و بنقدر كقُراء نفهمها أكتر بس معرفش ليه هنا حسيت بارتباك شديد أثناء القراءة في كل الرواية...
الاسماء كتير جداً و كل شخصية مش بس بتتكلم عن جريمة القتل و لكن بتاخدنا معاها في حكايات جانبية لم أجد لها أي مبرر الصراحة ومحسيتش إنها أضافت للعمل حاجة....
لغة الكاتب قوية ،الحبكة متقنة و الرواية مبذول فيها جهد واضح بس الصراحة أنا مقدرتش أحبها و لم أستمتع بقراءتها...
التقييم ٢.٥
June 4, 2023
يأخذ النص بعدًا رمزيًا حيث تتحول جريمة قتل زازا الى جريمة قتلٍ للفن والجمال ذاته في تلك المرحلة من أواخر الثمانينات حيث شارك الجميع فيها دون استثناء: كمال الذي كتم صوتها، حسينية التي شاركته، حبيبها الأول الذي اغتصبها، اخوتها وابوها الذين نبذوها، بشير الذي اخلف وعده بالزواج منها، الشيخة ذهبية التي غارت منها وكادت لها، ميمون الذي زاد من نسبة غرورها، ابراهيم الذي زرع في قلب كمال رغبة الانتقام منها وحميد الذي اوهمها بالحماية الأمنية وماتت في غفلة منه حين كانت تحاول الهروب من الكل لعيش حياة هانئة مع من تحب! هذا البعد يجعلنا نتسآل أيضًا هل بموت الجمال تموت الحياة فتصبح زازا رمزًا للحياة وكل من شارك بقتلها رمزًا للموت؟!
نهاية الصحراء رواية اخرى من انتاج سعيد خطيبي يحاور ويجادل فيها التاريخ محاولًا استنطاقه واستدراجه لتذكر اولئك المهمشين الذي سقطوا من صفحاته الباردة لتلتقفهم صفحات الرواية. وهي الى ذلك رواية ممتعة ستشدّ القارئ حتى الصفحات الأخيرة لإكتشاف اللغز وكل ما يحيط به من قصص صغيرة.
مقالي عن الرواية باللغة الإنكليزية في مجلة بانيبال:
نهاية الصحراء رواية اخرى من انتاج سعيد خطيبي يحاور ويجادل فيها التاريخ محاولًا استنطاقه واستدراجه لتذكر اولئك المهمشين الذي سقطوا من صفحاته الباردة لتلتقفهم صفحات الرواية. وهي الى ذلك رواية ممتعة ستشدّ القارئ حتى الصفحات الأخيرة لإكتشاف اللغز وكل ما يحيط به من قصص صغيرة.
مقالي عن الرواية باللغة الإنكليزية في مجلة بانيبال:
"في هذي البلاد، الحوت يأكل الحوت وقليل الجهد يموت"
August 26, 2022
في رواية "نهاية الصحراء" للروائي الجزائري سعيد خطيبي (الصادرة عن دار نوفل،هاشيت أنطوان،بيروت،2022) نحن لا نتتبع خطوة خطوة مجريات التحقيق في الجريمة فهي ليست رواية بوليسية بالشكل المتعارف عليه، أو تلك التي رسخت بالأذهان، بقدر ما نبحث في الرواية عن كيفية صناعة الجريمة داخل المجتمع دون أن الانتباه لذلك.
فإذا كان قارئ" نهاية الصحراء"يحمل في ذهنه التصور الذي أخذه من قراءته الروايات البوليسية الكلاسيكية إن صح القول،لأنني لا أؤمن في حقيقة الأمر بوجود رواية بوليسية، فلسفية، تاريخية، الرواية هي كل هذا، لكن ممكن نجد داخلها حكايات بوليسية، أؤكد أنه لن يجد في نهاية الصحراء ما يبحث عنه،فهو لن يعثر على الحكاية البوليسية كما ألفها، خاصة إذا كان لا يبتغي عملا طاله التجديد،بل يريد صورة معينة رسخت بذهنه من قراءاته السابقة و ينتظر بالضرورة نسخا مكررة عنها في كل ما سيقرؤه لاحقا. فالبحث عن المجرم في هذه الرواية ليس بالطريقة التي تعودناها بل الأمر مغاير تماماً لأن الجريمة فيها، لا ترتكز على القاتل ذاته، و ليس الهدف منها معرفته لينتهي دورها و عنصر التشويق فيها،فمن المهم عدم ربط الرواية التي تنطوي على حكايات بوليسية بعنصر التشويق ففي حقيقة الأمر ذلك اختزال لها وتنميط لفكرتها، بينما يحاول هذا النوع من الروايات دراسة الشخصية في المجتمع وكيف يمكن للمجتمع أن يكون قاتلا بالتقسيط حين يحاول كل شخص تجسيد فكرة القتل بطريقته دون الإجهاز على القاتل دفعة واحدة، وهذا ما عبر عنه سعيد خطيبي بالرواية على لسان إحدى الشخصيات بقوله: "«لست وحدي من كتم صوت زكيّة، بل شاركتْني حبيبتي تلك الفعلة، مثلما شارَكَنا فيها إخوتها الذين نبذوها، بشير الذي أخلفَ وعده بالزواج بها، الشيخة ذهبية التي كادت لها، ميمون الذي زاد من غرورها، إبراهيم الذي زرع في قلبي رغبة انتقام منها، وحميد الذي أوهمها بحمايتها".
والأكيد أيضا أن أي رواية يجب أن يكون الحب أحد أهم الأسئلة التي تحاول طرحها، تقول الرواية: "سحرته بجمال وجهها وجسدها الممشوق، فخطا خلفها مثل فراشة تتبع الضوء. لقد رجح دائماً جمال الجسد على جمال الروح، «إن كان جمال الصحراء في صمتها فإن جمال المرأة في إيقاع مشيتها»، هكذا سمعته يقول مرة. ألحت عليه أن يتركها وشأنها أو تصرخ فتثير الناس من حولهما، لكنه استمات إلى أن غيرت نبرتها وبادرته بأنها لا ترغب في علاقة خارج الزواج. «فخلة»، همهمت وأنا أنظر إليه بشعره الحليق"
إذ نلحظ أن الحب بهذه الرواية قاد إلى الجريمة، وهذا ما نشهده على أيامنا هذه من جرائم تحت مسمى الحب، والذي يخفي خلفه أفكارا أخرى لا تقل خطورة كنظرة المجتمع للمرأة، وطبعا الكاتب لم يتحدث عن ذلك بطريقة مباشرة لكن نقرأ ذلك من خلال استعراضه حيوات الشخصيات.
بالرواية عبارة يقول فيها: "إنها مدينة تحفل بالغريب إلى أن يصير مبتذلا." هنا يريد الكاتب القول أن المجتمعات التي تحفل بالغريب وتعطيه كل شيء حتى يصبح مع الوقت المتحكم في كل شيء حتى درجة الابتذال، في حين يصبح أبناء البلد مجرد تابعين، وهنا لا يتحدث من وجهة نظر سطحية للموضوع، بل بالتطرق إلى فكرة تقبل كل شيئ من الآخر ورفض الأصوات القادمة من الداخل، مما يشكل في آخر الأمر أزمات ومشاكل لا تعد ولا تحصى.
لم يذكر اسم المدينة، مع أنه يتحدث عن مدينة بذاتها،إذ أراد القول أن الأماكن متشابهة في الجزائر على أيام الاشتراكيّة (في اللباس، الأكل لأن الدولة كانت تستورد كل شيء،أما غرضه من أنه كل مرة يتقمص شخصية ما من الشخصيات الروائية الثمانية الرئيسية لتحكي حكايتها هو استعادة التراث الثقافي الشعبي في شمال إفريقيا بشكل حداثي جديد
ماهو تراث الحلقة؟و كيف كانت الحلقة أيام زمان.
وإن نحن تحدثنا عن"الحلقة"،فهي عبارة عن مجموعة أشخاص يحكون حكاية في حلقة لمجموعة معينة من الناس، في القرن الثامن والتاسع عشر ، ما يشكل روايتنا ذلك الوقت أي الأدب الشعبي، ثم تفرقت الحلقة ليحل محلها الموال أو البراح في الأسواق الشعبية،، هنا الرواية أرادت استعادة التراث الشعبي المغاربي في رواية حداثية.
لست في معرض شرحها أو كشف شخصياتها للقارئ، فلكل واحد منا بالأخير تأويله الخاص للعمل الأدبي، بقدر ما أحاول أن أنظر للرواية من وجهة نظري الخاصة..
مالمقصود بالعنوان " نهاية الصحراء"؟
العنوان قد يحيل إلى نهاية فترة ما من تاريخ الجزائر وبداية أخرى، فالفندق في الرواية ليس فقط مكانا بوصفه شاهدا على جريمة قتل، بل بوصفه أيضا مكانا لمدينة شهدت تاريخا يختصر تاريخ الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي، بما فيه من قتل مظاهر الحياة،فموت " زكية" هو قتل للفن للحياة. .
أما قصة الرواية والبحث عن قاتل زكية يصبح مع مواصلة القراءة سؤالا ثانويا مقابل السؤال الأكبر لماذا نحن موجودون، فخلال البحث عن القاتل نحن نسأل عن سبب الوجود أو سبب الحياة.فكل شخصية تعبر عن وجهة نظرتها تجاه الحياة،وبرأيي سؤال الرواية الأهم هو الموت حين يصبح أحد أشكال الحياة، إذ نكتشف في الأخير أن الجميع قتل زكية كل واحد بطريقته كما ذكرت سابقا، والموت هنا إشارة إلى أن تلك الفترة شهدت قتل كل مظاهر الحياة والفن كما ذكرت سابقا.
جاءت " نهاية الصحراء " بالمقارنة بروايات سعيد خطيبي السابقة مختلفة من ناحية تقنيات الكتابة، إذ إن كل شخصية فيها تحيل إلى أخرى، وكل حدث يحيل إلى آخر،كي تتشكل لنا الصورة التي نقرأ من خلالها تاريخ بلد من وجهة نظر أناس بسطاء.
سارة سليم
رابط المقال:
#نايةالصحراء
#سعيدخطيبي
#اشيتأنطوان
#نوفل
هاشيت أنطوان Hachette Antoine
فإذا كان قارئ" نهاية الصحراء"يحمل في ذهنه التصور الذي أخذه من قراءته الروايات البوليسية الكلاسيكية إن صح القول،لأنني لا أؤمن في حقيقة الأمر بوجود رواية بوليسية، فلسفية، تاريخية، الرواية هي كل هذا، لكن ممكن نجد داخلها حكايات بوليسية، أؤكد أنه لن يجد في نهاية الصحراء ما يبحث عنه،فهو لن يعثر على الحكاية البوليسية كما ألفها، خاصة إذا كان لا يبتغي عملا طاله التجديد،بل يريد صورة معينة رسخت بذهنه من قراءاته السابقة و ينتظر بالضرورة نسخا مكررة عنها في كل ما سيقرؤه لاحقا. فالبحث عن المجرم في هذه الرواية ليس بالطريقة التي تعودناها بل الأمر مغاير تماماً لأن الجريمة فيها، لا ترتكز على القاتل ذاته، و ليس الهدف منها معرفته لينتهي دورها و عنصر التشويق فيها،فمن المهم عدم ربط الرواية التي تنطوي على حكايات بوليسية بعنصر التشويق ففي حقيقة الأمر ذلك اختزال لها وتنميط لفكرتها، بينما يحاول هذا النوع من الروايات دراسة الشخصية في المجتمع وكيف يمكن للمجتمع أن يكون قاتلا بالتقسيط حين يحاول كل شخص تجسيد فكرة القتل بطريقته دون الإجهاز على القاتل دفعة واحدة، وهذا ما عبر عنه سعيد خطيبي بالرواية على لسان إحدى الشخصيات بقوله: "«لست وحدي من كتم صوت زكيّة، بل شاركتْني حبيبتي تلك الفعلة، مثلما شارَكَنا فيها إخوتها الذين نبذوها، بشير الذي أخلفَ وعده بالزواج بها، الشيخة ذهبية التي كادت لها، ميمون الذي زاد من غرورها، إبراهيم الذي زرع في قلبي رغبة انتقام منها، وحميد الذي أوهمها بحمايتها".
والأكيد أيضا أن أي رواية يجب أن يكون الحب أحد أهم الأسئلة التي تحاول طرحها، تقول الرواية: "سحرته بجمال وجهها وجسدها الممشوق، فخطا خلفها مثل فراشة تتبع الضوء. لقد رجح دائماً جمال الجسد على جمال الروح، «إن كان جمال الصحراء في صمتها فإن جمال المرأة في إيقاع مشيتها»، هكذا سمعته يقول مرة. ألحت عليه أن يتركها وشأنها أو تصرخ فتثير الناس من حولهما، لكنه استمات إلى أن غيرت نبرتها وبادرته بأنها لا ترغب في علاقة خارج الزواج. «فخلة»، همهمت وأنا أنظر إليه بشعره الحليق"
إذ نلحظ أن الحب بهذه الرواية قاد إلى الجريمة، وهذا ما نشهده على أيامنا هذه من جرائم تحت مسمى الحب، والذي يخفي خلفه أفكارا أخرى لا تقل خطورة كنظرة المجتمع للمرأة، وطبعا الكاتب لم يتحدث عن ذلك بطريقة مباشرة لكن نقرأ ذلك من خلال استعراضه حيوات الشخصيات.
بالرواية عبارة يقول فيها: "إنها مدينة تحفل بالغريب إلى أن يصير مبتذلا." هنا يريد الكاتب القول أن المجتمعات التي تحفل بالغريب وتعطيه كل شيء حتى يصبح مع الوقت المتحكم في كل شيء حتى درجة الابتذال، في حين يصبح أبناء البلد مجرد تابعين، وهنا لا يتحدث من وجهة نظر سطحية للموضوع، بل بالتطرق إلى فكرة تقبل كل شيئ من الآخر ورفض الأصوات القادمة من الداخل، مما يشكل في آخر الأمر أزمات ومشاكل لا تعد ولا تحصى.
لم يذكر اسم المدينة، مع أنه يتحدث عن مدينة بذاتها،إذ أراد القول أن الأماكن متشابهة في الجزائر على أيام الاشتراكيّة (في اللباس، الأكل لأن الدولة كانت تستورد كل شيء،أما غرضه من أنه كل مرة يتقمص شخصية ما من الشخصيات الروائية الثمانية الرئيسية لتحكي حكايتها هو استعادة التراث الثقافي الشعبي في شمال إفريقيا بشكل حداثي جديد
ماهو تراث الحلقة؟و كيف كانت الحلقة أيام زمان.
وإن نحن تحدثنا عن"الحلقة"،فهي عبارة عن مجموعة أشخاص يحكون حكاية في حلقة لمجموعة معينة من الناس، في القرن الثامن والتاسع عشر ، ما يشكل روايتنا ذلك الوقت أي الأدب الشعبي، ثم تفرقت الحلقة ليحل محلها الموال أو البراح في الأسواق الشعبية،، هنا الرواية أرادت استعادة التراث الشعبي المغاربي في رواية حداثية.
لست في معرض شرحها أو كشف شخصياتها للقارئ، فلكل واحد منا بالأخير تأويله الخاص للعمل الأدبي، بقدر ما أحاول أن أنظر للرواية من وجهة نظري الخاصة..
مالمقصود بالعنوان " نهاية الصحراء"؟
العنوان قد يحيل إلى نهاية فترة ما من تاريخ الجزائر وبداية أخرى، فالفندق في الرواية ليس فقط مكانا بوصفه شاهدا على جريمة قتل، بل بوصفه أيضا مكانا لمدينة شهدت تاريخا يختصر تاريخ الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي، بما فيه من قتل مظاهر الحياة،فموت " زكية" هو قتل للفن للحياة. .
أما قصة الرواية والبحث عن قاتل زكية يصبح مع مواصلة القراءة سؤالا ثانويا مقابل السؤال الأكبر لماذا نحن موجودون، فخلال البحث عن القاتل نحن نسأل عن سبب الوجود أو سبب الحياة.فكل شخصية تعبر عن وجهة نظرتها تجاه الحياة،وبرأيي سؤال الرواية الأهم هو الموت حين يصبح أحد أشكال الحياة، إذ نكتشف في الأخير أن الجميع قتل زكية كل واحد بطريقته كما ذكرت سابقا، والموت هنا إشارة إلى أن تلك الفترة شهدت قتل كل مظاهر الحياة والفن كما ذكرت سابقا.
جاءت " نهاية الصحراء " بالمقارنة بروايات سعيد خطيبي السابقة مختلفة من ناحية تقنيات الكتابة، إذ إن كل شخصية فيها تحيل إلى أخرى، وكل حدث يحيل إلى آخر،كي تتشكل لنا الصورة التي نقرأ من خلالها تاريخ بلد من وجهة نظر أناس بسطاء.
سارة سليم
رابط المقال:
#نايةالصحراء
#سعيدخطيبي
#اشيتأنطوان
#نوفل
هاشيت أنطوان Hachette Antoine
June 2, 2023
قد يظهر ان العمل ينتمي الى الادب البوليسي أو روايات "من فعلها؟" باعتبار انه يدور في فلك جريمة قتل غامضة و لكنه تجاوز هذا التعريف الضيق إلى عالم سردي عميق و متشابك بشخوصه و أحداثه فبداية و من العنوان نتساءل عن أي صحراء سيتحدث عنها العمل ؟ هل هي صحراء الجزائر المترامية ؟ هل هي صحراء النفس الإنسانية التي أصابها الجذب و القحط؟ أم هي "الصحراء " الفندق الذي تدور جزء من أحداث العمل في أرجاءه؟
العمل عل امتداه أثناء الكشف عن لغز مقتل المغنية زازا نتنقل عبر شخصياته التي تأخذ على عاتقها فك تشابكات العلاقات و تداخلها عبر تقنية تعدد الرواة التي أعطت لكل شخصية مساحتها الخاصة في التعبير عن نفسها و عن وجودها و عن حياتها اليومية: ابراهيم/حميد/كمال /بشير/بوستة/نورة/الشيخة الذهبية/ميمون / حسينة و آخرين و حتى زازا الشخصية الميتة /الحية نتعرف عليها من خلال باقي الشخصيات لتترك القارئ يجمع أجزاء البازل puzzle بنفسه فيكشف و قد يكتشف من فعلها؟
العمل و في إطار حبكته التصاعدية وتسلسل أحداثه ينبسط و يستحضر جزائر أواخر الثمانينات و لكنه ينزاح و يرجع إلى الثورة و ما بعدها في مساءلة تاريخية غير مباشرة لهما و لأثر��ما على الجزائر و شعبها و ذلك من خلال ثيمات مختلفة كالوطن و الفساد و الحب و الصداقة و الأسرة و الموت و هي ثيمات تتحرك بين قطبي الخير و الشر فلا خير مطلق و لا شر مطلق بل هما حاضران داخل كل شخصية و داخل كل حد�� من أحداث الرواية التي كتبت بلغة تماهت مع الشخصيات و مع المجتمع الذي تدور فيه .
سعيد خطيبي قام بكتابة لغز جريمة قتل حيث الكل متواطئ فيها بشكل من الأشكال.
العمل عل امتداه أثناء الكشف عن لغز مقتل المغنية زازا نتنقل عبر شخصياته التي تأخذ على عاتقها فك تشابكات العلاقات و تداخلها عبر تقنية تعدد الرواة التي أعطت لكل شخصية مساحتها الخاصة في التعبير عن نفسها و عن وجودها و عن حياتها اليومية: ابراهيم/حميد/كمال /بشير/بوستة/نورة/الشيخة الذهبية/ميمون / حسينة و آخرين و حتى زازا الشخصية الميتة /الحية نتعرف عليها من خلال باقي الشخصيات لتترك القارئ يجمع أجزاء البازل puzzle بنفسه فيكشف و قد يكتشف من فعلها؟
العمل و في إطار حبكته التصاعدية وتسلسل أحداثه ينبسط و يستحضر جزائر أواخر الثمانينات و لكنه ينزاح و يرجع إلى الثورة و ما بعدها في مساءلة تاريخية غير مباشرة لهما و لأثر��ما على الجزائر و شعبها و ذلك من خلال ثيمات مختلفة كالوطن و الفساد و الحب و الصداقة و الأسرة و الموت و هي ثيمات تتحرك بين قطبي الخير و الشر فلا خير مطلق و لا شر مطلق بل هما حاضران داخل كل شخصية و داخل كل حد�� من أحداث الرواية التي كتبت بلغة تماهت مع الشخصيات و مع المجتمع الذي تدور فيه .
سعيد خطيبي قام بكتابة لغز جريمة قتل حيث الكل متواطئ فيها بشكل من الأشكال.
August 1, 2023
قتل زازا ؟ أم أن الجميع ساهم بشكل أو بآخر في دفعها إلى مصيرها المأساوي؟
الرواية تحقيق في حادثة مقتل مغنيةِ ملهىً ليلي ، يتناوب خلالها الرواة على السرد كلٌ يحكي قصته التي تتقاطع في إحدى مساراتها من بعيد أو قريب مع الضحية زكية زغواني منهم من استغلها ومنهم ومن أحبها بصدق ومنهم من غدر بها ومن تخلى عنها وحين أرادت أن تقرر مصيرها بنفسها تموت مقتولة ولكننا نكتشف مع تتالي الفصول بأنّ الضحايا كُثر في هذا البلد الذي فيه (الحوت ياكل الحوت وقليل الجهد يموت). الضحايا كل من يحمل حلماً جميلاً بنيل فرصة لحياة جديدة بعد التحرير في الجزائر ولكن الأطماع تحرك كثيرين لاغتنام ما يمكن اغتنامه لمصلحتهم.. فتذوي الأحلام مجدداً ، ويحاول كل منهم أن يشق طريقاً له في هذه البيئة الخانقة وهنا استفاد الكاتب من هذا الإطار ليشير إلى كثير من مواطن الخلل الاجتماعي والسياسي في البلد على لسان الرواة.
إنها عقدة متشابكة من الأسرار كل سر يُفضي إلى آخر تبدو الأحداث وكأنها تحدث بتلقائية وعفوية في حين أنها أشبه بلعبة شطرنج شرسة كل تحرك محسوب والغاية منه مقررة سلفاً ، كل من يتقدم يقرر بمن سيُطيح وبمن سيحتمي وبمن سيضحي لينجو بنفسه .. والأهم ما يخفيه من أسرار تتكشف تباعاً لنصل إلى خلاصة مفادها أن الحياة في كثير من الأحيان لا تهادن الصادقين والأبرياء ولا تلين لهم وأن الخداع والفساد والكذب قد يكون هو السبيل الوحيد للصمود والبقاء .
الأسلوب في الرواية كان سينمائياً بعبارات قصيرة حركية وسريعة تناسب الحدث وهذا ما صنع التشويق فالقارئ يبقى مشدوداً إلى النص راغبًا في القبض على الحقيقة التي تفلت منه في كل مرة مع كل اعتراف يحيل إلى مفاجأة أكبر وأكبر . الحوارات كان بعضها باللهجة الجزائريةوهو ما أضفى لمحة محلية محببة قادتني للبحث عن بعض المعاني والأماكن والشخصيات .
الرواية جميلة جداً وتجربة قراءة أولى للكاتب سعيد لخطيبي وحتماً لن تكون الأخيرة 🤍
الرواية تحقيق في حادثة مقتل مغنيةِ ملهىً ليلي ، يتناوب خلالها الرواة على السرد كلٌ يحكي قصته التي تتقاطع في إحدى مساراتها من بعيد أو قريب مع الضحية زكية زغواني منهم من استغلها ومنهم ومن أحبها بصدق ومنهم من غدر بها ومن تخلى عنها وحين أرادت أن تقرر مصيرها بنفسها تموت مقتولة ولكننا نكتشف مع تتالي الفصول بأنّ الضحايا كُثر في هذا البلد الذي فيه (الحوت ياكل الحوت وقليل الجهد يموت). الضحايا كل من يحمل حلماً جميلاً بنيل فرصة لحياة جديدة بعد التحرير في الجزائر ولكن الأطماع تحرك كثيرين لاغتنام ما يمكن اغتنامه لمصلحتهم.. فتذوي الأحلام مجدداً ، ويحاول كل منهم أن يشق طريقاً له في هذه البيئة الخانقة وهنا استفاد الكاتب من هذا الإطار ليشير إلى كثير من مواطن الخلل الاجتماعي والسياسي في البلد على لسان الرواة.
إنها عقدة متشابكة من الأسرار كل سر يُفضي إلى آخر تبدو الأحداث وكأنها تحدث بتلقائية وعفوية في حين أنها أشبه بلعبة شطرنج شرسة كل تحرك محسوب والغاية منه مقررة سلفاً ، كل من يتقدم يقرر بمن سيُطيح وبمن سيحتمي وبمن سيضحي لينجو بنفسه .. والأهم ما يخفيه من أسرار تتكشف تباعاً لنصل إلى خلاصة مفادها أن الحياة في كثير من الأحيان لا تهادن الصادقين والأبرياء ولا تلين لهم وأن الخداع والفساد والكذب قد يكون هو السبيل الوحيد للصمود والبقاء .
الأسلوب في الرواية كان سينمائياً بعبارات قصيرة حركية وسريعة تناسب الحدث وهذا ما صنع التشويق فالقارئ يبقى مشدوداً إلى النص راغبًا في القبض على الحقيقة التي تفلت منه في كل مرة مع كل اعتراف يحيل إلى مفاجأة أكبر وأكبر . الحوارات كان بعضها باللهجة الجزائريةوهو ما أضفى لمحة محلية محببة قادتني للبحث عن بعض المعاني والأماكن والشخصيات .
الرواية جميلة جداً وتجربة قراءة أولى للكاتب سعيد لخطيبي وحتماً لن تكون الأخيرة 🤍
Read
April 26, 20250/10
July 24, 2022
"نهاية الصحراء"..في فهم نفسيات القتلة بإعادة تأمل الإنزلاقات التي وردت في التاريخ المكتوب.
الرواية للكاتب الجزائري سعيد خطيبي صدرت مطلع سنة 2022 عن دار نوفل هاشيت أنطوان بيروت اللبنانية و عدد صفحاتها 316.
تدور أحداث "نهاية الصحراء" في بلدة نزرامة -المتخيلة- القريبة من الصحراء في الجزائر عام 1988، من خلال المتحدثين في الرواية، الذين هم أبطالها، يغوص الكاتب في تاريخ الجزائر الحديث من فترة حرب التحرير الجزائرية وورثتها و حقبة بعد الإستقلال وصولا إلى زمن ما قبل الأزمة -العشرية السوداء-، حيث تلقي حرب التّحرير بظلالها على الرواية، مع ما رافقها من صراعات داخلية، تحكي نشأة الجزائر المستقلّة، مفسرا لصّدامات الطبقية وجذور العنف في البلاد، عبر سرده ملابسات جريمة قتل مغنية تعمل في أحد الفنادق. شابة تدعى زينب أو زازا.
من قتل زكية زغواني؟
الملاحظ في الرواية أنها تفتقد لبطل صريح وواضح لكن ما يثير الإعجاب هو توفيق الكاتب في جعل شخصية المغنية زكية زغواني محورية تحوم حولها كل الشخصيات الأخرى ساردة تفاصيل دقيقة حول حيثيات جريمة القتل المأساوية التي أودت بحياة زازا. زكية تلك الغائبة الحاضرة على طول الرّواية هل هي فعلا المرأة الجزائرية المتميزة التي تمتلك زمام قدرها والتي قدمت للثورة الكثير وربت ودرست وخدمت الأرض وتمردت أيضا؟
أحداث الرواية تحليل سوسيو-ثقافي لنظرة أغلبية الجزائريين إلى كل ماهو أنثى خاصة قبيل العشرية السوداء أي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي؛ الفتاة التي لا يفهم حبيبها رغبتها في الغناء، لأن امرأة تعمل في الغناء هي عاهرة، بعرف المجتمع: «ماطلت أسبوعين قبل أن تُبلغني بمهنتها الجديدة وتُدشّن الخلافات بيننا. سألتها ذات مرة: تُريدين أن تصيري عاهرة؟ فأجابتني: وحدهم الأنذال يصفون امرأة بالعاهرة.»
فتاة عانت من اضطهاد إخوتها العنيف، حيث: «قضت ليلتها في عرس واستعصى عليهم التأكّد من كلامها، فقد تشاجرت مع شقيقها الأكبر، قبل اختفائها، وحين عادت، أشبعها ضرباً. أوثق يديها وكمّم فمها ثمّ انهال عليها بركلات في بطنها وعلى وجهها».
فتاة مخذولة من حبيبها الذي لم يستطع الزواج منها بسبب رفض أمه.
سعيد خطيبي يرافع ضد السائد ومع المرأة الجزائرية التي كافحت صنعت مجدها و تاريخ وطنها إنطلاقا من أزمنة غابرة وصولا إلى تأسيس الدول الحديثة ثم المقاومات الشعبية فثورة التحرير وصولا إلى مشاركتها في صنع القرار وبناء دولة عصرية و التصدي لهجمات المتعصبين التي تتعرّض إليها باستمرار من طرف المتطرّفين أو من طرف من ينسبون أنفسهم إلى المثقّفين.
بتساؤلات أبطال الرواية : (برهوم، عاشور، حميد، ميمون، بوستة، حليمة، نورة، فضيل، الشيخة ذهبية، فوزي، وناسة، كمال، بن قدور، مرزاقة سوالم، بنسالم، دراجي عوينة)حول مقتل المغنية زازا، مثل ما يتساءل حبيبها بشير: هل اشتاقت إلي قبل أن يستعجلها أجلها؟ لا أصدق أنّها تركتني وفاضت روحها، هل انتقم منها مالك فندق الصحراء لأنها تجسست عليه أو كشفت سرّاً يعنيه؟ أو ما يتساءل به مفتش الشرطة: لماذا تستر عليها مالك الفندق؟ لماذا لم تكن المرحومة مطمئة لمن عملوا معها؟ أو كما يتساءل صاحب محل أفلام الفيديو إبراهيم: لماذا أخفت عنها أمي شكوكها في تورّط المغنية الشيخة ذهبية في اغتيالها؟ أو كما تتبادر الأسئلة إلى ذهن القارىء؛ من تكون زازا؟ هل هي الجزاير الفتية التي أغتيلت قبل أن يشتد عودها؟ هل يوجد في شخصية زازا شيء من نجمة كاتب ياسين؟ هل ميمون المجاهد هو نفسه ميلود صبري في رواية طير الليل؟
الزمان كان ظاهرا في الرواية من 9 سبتمبر 1988 إلى 20 أكتوبر 1988، كما عاد الكاتب على لسان أبطال روايته مستخدما تقنية الفلاش باك إلى ثورة التحرير و فترة مابعد الإستقلال، المميز في "نهاية الصحراء" أن الكاتب تعمد اخفاء الأمكنة حيث ذكر بشكر عابر أسماء مدن جزائرية حقيقية كسطيف و العاصمة و بسكرة كما ذكر مدنا متخيلة كالمرج و نزرامة؛ مدن الجزائر في الثمانينات كان عبارة عن تجمعات سكنية متشابه تعاني شحا في المؤسسات والأسواق ربما باستثناء سوف الفلاح الذي يجمع طوابير بشرية تمد لعشرات الأمتار وكذلك أسواق التراباندو التي تنشط ليلا، كان للجزائريين حينها نفس الأفكار ونفس تسريحة الشعر ونفس التلفزيون.
إن "نهاية الصحراء" رواية سوداء -Roman noir- تعددت فيها الحبكات، ويتداخل هذا التأسيس الكلاسيكي بفتحٍ بالغ الاتساع والعمق لآفاق الجريمة على مرتكبها الأكبر الذي يتجاوز أيضا الدائرة الضيقة لما يحدّد المرتكب الصغير كمال، وفق أسلوب اعترافات أبطال الرواية بالقول: «لست وحدي من كتم صوت زكيّة، بل شاركتْني حبيبتي تلك الفعلة، مثلما شارَكَنا فيها إخوتها الذين نبذوها، بشير الذي أخلفَ وعده بالزواج بها، الشيخة ذهبية التي كادت لها، ميمون الذي زاد من غرورها، إبراهيم الذي زرع في قلبي رغبة انتقام منها، وحميد الذي أوهمها بحمايتها». وذلك بالتداخل الذكي الذي لا يعتمد على سردٍ تاريخي خارجي، بل على تركيب حياة الأبطال أنفسهم
ركز فيها الكاتب على الجانب الجمالي مولدا تشويق و متعة غير منتهيين، السؤال الرئيسي في الرواية هو من قتل زكية زغواني؟ لكن فكرة القتل تبقى ثانوية في الرواية وفي الأخير يكتشف القارىء كيف أن شخصية زازا تؤثر في جميع أبطال الرواية وكيف شاركوا جلهم في قتلها، فعل القتل في الرواية كناية عن وأد كل ماهو جميل في الجزائر، عن كبح الفن و قتل كل من يريد أن يحيا مختلفا، كذلك التضيق على الحريات وكتابة التاريخ من وجهة نظر واحدة وهذا ما أراه أقلق الكاتب ودفع للعودة إلى فترة حساسة لم يكتب عنها كثيرا حيث أخذت منه الرواية ثلاثة سنوات عائدا و منقبا في سجلات الجرائد والأرشيف رغم شحها.
هذف الكاتب الأول في هذه الرواية ليس الخوض في الصراعات التي وجدت في حرب التحرير، ولا ثوتيق أو تفسير ماحدث بعد الثورة بل ركز انعكاسات هذه الأحداث المفصلية على حيوات النّاس العاديين و الهامشيين انشغل على غرار مؤلفاته السابقة -أربعون عاما في إنتظار إيزابيل إبرهارت، جنائن الشرق الملتهبة، حطب ساراييفو- بحياة البسطاء بأولئك الذين يمرون في الحياة كأطياف عابرة، كيف تحملوا –مرغمين� تبعات حرب التحرير والقرارات السياسية التي أتت بعد الأستقلال، كتب عن مصائر أشخاص عاديين، من عمق المجتمع، أولئك المنسيون، الذين لم يشاركوا في الحرب، أو كانوا أطفالا حين اندلاعها، أو ولدوا بعدها مباشرة، مع ذلك فقد وجدوا أنفسهم لاحقا جزء رئيسا فيها.
الرواية للكاتب الجزائري سعيد خطيبي صدرت مطلع سنة 2022 عن دار نوفل هاشيت أنطوان بيروت اللبنانية و عدد صفحاتها 316.
تدور أحداث "نهاية الصحراء" في بلدة نزرامة -المتخيلة- القريبة من الصحراء في الجزائر عام 1988، من خلال المتحدثين في الرواية، الذين هم أبطالها، يغوص الكاتب في تاريخ الجزائر الحديث من فترة حرب التحرير الجزائرية وورثتها و حقبة بعد الإستقلال وصولا إلى زمن ما قبل الأزمة -العشرية السوداء-، حيث تلقي حرب التّحرير بظلالها على الرواية، مع ما رافقها من صراعات داخلية، تحكي نشأة الجزائر المستقلّة، مفسرا لصّدامات الطبقية وجذور العنف في البلاد، عبر سرده ملابسات جريمة قتل مغنية تعمل في أحد الفنادق. شابة تدعى زينب أو زازا.
من قتل زكية زغواني؟
الملاحظ في الرواية أنها تفتقد لبطل صريح وواضح لكن ما يثير الإعجاب هو توفيق الكاتب في جعل شخصية المغنية زكية زغواني محورية تحوم حولها كل الشخصيات الأخرى ساردة تفاصيل دقيقة حول حيثيات جريمة القتل المأساوية التي أودت بحياة زازا. زكية تلك الغائبة الحاضرة على طول الرّواية هل هي فعلا المرأة الجزائرية المتميزة التي تمتلك زمام قدرها والتي قدمت للثورة الكثير وربت ودرست وخدمت الأرض وتمردت أيضا؟
أحداث الرواية تحليل سوسيو-ثقافي لنظرة أغلبية الجزائريين إلى كل ماهو أنثى خاصة قبيل العشرية السوداء أي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي؛ الفتاة التي لا يفهم حبيبها رغبتها في الغناء، لأن امرأة تعمل في الغناء هي عاهرة، بعرف المجتمع: «ماطلت أسبوعين قبل أن تُبلغني بمهنتها الجديدة وتُدشّن الخلافات بيننا. سألتها ذات مرة: تُريدين أن تصيري عاهرة؟ فأجابتني: وحدهم الأنذال يصفون امرأة بالعاهرة.»
فتاة عانت من اضطهاد إخوتها العنيف، حيث: «قضت ليلتها في عرس واستعصى عليهم التأكّد من كلامها، فقد تشاجرت مع شقيقها الأكبر، قبل اختفائها، وحين عادت، أشبعها ضرباً. أوثق يديها وكمّم فمها ثمّ انهال عليها بركلات في بطنها وعلى وجهها».
فتاة مخذولة من حبيبها الذي لم يستطع الزواج منها بسبب رفض أمه.
سعيد خطيبي يرافع ضد السائد ومع المرأة الجزائرية التي كافحت صنعت مجدها و تاريخ وطنها إنطلاقا من أزمنة غابرة وصولا إلى تأسيس الدول الحديثة ثم المقاومات الشعبية فثورة التحرير وصولا إلى مشاركتها في صنع القرار وبناء دولة عصرية و التصدي لهجمات المتعصبين التي تتعرّض إليها باستمرار من طرف المتطرّفين أو من طرف من ينسبون أنفسهم إلى المثقّفين.
بتساؤلات أبطال الرواية : (برهوم، عاشور، حميد، ميمون، بوستة، حليمة، نورة، فضيل، الشيخة ذهبية، فوزي، وناسة، كمال، بن قدور، مرزاقة سوالم، بنسالم، دراجي عوينة)حول مقتل المغنية زازا، مثل ما يتساءل حبيبها بشير: هل اشتاقت إلي قبل أن يستعجلها أجلها؟ لا أصدق أنّها تركتني وفاضت روحها، هل انتقم منها مالك فندق الصحراء لأنها تجسست عليه أو كشفت سرّاً يعنيه؟ أو ما يتساءل به مفتش الشرطة: لماذا تستر عليها مالك الفندق؟ لماذا لم تكن المرحومة مطمئة لمن عملوا معها؟ أو كما يتساءل صاحب محل أفلام الفيديو إبراهيم: لماذا أخفت عنها أمي شكوكها في تورّط المغنية الشيخة ذهبية في اغتيالها؟ أو كما تتبادر الأسئلة إلى ذهن القارىء؛ من تكون زازا؟ هل هي الجزاير الفتية التي أغتيلت قبل أن يشتد عودها؟ هل يوجد في شخصية زازا شيء من نجمة كاتب ياسين؟ هل ميمون المجاهد هو نفسه ميلود صبري في رواية طير الليل؟
الزمان كان ظاهرا في الرواية من 9 سبتمبر 1988 إلى 20 أكتوبر 1988، كما عاد الكاتب على لسان أبطال روايته مستخدما تقنية الفلاش باك إلى ثورة التحرير و فترة مابعد الإستقلال، المميز في "نهاية الصحراء" أن الكاتب تعمد اخفاء الأمكنة حيث ذكر بشكر عابر أسماء مدن جزائرية حقيقية كسطيف و العاصمة و بسكرة كما ذكر مدنا متخيلة كالمرج و نزرامة؛ مدن الجزائر في الثمانينات كان عبارة عن تجمعات سكنية متشابه تعاني شحا في المؤسسات والأسواق ربما باستثناء سوف الفلاح الذي يجمع طوابير بشرية تمد لعشرات الأمتار وكذلك أسواق التراباندو التي تنشط ليلا، كان للجزائريين حينها نفس الأفكار ونفس تسريحة الشعر ونفس التلفزيون.
إن "نهاية الصحراء" رواية سوداء -Roman noir- تعددت فيها الحبكات، ويتداخل هذا التأسيس الكلاسيكي بفتحٍ بالغ الاتساع والعمق لآفاق الجريمة على مرتكبها الأكبر الذي يتجاوز أيضا الدائرة الضيقة لما يحدّد المرتكب الصغير كمال، وفق أسلوب اعترافات أبطال الرواية بالقول: «لست وحدي من كتم صوت زكيّة، بل شاركتْني حبيبتي تلك الفعلة، مثلما شارَكَنا فيها إخوتها الذين نبذوها، بشير الذي أخلفَ وعده بالزواج بها، الشيخة ذهبية التي كادت لها، ميمون الذي زاد من غرورها، إبراهيم الذي زرع في قلبي رغبة انتقام منها، وحميد الذي أوهمها بحمايتها». وذلك بالتداخل الذكي الذي لا يعتمد على سردٍ تاريخي خارجي، بل على تركيب حياة الأبطال أنفسهم
ركز فيها الكاتب على الجانب الجمالي مولدا تشويق و متعة غير منتهيين، السؤال الرئيسي في الرواية هو من قتل زكية زغواني؟ لكن فكرة القتل تبقى ثانوية في الرواية وفي الأخير يكتشف القارىء كيف أن شخصية زازا تؤثر في جميع أبطال الرواية وكيف شاركوا جلهم في قتلها، فعل القتل في الرواية كناية عن وأد كل ماهو جميل في الجزائر، عن كبح الفن و قتل كل من يريد أن يحيا مختلفا، كذلك التضيق على الحريات وكتابة التاريخ من وجهة نظر واحدة وهذا ما أراه أقلق الكاتب ودفع للعودة إلى فترة حساسة لم يكتب عنها كثيرا حيث أخذت منه الرواية ثلاثة سنوات عائدا و منقبا في سجلات الجرائد والأرشيف رغم شحها.
هذف الكاتب الأول في هذه الرواية ليس الخوض في الصراعات التي وجدت في حرب التحرير، ولا ثوتيق أو تفسير ماحدث بعد الثورة بل ركز انعكاسات هذه الأحداث المفصلية على حيوات النّاس العاديين و الهامشيين انشغل على غرار مؤلفاته السابقة -أربعون عاما في إنتظار إيزابيل إبرهارت، جنائن الشرق الملتهبة، حطب ساراييفو- بحياة البسطاء بأولئك الذين يمرون في الحياة كأطياف عابرة، كيف تحملوا –مرغمين� تبعات حرب التحرير والقرارات السياسية التي أتت بعد الأستقلال، كتب عن مصائر أشخاص عاديين، من عمق المجتمع، أولئك المنسيون، الذين لم يشاركوا في الحرب، أو كانوا أطفالا حين اندلاعها، أو ولدوا بعدها مباشرة، مع ذلك فقد وجدوا أنفسهم لاحقا جزء رئيسا فيها.
June 3, 2023
تفتقد عنصر التشويق لكثره الشخصيات...بوليسيه و بها تعريج على احداث سياسيه او اقتصاديه داخليه و تبعات التحرير ...واعجبي من حال الدول العربيه ...من جهل لفقر لبؤس وااسفاه! بتحرير و بدونه هناك الكثير الضائع في الصحاري بلا نهايات ...
July 2, 2022
حقّقتْ نهاية الصحراء الصادرة عن دار هاشيت أنطوان - نوفل ( طبعة أولى 2022 ) كنص نجاح كاتبها من خلال عدّة نقاط سأذكرها تباعًا:
١- إعتماد الكاتب التقنية الروائية الأكثر حداثة
وهي تقنية تعدد الأصوات الروائية الأمر الذي أفسح المجال لكي تعبر الشخصيات عن قلقها وترسم المشهد التراجيدي والدرامي من خلال رؤيتها
وهذا يحتسب نقطة ايجابية للكاتب الذي لم ينزلق نحو أناه ويكتب رؤيته او ان يبقى أحاديا حاكمًا لنص صاخب بالأصوات الفرديّة
لكن في نفس الوقت هذه التقنية كان لها حدّ خدش بنية النص من ناحية التلقي
فالمتلقي وبفعل تعدد الشخصيات وبوحها الجزئي في بداية الرواية قد اصيب بإرتباك خاصة أن النص بدأ بإيقاع بطيء نظرا لغياب الوصف وندرة الحوارات.
ثانيًا من الناحية النفسية
نجح سعيد خطيبي في إيصال المتلقي نحو قاسم مشترك يجمع الشخصيات التي تدور في فلك الجريمة وهو القلق
الذي مثلته نوره المربكة تجاه بشير وبائع اشرطة الفيديو الذي عاش بفعل
اغتيال زكية حالة رعب
والعدالة المتمثلة بالظابط الذي يتأرجح بين القانون وروح القانون ورؤيته كإنسان
وبالتالي يحيلنا هذا الأمر
الى ما تحدث عنه ادلر عن الحالة الفردية او خلفيتها الاجتماعية والثقافية
وعن الهلوسة الجماهيرية او الجماعية الذي تحدث عنها لوبون
والجمهور هنا عائلة بشير المربكة نتيجة حيرة نوره (القائد المنقذ par hypotese )
لكن ونتيجة انفتاح النص على الصراعات النفسية
قد تماهى الكاتب في الاسهاب بتفاصيل
الشخصيات مما شكل نوعا من المماطلة وابتعاد قسري عن الفكرة الاساس وهي الجريمة واللغز الذي دار حول زكية المغنية الشعبية
ودوافع قتلها...
ثالثا الواقعيّة الإجتماعية
لم يكرر سعيد خطيبي ما كرره زملاءه الروائيين من اسقاط تاريخ الجزائر
في العمل الابداعي
بل عمد الى ابداع توازن
بين الواقعية المجسدة بتواريخ حفرت في اذهان الشخصيات
( نيل السادات نوبل/ وفاة لويس دو فينيس / خلع الرئيس بن بيلا / حرب التحرير...)
تواريخ اعطت المتلقي اشارات عن الزمن الذي اغتيلت فيه المغنية زكية
عام ١٩٨٨ وما قبل هذا التاريخ
حيث عاشت الجزائر
فترة ما بين الرخاء المجتمعي واعادة التكوين بعد الاستعمار الفرنسي
وبداية التشنج الاجتماعي
Cramp sociale
نتيجة بدء التحركات الدينية الاسلامية خصوصًا...
هذه الاشارات كانت سيميائية عابرة لكنها كانت كافية لتشكيل مشهد مصحوب بالتكتل القمعي الذي تعرضت له الضحية من تحريم الفن
في صباها من قبل اهلها ومحيطها والحقد من قبل فنانة منافسة لها
والبرود العاطفي مع بشير الذي استفاد خطيبي من وضعه كمشتبه به
ليعرج على حال المتهم في السجن من خلال تدوين يومياته
والحالة النفسية المتمثلة بالاحباط نتيجة بقائه كما حاولت النهاية ان تقدم نفسها صاحب مصير مفتوح على كل الاحتمالات...
نهاية الصحراء هي بداية لكثير من الدهاليز والاحياء الاجتماعية
هي السؤال الذي يطرح من جديد عند كل موت
هل النهاية تولد بدايات جديدة؟
نبيل مملوك
١- إعتماد الكاتب التقنية الروائية الأكثر حداثة
وهي تقنية تعدد الأصوات الروائية الأمر الذي أفسح المجال لكي تعبر الشخصيات عن قلقها وترسم المشهد التراجيدي والدرامي من خلال رؤيتها
وهذا يحتسب نقطة ايجابية للكاتب الذي لم ينزلق نحو أناه ويكتب رؤيته او ان يبقى أحاديا حاكمًا لنص صاخب بالأصوات الفرديّة
لكن في نفس الوقت هذه التقنية كان لها حدّ خدش بنية النص من ناحية التلقي
فالمتلقي وبفعل تعدد الشخصيات وبوحها الجزئي في بداية الرواية قد اصيب بإرتباك خاصة أن النص بدأ بإيقاع بطيء نظرا لغياب الوصف وندرة الحوارات.
ثانيًا من الناحية النفسية
نجح سعيد خطيبي في إيصال المتلقي نحو قاسم مشترك يجمع الشخصيات التي تدور في فلك الجريمة وهو القلق
الذي مثلته نوره المربكة تجاه بشير وبائع اشرطة الفيديو الذي عاش بفعل
اغتيال زكية حالة رعب
والعدالة المتمثلة بالظابط الذي يتأرجح بين القانون وروح القانون ورؤيته كإنسان
وبالتالي يحيلنا هذا الأمر
الى ما تحدث عنه ادلر عن الحالة الفردية او خلفيتها الاجتماعية والثقافية
وعن الهلوسة الجماهيرية او الجماعية الذي تحدث عنها لوبون
والجمهور هنا عائلة بشير المربكة نتيجة حيرة نوره (القائد المنقذ par hypotese )
لكن ونتيجة انفتاح النص على الصراعات النفسية
قد تماهى الكاتب في الاسهاب بتفاصيل
الشخصيات مما شكل نوعا من المماطلة وابتعاد قسري عن الفكرة الاساس وهي الجريمة واللغز الذي دار حول زكية المغنية الشعبية
ودوافع قتلها...
ثالثا الواقعيّة الإجتماعية
لم يكرر سعيد خطيبي ما كرره زملاءه الروائيين من اسقاط تاريخ الجزائر
في العمل الابداعي
بل عمد الى ابداع توازن
بين الواقعية المجسدة بتواريخ حفرت في اذهان الشخصيات
( نيل السادات نوبل/ وفاة لويس دو فينيس / خلع الرئيس بن بيلا / حرب التحرير...)
تواريخ اعطت المتلقي اشارات عن الزمن الذي اغتيلت فيه المغنية زكية
عام ١٩٨٨ وما قبل هذا التاريخ
حيث عاشت الجزائر
فترة ما بين الرخاء المجتمعي واعادة التكوين بعد الاستعمار الفرنسي
وبداية التشنج الاجتماعي
Cramp sociale
نتيجة بدء التحركات الدينية الاسلامية خصوصًا...
هذه الاشارات كانت سيميائية عابرة لكنها كانت كافية لتشكيل مشهد مصحوب بالتكتل القمعي الذي تعرضت له الضحية من تحريم الفن
في صباها من قبل اهلها ومحيطها والحقد من قبل فنانة منافسة لها
والبرود العاطفي مع بشير الذي استفاد خطيبي من وضعه كمشتبه به
ليعرج على حال المتهم في السجن من خلال تدوين يومياته
والحالة النفسية المتمثلة بالاحباط نتيجة بقائه كما حاولت النهاية ان تقدم نفسها صاحب مصير مفتوح على كل الاحتمالات...
نهاية الصحراء هي بداية لكثير من الدهاليز والاحياء الاجتماعية
هي السؤال الذي يطرح من جديد عند كل موت
هل النهاية تولد بدايات جديدة؟
نبيل مملوك
February 8, 2025
تُعدّ هذه الرواية عملاً أدبيًا مأساويًا، يوثّق أربعين يومًا من الاضطراب الاجتماعي والسياسي قبل وخلال أحداث 5 أكتوبر 1988 العاصفة في الجزائر. اعتمد الكاتب تقنية تعدد الرواة، حيث تروي كل شخصية جزءًا من القصة من وجهة نظرها الخاصة، مما يخلق سردًا متقاطعًا يعكس التشظي الاجتماعي والنفسي للمجتمع الجزائري بعد أكثر من 26 عامًا من الاستقلال.
الهيكل السردي وتقنية تعدد الرواة:
استخدم سعيد خطيبي تقنية تعدد الأصوات السردية، مما أضفى على النص طابعًا متعدد الأبعاد، حيث لا يقتصر على رؤية واحدة، بل يسمح للقارئ بالتجول بين شخصيات مختلفة، كل منها يحمل روايته الخاصة عن الأحداث. ورغم أن هذه التقنية كانت مدروسة ومُتقنة إلى حد بعيد خصوصا في البدايا، إلا أن كثرة الشخصيات والانتقال حولها لاحقا إلى نقطة ضعف في النص، إذ ظهرت شخصيات لم يكن لها تأثير فعلي على مجرى الأحداث، مما زاد من تعقيد القراءة وأثقل النص بمعلومات لم تكن ضرورية دائمًا وشخصيات ما يفرض التركيز الشديد على القارئ.
ثيمات الرواية:
الرواية أشبه برواية بوليسية مشحونة سياسيًا واجتماعيًا، تبدأ بجريمة قتل الفنانة المغنية زازا، والتي تُشكل نقطة انطلاق لكشف جرائم وأحداث أخرى متداخلة، مما يجعل القارئ أمام شبكة من الأسرار والتناقضات التي تعكس واقع الجزائر في فترة ما بعد الثورة. ومن خلال ذلك، يستعرض الكاتب تراكمات الثورة، صراعات الغنائم، والتحولات الاجتماعية في الجزائر، خاصّة في مدينة داخلية كان يُفترض أن تكون رمزًا للاستقرار، لكنها تتحول إلى مرآة لكشف التوترات العميقة داخل المجتمع.
نقاط القوة في الرواية:
قدرة الكاتب على التحكم في تعدد الشخصيات وتشابك الأحداث، رغم تعقيد الحبكة وكثرة الرواة.
أسلوب سرد متسارع ومثير، يجعل القارئ مشدودًا للأحداث، خاصة مع التصاعد التدريجي للأحداث والجرائم المكتشفة.
تقديم تصوير واقعي لما بعد الاستقلال، حيث يظهر إرث الثورة الجزائرية بما فيه من تناقضات ومخلفات اجتماعية، بعيدًا عن الخطاب الرسمي التقليدي.
استخدام الأحداث التاريخية والرموز الثقافية والاسقاطات.
نقاط الضعف في الرواية:
كثرة الشخصيات دون ضرورة درامية واضحة، مما أدى إلى ظهور شخصيات بلا تأثير كبير على الحبكة.
استباحة صورة المرأة في النص، حيث تبدو في كثير من الأحيان مجرد جسد لإرضاء الآخرين، دون تقديم رؤية أكثر عمقًا لدورها الاجتماعي أو النضالي.
التكرار في بعض الأساليب السردية، مثل الاستشهاد المتكرر بشعر عبد الرحمن المجذوب من قبل شخصيات مختلفة، مما أفقد هذا العنصر خصوصيته وجعل منه أداة مستهلكة داخل النص.
بعض الهفوات اللغوية التي، رغم كونها غير مؤثرة بشكل جوهري، تقلل من جودة النص الأدبي.
في الختام:
رواية "نهاية الصحراء" هي عمل أدبي طموح ومُتقن في جوانب كثيرة، بلمسة بوليسية لكن بشكل غير تقليدي؛ كانت بحاجة إلى اختزال بعض الشخصيات والتركيز أكثر على جوهر الأحداث الأساسية. رغم ذلك، يُحسب للكاتب قدرته على بناء نص بوليسي اجتماعي سياسي مُتشعب، يُجسد الجزائر ما بعد ربع قرن من الاستقلال بكل تحولاتها وصراعاتها. ورغم بعض نقاط الضعف، تبقى الرواية شهادة سردية قيّمة عن الجزائر في فترة مفصلية من تاريخها.
الهيكل السردي وتقنية تعدد الرواة:
استخدم سعيد خطيبي تقنية تعدد الأصوات السردية، مما أضفى على النص طابعًا متعدد الأبعاد، حيث لا يقتصر على رؤية واحدة، بل يسمح للقارئ بالتجول بين شخصيات مختلفة، كل منها يحمل روايته الخاصة عن الأحداث. ورغم أن هذه التقنية كانت مدروسة ومُتقنة إلى حد بعيد خصوصا في البدايا، إلا أن كثرة الشخصيات والانتقال حولها لاحقا إلى نقطة ضعف في النص، إذ ظهرت شخصيات لم يكن لها تأثير فعلي على مجرى الأحداث، مما زاد من تعقيد القراءة وأثقل النص بمعلومات لم تكن ضرورية دائمًا وشخصيات ما يفرض التركيز الشديد على القارئ.
ثيمات الرواية:
الرواية أشبه برواية بوليسية مشحونة سياسيًا واجتماعيًا، تبدأ بجريمة قتل الفنانة المغنية زازا، والتي تُشكل نقطة انطلاق لكشف جرائم وأحداث أخرى متداخلة، مما يجعل القارئ أمام شبكة من الأسرار والتناقضات التي تعكس واقع الجزائر في فترة ما بعد الثورة. ومن خلال ذلك، يستعرض الكاتب تراكمات الثورة، صراعات الغنائم، والتحولات الاجتماعية في الجزائر، خاصّة في مدينة داخلية كان يُفترض أن تكون رمزًا للاستقرار، لكنها تتحول إلى مرآة لكشف التوترات العميقة داخل المجتمع.
نقاط القوة في الرواية:
قدرة الكاتب على التحكم في تعدد الشخصيات وتشابك الأحداث، رغم تعقيد الحبكة وكثرة الرواة.
أسلوب سرد متسارع ومثير، يجعل القارئ مشدودًا للأحداث، خاصة مع التصاعد التدريجي للأحداث والجرائم المكتشفة.
تقديم تصوير واقعي لما بعد الاستقلال، حيث يظهر إرث الثورة الجزائرية بما فيه من تناقضات ومخلفات اجتماعية، بعيدًا عن الخطاب الرسمي التقليدي.
استخدام الأحداث التاريخية والرموز الثقافية والاسقاطات.
نقاط الضعف في الرواية:
كثرة الشخصيات دون ضرورة درامية واضحة، مما أدى إلى ظهور شخصيات بلا تأثير كبير على الحبكة.
استباحة صورة المرأة في النص، حيث تبدو في كثير من الأحيان مجرد جسد لإرضاء الآخرين، دون تقديم رؤية أكثر عمقًا لدورها الاجتماعي أو النضالي.
التكرار في بعض الأساليب السردية، مثل الاستشهاد المتكرر بشعر عبد الرحمن المجذوب من قبل شخصيات مختلفة، مما أفقد هذا العنصر خصوصيته وجعل منه أداة مستهلكة داخل النص.
بعض الهفوات اللغوية التي، رغم كونها غير مؤثرة بشكل جوهري، تقلل من جودة النص الأدبي.
في الختام:
رواية "نهاية الصحراء" هي عمل أدبي طموح ومُتقن في جوانب كثيرة، بلمسة بوليسية لكن بشكل غير تقليدي؛ كانت بحاجة إلى اختزال بعض الشخصيات والتركيز أكثر على جوهر الأحداث الأساسية. رغم ذلك، يُحسب للكاتب قدرته على بناء نص بوليسي اجتماعي سياسي مُتشعب، يُجسد الجزائر ما بعد ربع قرن من الاستقلال بكل تحولاتها وصراعاتها. ورغم بعض نقاط الضعف، تبقى الرواية شهادة سردية قيّمة عن الجزائر في فترة مفصلية من تاريخها.
April 9, 2025
ظننت ان موضوع الكتاب قصة بوليسية و لكن ظني لم يكن في محله.
حدثتي صديق عن هذه الرواية قائلا أنها مختلفة (كونها بوليسية) و أنها بين الروايات الجزائرية القليلة التي لا تتحدث عن الثورة أو العشرية السوداء و لأكون صريحة، ليس هذا ما دفعني لقراءتها، فالكتب التي تدور حول الجزائر و ما عانته تهمني و قد قرأت الكثير منها، و الروايت التي لاتمت لهذا الموضوع بصلة كذلك قرأت العديد منها. ولكن ما شدّ انتباهي هو ملخص هذه الرواية و يا ليتني لم اقرأه 😅
صراحة، لم تعجبني، لا الأحداث و لا الأسلوب و لا الشخصيات.
الاحداث: وتيرتها كانت بطيئة مما ادى الى تشتيت سلبني تركيزي.
الشخصيات: لم اشعر بأي شيئ اتجاهها، قطفقد كانت باردة تماما و خالية من الاحاسيس.
الاسلوب: لن اقول انه لم يكن سلسا او على المستوى المطلوب و لكنه، و هي وجهة نظر شخصية، متكلفا بعض الشيئ ولم يضف اي زيادة على الرواية في حد ذاتها.
للتأكيد، هذا رأيي الشخصي و لا أريده ان يؤثر على تجربة أي منكم، فإن أراد احدكم قراءتها فليفعل، فالاذواق تختلف، و لعل احدكم سيمضي وقتا شيقا معها.
وفقتم ♥️
حدثتي صديق عن هذه الرواية قائلا أنها مختلفة (كونها بوليسية) و أنها بين الروايات الجزائرية القليلة التي لا تتحدث عن الثورة أو العشرية السوداء و لأكون صريحة، ليس هذا ما دفعني لقراءتها، فالكتب التي تدور حول الجزائر و ما عانته تهمني و قد قرأت الكثير منها، و الروايت التي لاتمت لهذا الموضوع بصلة كذلك قرأت العديد منها. ولكن ما شدّ انتباهي هو ملخص هذه الرواية و يا ليتني لم اقرأه 😅
صراحة، لم تعجبني، لا الأحداث و لا الأسلوب و لا الشخصيات.
الاحداث: وتيرتها كانت بطيئة مما ادى الى تشتيت سلبني تركيزي.
الشخصيات: لم اشعر بأي شيئ اتجاهها، قطفقد كانت باردة تماما و خالية من الاحاسيس.
الاسلوب: لن اقول انه لم يكن سلسا او على المستوى المطلوب و لكنه، و هي وجهة نظر شخصية، متكلفا بعض الشيئ ولم يضف اي زيادة على الرواية في حد ذاتها.
للتأكيد، هذا رأيي الشخصي و لا أريده ان يؤثر على تجربة أي منكم، فإن أراد احدكم قراءتها فليفعل، فالاذواق تختلف، و لعل احدكم سيمضي وقتا شيقا معها.
وفقتم ♥️
July 7, 2024
رواية تحكي قصة متداخلة شخصياتها واحداثها تروي احاسيس و مشاعر الشخصيات الخمسة او اكثر المهمة في الرواية، مقسمة الي اجزاء لم افهم ماهية التقسيم حتي بعد الانتهاء من الرواية فاحيانا عنوان الفصل يكون شخص او احيانا تاريخ لم اري الرابط بين التقسيمات فهي تقفز من شخصية لاخرى قد تروق لبعض القراء هذا الصنف من القراءة بالنسبة لي كان مجهد للربط بين الفصول و الاقسام كما قسمها الكاتب لعله اراد بها مشاهد يرويها يربطها خيط واحد
الي غاية نهاية الرواية وجدتني ابحث عن ايحاءات الي المدينة التي دارت فيها احداث الرواية، بما اني ابن المدينه فوجدت بعض منها في تفاصيل الاماكن و المسميات من اسماء الشوارع و المحلات فهي حقا موجودة ببوسعادة ك (الترابدو، دوار الابريق، جنان الرومي، محل الوردة البيضاء۔۔۔)
رواية جميلة بمشاهد منفصلة تربطها قصة تبحث عن الجاني في جريمة قتل
الي غاية نهاية الرواية وجدتني ابحث عن ايحاءات الي المدينة التي دارت فيها احداث الرواية، بما اني ابن المدينه فوجدت بعض منها في تفاصيل الاماكن و المسميات من اسماء الشوارع و المحلات فهي حقا موجودة ببوسعادة ك (الترابدو، دوار الابريق، جنان الرومي، محل الوردة البيضاء۔۔۔)
رواية جميلة بمشاهد منفصلة تربطها قصة تبحث عن الجاني في جريمة قتل
February 10, 2023
« نهاية الصحراء » رواية بوليسية النمط، اجتماعية نقدية الهدف.
مقتل المغنية زازا أو زكية هو حدثها الأساسي. لكن الأمر لم يتوقف على حل غموض الجريمة و معرفة القاتل فقط. بل حاول الكاتب نقل أوضاع المجتمع الجزائري في تلك الفترة الزمنية (الثمانينات) و نقده. فكل شخصيّة من شخصيّات الرواية تمثّل ضحية، نمطاً، مشكلة أو آفة في المجتمع (الاغتصاب، العنف، فساد الشرطة، الفقر...). من هنا كثرة الشخصيات و اختلاف قصصها و أسباب مشاكلها كانت نقطة إيجابية أغنت الرواية.
إذا بأسلوب سلس و ممتع قدّم الكاتب الجزائري سعيد خطيبي نصًّا مميزاً، ليس تشويقيًّا بحت كحال معظم الروايات البوليسية بل رمزيًّا. و هذه الرمزية هي التي أعطت الرواية قيمة و عمق.
بالمختصر استمتعت للغاية بقراءة هذه الرواية، و أنصحكم بقرائتها.
مقتل المغنية زازا أو زكية هو حدثها الأساسي. لكن الأمر لم يتوقف على حل غموض الجريمة و معرفة القاتل فقط. بل حاول الكاتب نقل أوضاع المجتمع الجزائري في تلك الفترة الزمنية (الثمانينات) و نقده. فكل شخصيّة من شخصيّات الرواية تمثّل ضحية، نمطاً، مشكلة أو آفة في المجتمع (الاغتصاب، العنف، فساد الشرطة، الفقر...). من هنا كثرة الشخصيات و اختلاف قصصها و أسباب مشاكلها كانت نقطة إيجابية أغنت الرواية.
إذا بأسلوب سلس و ممتع قدّم الكاتب الجزائري سعيد خطيبي نصًّا مميزاً، ليس تشويقيًّا بحت كحال معظم الروايات البوليسية بل رمزيًّا. و هذه الرمزية هي التي أعطت الرواية قيمة و عمق.
بالمختصر استمتعت للغاية بقراءة هذه الرواية، و أنصحكم بقرائتها.
February 25, 2023
يدخلنا سعيد خطيبي في رواية «نهاية الصحراء» في متاهة الأسئلة بدءا من العنوان فالجزائر بلد يملك صحراء شاسعة يعتقدها القارئ نهاية لشيء ما فيها، كيف ستنتهي هذه الصحراء؟
شخوص روايات سعيد خطيبي يؤرّقها الماضي(الثورة)، يترواح السرد معها حتى يأخذنا لِما عايشه الوطن من أوجاع ومن خلال الجريمة يريد هذا النّص السردي توثيق حالة وطن غداة استقلاله من المستعمر، ويُظهر حالة الهشاشة في مجتمعه وتكوين علاقاته فتسرب هذه الجريمة تُحيل لأمراض كثيرة فيه، الاقتراب من أحداث أكتوبر 88 تستشرف مستقبلا صعبا لا هناء فيه، وقد حاول سعيد خطيبي معالجه في روايته السابقة «حطب سراييفو».
شخوص روايات سعيد خطيبي يؤرّقها الماضي(الثورة)، يترواح السرد معها حتى يأخذنا لِما عايشه الوطن من أوجاع ومن خلال الجريمة يريد هذا النّص السردي توثيق حالة وطن غداة استقلاله من المستعمر، ويُظهر حالة الهشاشة في مجتمعه وتكوين علاقاته فتسرب هذه الجريمة تُحيل لأمراض كثيرة فيه، الاقتراب من أحداث أكتوبر 88 تستشرف مستقبلا صعبا لا هناء فيه، وقد حاول سعيد خطيبي معالجه في روايته السابقة «حطب سراييفو».
June 29, 2024
قصة جميلة أتوقع أنها من وحي الخيال تجعلك ترغب في الوصول للمتهم الحقيقي في قضية قتل المغنية في فندق في الجزائر تدور أحداث القصة في وقت صعب يمر على الناس و يعكس واقع المعيشة في اقتصاد يتحكم به قلة من الأغنياء الذين تهتم بهم الحكومة بعد استيلائهم على الثورة و استغلالهم لاستقلال الجزائر من أجل مصالحهم الشخصية. بالمقابل، لا أحد يهتم بوضع الشباب المقبلين على الحياة مما أدى إلى أن تكون حياتهم تافهة وسط مشاكل اجتماعية كثيرة والتي تسبب انحدارهم الى ارتكاب الجريمة و القيام بأعمال تتعارض مع الأخلاق.
November 22, 2023
رواية اجتماعية بوليسية، طويلة بالنسبة للحجم الذي أفضله، لكنها ممتعة عرفتني على المجتمع الجزائري، بتفاصيل السياسة وأثرها في التركيب الاجتماعي الطبقي، كيف كون البعض ثروته، كيف تبنى العلاقات وتتحكم العادات البدوية في المتمدنين، ثم لجريمة قتل أن تسحبك من التعاطف مع الضحية، لتشعر أن المجتمع برمته ضحية الدولة.
May 11, 2024
�"في هذي البلاد الحوت ياكل الحوت و قليل الجهد يموت."�
🟩رواية نهاية الصحراء الحاصلة على جائزة الشيخ زايد فرع المؤلف الشاب للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، هي رواية الصوت المكتوم؛ في فترة الثمانينات تتعدد القوى التي تخنق صوت الحق، وتتكفل جهة واحدة فقط بإقرار الثوابت الوطنية وحتى الدينية و الاجتماعية.
⬜رواي� ظاهرها بوليسي؛ فكشف هوية قاتل "زازا" ومعرفة أسباب التخلص منها ليس خط السير الأساسي للعمل، بل عمد خطيبي إلى استنطاق تاريخ المنطقة(بوسعادة المثبتة حضاريا المهملَة حاضريا )من خلال شخصياتها وتحليل ظروف عيشها التي فرضتها عليها المرحلة.
🟥تعدد الرواة في العمل، أعطاه اتساعا في المعاني التي يطرحها كل منهم وفقا لما يؤمن به ويدافع عنه. رغم أن كل الشخصيات ( ابراهيم، حميد،كمال، بشير، بوستة، نورة،الشيخة الذهبية،ميمون،حسينة) تدور في فلك واحد وحول شخصية واحدة "زازا"، إلا أن مساحة الحرية كانت كفيلة بسرد حكاياه الجانبية التي يظهر فيها الخير والشر كمتلازمين وليس كنقيضين.
🟪النص كأنه عبارة عن مجموعة مشاهد يتم تصويرها على مراحل،اعتمد الكاتب فيها جملا قصيرة، متلاحقة، وحوارات تبعث برسائل وطنية، توحي بدخول الجزائر مرحلة جديدة ستكون من أصعب مراحلها على الإطلاق..
🟫ينجح دائما خطيبي في شدّ القارئ، ويحيله إلى وطنيته التي تختبر في كل مرة بظرف جديد، كما أنه كاتب يعمل على تحديث أسلوبه الكتابي وفق احتياجات الرواية الراهنة.
#سعيدخطيبي
#نايةالصحراء
#نوفل /#اشيتأنطوان
#قراءاتوفاء
🟩رواية نهاية الصحراء الحاصلة على جائزة الشيخ زايد فرع المؤلف الشاب للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، هي رواية الصوت المكتوم؛ في فترة الثمانينات تتعدد القوى التي تخنق صوت الحق، وتتكفل جهة واحدة فقط بإقرار الثوابت الوطنية وحتى الدينية و الاجتماعية.
⬜رواي� ظاهرها بوليسي؛ فكشف هوية قاتل "زازا" ومعرفة أسباب التخلص منها ليس خط السير الأساسي للعمل، بل عمد خطيبي إلى استنطاق تاريخ المنطقة(بوسعادة المثبتة حضاريا المهملَة حاضريا )من خلال شخصياتها وتحليل ظروف عيشها التي فرضتها عليها المرحلة.
🟥تعدد الرواة في العمل، أعطاه اتساعا في المعاني التي يطرحها كل منهم وفقا لما يؤمن به ويدافع عنه. رغم أن كل الشخصيات ( ابراهيم، حميد،كمال، بشير، بوستة، نورة،الشيخة الذهبية،ميمون،حسينة) تدور في فلك واحد وحول شخصية واحدة "زازا"، إلا أن مساحة الحرية كانت كفيلة بسرد حكاياه الجانبية التي يظهر فيها الخير والشر كمتلازمين وليس كنقيضين.
🟪النص كأنه عبارة عن مجموعة مشاهد يتم تصويرها على مراحل،اعتمد الكاتب فيها جملا قصيرة، متلاحقة، وحوارات تبعث برسائل وطنية، توحي بدخول الجزائر مرحلة جديدة ستكون من أصعب مراحلها على الإطلاق..
🟫ينجح دائما خطيبي في شدّ القارئ، ويحيله إلى وطنيته التي تختبر في كل مرة بظرف جديد، كما أنه كاتب يعمل على تحديث أسلوبه الكتابي وفق احتياجات الرواية الراهنة.
#سعيدخطيبي
#نايةالصحراء
#نوفل /#اشيتأنطوان
#قراءاتوفاء
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.