ŷ������

كتابي الأول لدرويش، وأعتقد أنه أعجبني.

بدايةً أحب أقول أن الشعر مش من مجالات قراءاتئ المفضلة، بحب أتذوقه، لكن لما بتكون الرمزية فيه زيادة عن الحد بفقد استمتاعي بيه. درويش في كتاباته رمزية كتيرة، وطبعا بيكتب قصائد نثرية فحتى لا تتبع الشكل التقليدي للشعر، عشان كده بعض القصائد عجبتني، بعضها حسيته عادي، والبعض الآخر مفهمتوش.

بيتكلم عن الموت والحرب والحزن، ومعاناة الدول العربية زي فلسطين ولبنان والعراق. طبعًا قصائده فيها كنايات كثيرة، زي "البعوضة" كناية عن العدو وغيرها من المعاني الخفية في كتاباته. بيتكلم كتير عن مأساة كونه شاعر فبيتوقع الآخرين منه حاجات كتيرة، وعن ازاي فقد نفسه وهو شاعر بيكتب عن الهوية والنفس، اللي بيقضي معظم كتاباته بيبحث عنها. فيه شخصيات كتيرة بيقتبسها من بروست ودانتي لنجيب محفوظ وأم كلثوم مع تشكيلة من الشعراء والكتاب الأوروبيين.

دي بعض القصائد اللي عجبتني:
- نيرون: قصيدة عظيمة
- البيت قتيلاً: قوية
- واجب شخصي: عن ذاكرة مجتمعاتنا قصيرة المدى
- بقية حياة: مؤلمة
- قال أنا خائف: فيها شئ بيطاردني، كأنها شبح.. ففكرة طكأنة النفس ليست بتلك السهولة ولكنه لا يقول انها سهلة، مثلها مثل قصيدة "هدير الصمت
- شريعة الخوف: تمثيل الجنود الذين يخافون أشبخ من يقتلونهم وكيف يصوره شئ عظيم فعلاً
- شال حرير: من أفضل القصائد اللي بتوضح مدى "شاعرية" الشعراء
- الحياة حتى آخر قطرة: من القصائد القليلة في الكتاب اللي فيها بعض التفاؤل
- أثر الفراشة: من أفضل قصائد الكتاب
شاعرية قصيدتي "أغبط كل ما حولك" و "قلي كوكبًا" فرحتني
- إجازة قصيرة: أعتقد أنها بتلخص أفكار محمود درويش عن الموت في اكلتاب ده
قصائد أخرى زي "وجهة نظر"، و"رصاصة الرحمة" عجبوني كمان.

بعض المقتطفات:
(يا ليتني حجر، كي أحن إلى أي شئ)

(للبطولة أيضًا تاريخ إنتهاء صلاحية)

(للمقابر هيبة الهواء وسطوة الهباء)

(بحياء، أحيا، كما لو كنت ضيفًا على غجري يتأهب للرحيل)

(ربما أنا ميت متقاعد
يقضي إجازته القصيرة في الحياة)

(الأرض منفى والتاريخ مأساة)

(لولا الخطيئة،
لولا النزول للأرض
لولا إكتشاف الشقاء
وإغواء حواء
لولا الحنين إلى جنة غابرة
لما كان شِعرٌ ولا ذاكرة
ولما كان للأبدية معنى العزاء)

(ما حاجتنا للشعر إذا قال الشاعر، إن السماء صافية وإن الحديقة خضراء)

(فليس للغريب إلا إختراع ألفة ما مع مكان ما)