ثالث رحلاتي مع عبدالرحمن منيف، والذي ما يزال يعرض عضلات كلماته بكل هيبة. المجموعة القصصية - الباب المفتوح -، بدايات منيف في الكتابة، وبالمقارنة مع نها ثالث رحلاتي مع عبدالرحمن منيف، والذي ما يزال يعرض عضلات كلماته بكل هيبة. المجموعة القصصية - الباب المفتوح -، بدايات منيف في الكتابة، وبالمقارنة مع نهاياته، فإن من كان يواكب البداية لا بد أنه قال سيكون له مستقبل مشرق. وبالطبع، صار قاعدة أدبية لا يستهان بها.
في هذه المجموعة، لمست محاولة كاتب للارتقاء، محاولة غير متزنة، وبقياسها مع القصص العالمية، أجدها عادية، إلا من قصة واحدة، هي التي تحمل اسم العنوان: الباب المفتوح، فإنني صفقت طويلاً لها، والباقيات، ربما لغيري يكنّ مدهشات، إلا أن توقعي للنهاية، جعل من عنصر الإدهاش مخفياً، متوارياً. هناك تصاعد في القصص، لكن لم يقفز عن الحاجز. ...more
من هو عبدالستار ناصر؟ لا أدري! بماذا تميّز العنوان حتى تقرأ الرواية؟ لا شيء! لماذا قرأت الرواية؟ بلا سبب معين! هكذا، مشيت وراء إحساس غريب، لا أعرف أي من هو عبدالستار ناصر؟ لا أدري! بماذا تميّز العنوان حتى تقرأ الرواية؟ لا شيء! لماذا قرأت الرواية؟ بلا سبب معين! هكذا، مشيت وراء إحساس غريب، لا أعرف أي شيء عن الكاتب أو الرواية، فبدأت أقرأها.
بعد 5 صفحات فقط، وجدتني غرقت في الرواية، 5 صفحات كانت كفيلة بأن أحجز لنفسي موعداً طوال اليومين مع هذا الرواية، لغة سردية مميزة، ومفاجأة منذ البداية.
عبد الستار ناصر، هو كاتب وقاص عراقي، توفي في 2013، هكذا هم المميزون، نعرفهم بعد وفاتهم. ويا ليته كان حيّاً لأشكره على ما كتب.
في قشور الباذنجان، يطير بك عبد الستار إلى العراق، حيث الحرب والويلات والدماء، حيث بغداد الجميلة بمقاهيها وشوارعها، عن الحياة السوداوية، وحب الإنسان للقتل، والتعذيب، يدخل عالم السؤال والشك مع الله، والحياة، وأسباب وجودنا.
السفر إلى دمشق، وبيروت وعمان، والعودة إلى الوطن، الخوف من قذيفة ما، الإصابة بالهوس، والجنون، والأوهام الملاحقة حتى النوم.
أعجبتني أيضاً تلك الاقتباسات التي كان يبدأ بها فصوله، وأحببت حبه لشيركو بيكس، الشاعر الكردي.
يقول: قشور باذنجان، صارت حياتنا سوداء رخيصة، ولا أحد يهمه أمرنا، ومن ترى يعبأ بتلك القشور.
يقول: الحياة لم تعد غير قشرة باذنجان، فاسدة سوداء، لا قيمة لها، لكننا نعيشها ما نزال ، بفعل العادة.
إنها أجمل ما قرأت للعراق، وفاقت بنظري روعة وحدها شجرة الرمان لسنان أنطون. ...more
مجموعة قصصية (إن جاز أن نسمّي المكتوب قصصاً)، تتحدث عن كثير من المواضيع المتشابكة، عن الدين والسياسة والمجتمع، تتمحور معظمها حول مهندس مدني يعمل في شر مجموعة قصصية (إن جاز أن نسمّي المكتوب قصصاً)، تتحدث عن كثير من المواضيع المتشابكة، عن الدين والسياسة والمجتمع، تتمحور معظمها حول مهندس مدني يعمل في شركة نفط، ويمكننا القول أنه إسقاط للكاتب الذي يمارس المهنة. أما أرض القصص، أو عالمها، فهي مدينة الظهران، والمجتمع السعودي.
حمد العيسى، تعرّفت عليه من خلال ترجمته للنصوص المحرمة لمالكوم إكس التي جمعها مع نصوص أخرى لسياسيين ومشاهير عالميين في كتاب. حبّي له في ذلك الكتاب قادني لأقرأ ما خطت يداه. بصمة حمد موجودة، لكنّ ما عاب الكتاب هو الشخصنة، والابتعاد عن النص القصصي، كيف؟
هناك بعض القصص، أشبه بمقالات أو سرديات أو أفكار في نصوص. والناظر إلى الكتاب يجد أنه قد كتب بهدف إيصال أفكار حمد العيسى الخاصة، ويبدو أنه لم يفضل أن يكتب أفكاره أو أراءه على شكل مقالات، بل وضعها ضمن إطار قصصي، بعض هذه القصص وهي في اثنتين أو ثلاث تبدأ كما تبدأ القصة، وتنتهي كما تنتهي القصة، وما بين البداية والنهاية نجد نصًا جامداً مقالياً لا أكثر.
هذا كتاب مثير للغاية، (كأنها جملة مترجمة لمقطع من فيلم)، النصوص المحرمة لمالكوم إكس ونصوص أخرى لغيره إذا كان هنالك أحد يستحق الإشادة فهو حمد العيسى متر هذا كتاب مثير للغاية، (كأنها جملة مترجمة لمقطع من فيلم)، النصوص المحرمة لمالكوم إكس ونصوص أخرى لغيره إذا كان هنالك أحد يستحق الإشادة فهو حمد العيسى مترجم الكتاب، فهو قام بترجمة النصوص المحرمة لمالكوم إكس وأضاف لها نصوصاً ومقالات وحوارات أخرى لغيره من المشاهير أمثال نعوم تشومسكي، بوب مارلي، آينشتاين، إيزابيل الليندي، رالف نادر، داروين، افيل، بورغويرز، بينغز. المشترك بين هؤلاء على اختلاف اهتماماتهم، هو عنصر السياسة مشتركاً بالأنسنة، فالنصوص هي آراء سياسية، أو أخلاقية. الكتب هو رحلة اكتشاف لعوالم هؤلاء الخفية، معتمداً حمد العيسى على مصادر كثيرة من كتب ومواقع إلكترونية رسمية ليوصل لنا ما أوصل. مالكوم إكس المسلم الثائر على العنصرية ضد السود في أمريكا
نعوم تشومسكي أستاذ لسانيات، مناصر للقضية الفلسطينية، يلقب باليهودي المعادي للسامية، كتب عدة مقالات وعمل محاضرات ضد السياسة الأمريكية وخاصة بعد حرب فيتنام
رالف نادر أعنف زبون أمريكي (هذا تغلغل في القلب، لم أمنع نفسي من أن أصرخ لفرحتي به)، لن أقول شيئاً عنه، اكتشفوه
هوارد زن مؤرخ يساري أمريكي
افيل رئيس تشيكوسلوفاكيا 14 عاماً، وكاتب مسرحي (رائع)، الثقافة والسياسة
آينشتاين عالم الفيزياء اليهودي، مكتشف النظرية النسبية
إيزابيل الليندي كاتبة روائية من تشيلي
بوب مارلي مغني جامايكي، له موسيقى الريغي
بورغويرز رجل أعمال ومدير عدة شركات
داروين عالم الحيوانات والنباتات، صاحب نظرية التطور
بينغر كاتبة ومصورة أمريكية، عاشت 4 سنوات في السعودية ...more
سوف أجنّ بسبب جابرييل، لا يعجبني ما يكتبه، قرأت له سيرته الذاتية وذاكرة غانياتي الحزينات وإيرنديرا البريئة وقصة موت معلن وهي الوحيدة التي أعجبتني، وال سوف أجنّ بسبب جابرييل، لا يعجبني ما يكتبه، قرأت له سيرته الذاتية وذاكرة غانياتي الحزينات وإيرنديرا البريئة وقصة موت معلن وهي الوحيدة التي أعجبتني، والآن في ساعة نحس، لم تعجبني أيضاً، آمل عندما أقرأ مئة عام من العزلة أن تكون جيدة.
هنا في ساعة نحس، لا توجد ساعة نحس، ولا أدري ما العلاقة بين العنوان والرواية، قرية أوتوماتيكية بأفعالها، سلطة العمدة، وشخصيات أخرى حسب مواقعها، الأب أنجيل والحلاق وغيرهم. تستيقظ القرية على جرية قتل، سيزار يقتل باستور، لأنه قرأ في نشرات الفضائح أن باستور على علاقة مع زوجته، في هذه القرية، تنتشر منشورات الفضائح التي توزع على أبواب القرية، ولا أحد يعلم من يكتبها، يحاول العمدة بطريقته السلطوية معرفة من وراءها، من خلال مناورات ليلية وحظر للتجول وما إلى ذلك، هناك سلطة دينية للأب، الذي يمنع الكثير من الأفلام أن تعرض، ويمنع إقامة سيرك، يظهر صبي يقال أنه القاتل هكذا فجأة دون مقدمات ويختفي في نفس الفصل. رواية متشتتة لكنها أظهرت الحكم السائد من سياسة ودين، ومجتمعاً خائفاً أو مكبوتاً. ...more
والتيه والزيتون، الرواية الرابعة التي أقرأها لأنور حامد. سأعترف، لم أكن مهتمًا كثيرًا بقراءتها خصوصًا أنني ورواياته لم نتفق إلا قليلًا، على الرغم من و والتيه والزيتون، الرواية الرابعة التي أقرأها لأنور حامد. سأعترف، لم أكن مهتمًا كثيرًا بقراءتها خصوصًا أنني ورواياته لم نتفق إلا قليلًا، على الرغم من وفاقنا وصداقتنا. لكنّني استغلّيت نسيان صديقة لي نسختها من الرواية في حقيبتي، وفقدان شهيّتي لأقرأ رواية من هاتفي المحمول أثناء عودتي من نابلس، كأن الرواية تناديني أن اقرأني، وكانت البداية..
منذ البداية يضعك أنور حامد في ساحة المواجهة، السطر الرابع: "هوايتي المفضلة السباحة عارية على شاطئ حيفا في ساعات الفجر الأولى". الكاتب هنا لا يمزح معك، لا يخبئ شيئاً، يشير إليك أن الرواية سيكون فيها الكثير مما لا يستسيغه البعض، سيكون فيها ما لا ترغب ربما، فإن أردت استقبال المزيد أكمل، وإن لم ترد فاتركها جانبًا. لم ينتظر أبعد من السطر الرابع ليقول لك هذا، ويضعك في منطقة "معدومة الارتياح".
الرواية بالمختصر تتحدث عن كاتب اسمه منير حمدان، مقيم في لندن، يزور فلسطين من جانبها المحتل، حيفا وعكا ويافا واللد، هذا الكاتب الضفاوي وعائلته هناك في الضفة. هل منير حمدان هو أنور حامد؟ نعم ولا، ولا جواب مؤكد، فهنا لا يهم، وكما نوّه في المقدمة أن نفصل بين الراوي والروائي، أثناء قراءتي، وبعد لقاءاتي الأربعة بأنور حامد، أجد أن هناك الكثير من شخصيته في الرواية، ولكنّني أجدني غير قادر على أن أقول هذا هو أنور حامد، رسم لنا صورة ضبابية محكمة الالتباس، فلا نستطيع أن نؤكد ولا أن ننفي، وهذا يعني النفي في العلم لأن التأكيد لم يحصل بعد. أما شخصياته التي يكتبها فهي أيضاً في نفس المساحة، للدرجة التي صرت أسأل فيها نفسي، هل من الممكن أن أجدني في رواياته القادمة كشخصية روائية؟ هذا الصراع بين الفصل والربط بين الحقيقة والخيال، المساحة التي يغشيها حبر الكاتب المتمرّس.
أنور حامد أعدّ لنا صورة في إطار "إشكاليات الهوية"، بين الفلسطيني والإسرائيلي، بين الضفاوي وفلسطيني الداخل، بين الرأي والرأي الآخر، في الامتزاج بين الهويتين. كتبَ الروح الفلسطينية الندّية في مواجهة ضابط الأمن الإسرائيلي والذي تبين فيما بعد أنه درزي يخدم لمصلحة إسرائيل، معتمدًا على جواز السفر الأوروبي، لا الهوية الفلسطينية، والذي أثار بلبلة لدى الضابط. بجملته: "إقامة ممتعة في إسرائيل" ضرب عرض الحائط، وأضرم الحسرة في القلب. كتب فلسطيني الداخل المحتل، واختلاط اللهجة الفلسطينية بالعبارات العبرية. استذكر التاريخ ووضعه أمام العيون، فسأل: "بماذا تبوح لسكانها الشرفات في الأمسيات؟"، هذه الشرفات التي شهدت سهرات جدّي وجدتي ماذا عساها تخبر سكانها الجدد المحتلين؟ طرح مشكلة المسميات الجارحة التي تشربت في ألسنة الضفاويين، فبدلاً من تسميتهم أنهم فلسطينيو الداخل، صاروا عرب إسرائيل، عرب ال 48، عرب الشمينيت، والذين بدورهم يتهمون أهل الضفة بعدم الترتيب والنظافة خصوصاً عند زيارتنا للبحر، ومتبرئ بدوري من هذه التسميات، فهم أهل وحب وقرابة لنا، وما وجودهم هناك إلا تعزيزًا لنا، والهبة الأخيرة خير شاهد على تلاحمنا وأخوتنا، فهم نحن كما نحن هم.
كتب تداخل الهوية وارتباكها، نادلة عربية في مقهى يهودي، ملامح الناس متشابهة، ضابط إسرائيلي يقرأ رواية عربية، فندق يهودي بإدارة عربي. دخل عالم الحياة الدرزية ومشكلتها، عن الذين رفضوا التجنيد في الجيش الإسرائيلي وعن الذين وافقوا وحجتهم. تشعر وأنت تقرأ أن أنور حامد يفتح كل الدفاتر، ويضعها على الطاولة. ذكر مشكلة أصبحنا نعاني منها كثيرًا، وهي التطبيع لأن هذا الكاتب منير حمدان زار إسرائيل، وختم على جوازه، إنها مشكلة تفاقمت وأصبحت ألسنة الناس العربية تتفوه بكلمة "التطبيع" في إشارة إلى "ممنوع زيارة فلسطين لأنها تحت الاحتلال، وأن جوازك سيختم عليه بإسرائيل"، ولكنّ أمثاله وبثينة العيسى وإبراهيم نصرالله وحمور زيادة وقاسم حداد ممن جاؤوا مؤخراً إلى فلسطين، أثبتوا وسيثبت غيرهم ويعلن آخرون أن هذا ما هو إلا نضال ثقافي وصراع ضد الاحتلال لمواجهته بسلاح الثقافة. أشار إلى ظاهرة غريبة في اللد، جرائم الشرف لمنع النساء من التعلم، ومن الممكن أن تكون هذه هي ما سيتناوله أنور حامد في إحدى رواياته القادمة.
أنور حامد كتب عن موت أمه في الرواية، كتب مشهد الغيبوبة والذي سمعته بصوته في متحف محمود درويش عندما أسمعنا هذا الفصل وبكى وبكينا متأثرين، إن ما كتبه عن أمه أعجز عن وصفه، كأن من يكتب عن هذه المخلوقة يكتسب قلمًا من الجنة فتخرج الكلمات كأنها معزوفة موسيقية خالدة.
في النهاية، إنها رواية أعادت الصلح مع أنور حامد، أحببتها فعلًا، وآمل أن تترشح لبوكر 2017، ولكن دعوني أهمس بأذنه شيئاً، قرأت خلال أسبوعين عن هذه الفكرة رواية والتيه والزيتون، ورواية مصائر لربعي المدهون، المرشحة لبوكر 2016، إحدى الروايتين ستفوز، فإن لم يفز ربعي هذا العام، سيفوز أنور العام القادم، لسوء حظك يا أنور أو لحسنه. سنرى.
نجمتان للبداية الرائعة. يبدو أن هنالك مشكلة كبيرة في كثير من الروايات التي قرأتها وسأقرأها فيما بعد، البداية العظيمة ثم السقوط المدوّي. في حين تستيقظ نجمتان للبداية الرائعة. يبدو أن هنالك مشكلة كبيرة في كثير من الروايات التي قرأتها وسأقرأها فيما بعد، البداية العظيمة ثم السقوط المدوّي. في حين تستيقظ الأحلام لمؤنس الرزاز، يتحدث عن صبي صغير تكتشف أمه أنه ورث عن أبيه قدرته على قراءة النفس الأخرى، وما يختلج داخلها من أفكار، ثم بعدما يكبر يمنحه صديق والده صندوقًا سريًا كان قد أوصاه بأن يعطيه لابنه بعد وفاته، وهكذا حصل، وإذ في الصندوق قبعة إخفاء.
تدور أحداث معينة وبعدها تخرج روايات كثيرة تؤول علاقة الشاب مختار والفتاة هبة. هذه الروايات هي كأنها أحلام، أو كأنها حيوات جديدة يعيشها الناس في أحلامهم، ومن هنا كان اسم الرواية.
لو قرأت كل فترةٍ رواية من هذه الروايات، لتمكنت من اجتياز هذا الكتاب بشك أفضل، لكن عندما تتكرر الروايات، وراء بعضها، مشكلة أكثر من نصف الكتاب أي ما يقارب المئة صفحة، أجدني قد مللت آملاً أن أصل إلى النهاية، وصلت فوجدت مؤنس الرزاز قد كتب: "وهكذا انتهت كل الروايات على اختلاف مصادرها، ولم تنته الأحلام التي استيقظت. فالروايات عابرة والأحلام اليقظة خالدة لا نهائية". ما هكذا كنت أنتظر....more
أحب أن أكون من القلائل الذين يحبون روايةً ما. مصابيح أورشليم لعلي بدر، الرواية الثالثة التي أقرأها له بعد بابا سارتر والركض وراء الذئاب.
الرواية مقسومة أحب أن أكون من القلائل الذين يحبون روايةً ما. مصابيح أورشليم لعلي بدر، الرواية الثالثة التي أقرأها له بعد بابا سارتر والركض وراء الذئاب.
الرواية مقسومة إلى ثلاثة أجزاء.
الجزء الأول يتحدث فيه علي بدر عن صديقين له، وهما أيمن مقدسي وعلاء خليل، تضاف لهما صديقة فيما بعد هي زينب نصري. أيمن وعلاء هما تماما مثل توم وجيري، صديقين حميمين دائمي الخلاف، الخلاف الذي يأتي من نقاشات سياسية وقومية وأوضاع استرتيجية في البلاد، سواء المحلية أو الإقليمية. أيمن مقدسي، من المعجبين جدًا بإدوارد سعيد، فكرًا وفلسفة، يدافع عنه وعن أفكاره وأقواله، على العكس من علاء خليل، الذي ما ينفك يحاول إيجاد ثغرة للصد والرد. علي بدر، يصف حياته والثلاثي الذي معه في العراق، أيام الحرب مع إيران، وكيف تتغير الحياة وتعود، تتغير الأفكار والأحلام. ويشير من خلالها إلى أن أيمن مقدسي كان يجهز لرواية يكتبها عن إدوارد سعيد، فكان يبحث ويكتب مسودّات ومنهيجات للرواية، كيفية الأحداث، وغيرها. وكان يتعرض للسخرية من علاء أولا من علي بدر ثانيًا بنسبة أقل. يسافر أيمن مقدسي بعد يوم واحد من عرضه للمسودّة التي كتبها عن إدوارد سعيد، ثم يختفي، وبعدها بفترة، يسمع علي بدر بوفاة إدوارد سعيد، ليقرر بعدها إحياء رواية أيمن مقدسي، على طريقة أيمن، بسرد علي بدر. وهنا يبدأ الجزء الثاني والأهم في الرواية.
علي أن أنوه أن الرواية لعلي بدر، لكن صاحب الفضل الأكبر فيها هو لأيمن مقدسي، فشكل الرواية جاء كما صوّره أيمن، ولكن المكتوب هو كتابة علي بدر لا غيره. والجزء الثاني يوضح هذا الشكل.
الجزء الثاني إدوارد سعيد هو أحد أشخاص الرواية، يلتقي بشخصيات من روايات إسرائيلية أمثال يائيل وإيستر، ويجوبون متنقلين مشياً مدينة القدس أو أورشليم. يضع إدوارد سعيد أمام أبطال الرواية الآخرين، لحظات مواجهة، لحظات ارتباك، علاقة الأنا بالآخر. أن تكون الهوية الفلسطينية في السيناريو الاستعماري، فتتشكل تلك المساحة المربكة بينهما. هنا يكون الصراع الثقافي، بين مؤيد ومعارض، بين فلسطيني وإسرائيلي، بين روايتين أمام العالم، رواية الفلسطيني الذي هجّر من أرضه، ورواية الإسرائيلي الذي استوطن الأرض. لأن إسرائيل نشأت من أسطورة أدبية، من رواية، وبالتالي يجب إعادة كتابتها عن طريق الأدب، يجب تكذيبها عن طريق رواية، الرواية هي أفضل حرب، طالما كل الحروب قد خسرت وفشلت، لماذا لا نجرب الرواية؟ إدوارد سعيد كان خطرًا وحرباً على إسرائيل، هنا كان من الواجب إعادة سرد الأساطير، لتكذيبها، لتدميرها لكشف خداعها، وزيفها. الموضوع في غاية الحساسية، القدس تعرض في هذا الجزء كما هي الآن صراحة، لا نستطيع إنكار الحال، نحن كفلسطينيين نتألم عندما نعاين المشهد، القدس فيها قلة من العرب، والكثير من اليهود، القدس ما زالت تئن وتبكي، وتحنّ. يمشي إدوارد سعيد والشخصيات الإسرائيلية، أمام كل شيء إسرائيلي، يهود، محلات، لغة، أصوات، ومن بين كل ما هو أجنبي، تخرج كلمات عربية، مقدسية، امرأة عجوز تصرخ بالعربية، مما يجعل إدوارد سعيد بعد أن شاهد مثل هكذا موقف يقول: هذه هي القدس، هذه هي القدس، من خلال صوت إدوارد سعيد، يصير التنقل من منطقة لأخرى، فيها التأمل والتوقف والعودة، وتكرار أحداث ماضية، أليس إدوارد سعيد ابن القدس؟ بلى، طفلها المدلل ومكان نشأته الأول، وأرفق اقتباسًا حصل: "تعرف؟ جاء هذا اليوم أحد الفلسطينيين من أميركا وادعى أنه كان يسكن هذا المنزل ولم أدعه يدخل" في هذا الجزء، عليك أن تستمع وأن تقرأ إلى قصيدة تميم البرغوثي في القدس، اسمعها مرة ومرتين وعشرين مرة. ستتوافق القصيدة مع ما تقرأ تماماً. وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ في القدسِ كلًّ فتى سواكْ ** يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ ** في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ ** لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ في القدسِ من في القدسِ لكنْ لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ
لا أرى في القدس إلا إدوارد سعيد، هذا هو حال الرواية في جزئها الثاني. المهم، إيستر في نهاية المطاف، تناصر إدوارد سعيد وتصدق الرواية العربية الفلسطينية. وأنهم لا وطن لهم هنا.
الجزء الثالث يعرض فيه علي بدر بعض ملاحظات علاء مقدسي وما جمعه أثناء بحثه. ويكتب خلالها قصة إدوارد سعيد ما ساحر يطير به على عصاه إلى قاهرة نجيب محفوظ في رحلة بديعة، إلى المقاهي والأزقة والساحات.
إليكم بعض الأجزاء من الرواية التي فعلاً ضربتني وأحيتني وأماتتني وأسعدتني: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، هي كذبة الأكاذيب، يقول بني موريس (المؤرخ الإسرائيلي)، لقد حان وقت معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، وهذه مهمة ملقاة على عاتقنا نحن المؤرخين الجدد. موريس هو الذي صرح في 2004، لو استكملت عملية الترانسفير للفلسطينيين من إسرائيل عام 1948، ويقصد التطهير العرقي بالكامل، لكانت إسرائيل الآن تعم بالسلام. ** قال غروسمان: أكثر ما يثير مخاوفي هو أنني لم أعد أؤمن بوجود إسرائيلي، ساورني الشك دائماً وهو كابوس مشترك يعانيه اليهود كلهم الذين يعيشون هنا. لكننا، خلال عقود، توصلنا على الأقل إلى التعايش بعقلانية مع هذا الكابوس، والواقع إنه منذ عامين، عاد أفق زوال إسرائيل وإنهاء التجربة البطولية الجارية هنا ليصبح ملموساً. ** وفلسطين أين خارطتها؟ في إسرائيل طبعاً
نفس المشكلة تتكرر مع المجموعات القصصية، القصة الأولى جميلة والباقي عادي، لا شيء مميز في هذه المجموعة، صحيح أنه كتب بعض الواقع أو كثيره، لكنه لم يقدم نفس المشكلة تتكرر مع المجموعات القصصية، القصة الأولى جميلة والباقي عادي، لا شيء مميز في هذه المجموعة، صحيح أنه كتب بعض الواقع أو كثيره، لكنه لم يقدم جديدًا يذكر، مع اعتماده الكبير على المحادثات لا على السرد القصصي....more
قبل فترة حاولت إيجاد كتاب وروائيين أردنيين لكنني لم أصل إلى اسم كبير حتى وصلت إلى غالب هلسا وخاصة بعد ما قرأت عنه بأنه أحد البصمات العربية الرائعة، فق قبل فترة حاولت إيجاد كتاب وروائيين أردنيين لكنني لم أصل إلى اسم كبير حتى وصلت إلى غالب هلسا وخاصة بعد ما قرأت عنه بأنه أحد البصمات العربية الرائعة، فقررت القراءة له آملًا أن أجد هذه البصمة.
الخماسين خيبت ظني، ولم أجد هذه الرواية العظيمة المنتظرة، تبدأ بطريقة جدًا جميلة، إلا أن غالب هلسا يأتي بشخصيات ثم يخفيها، وهكذا، تظهر شخصية فيتحدث عنها قليلًا، ثم يخفيها، حتى النهاية فيعود إلى الشخصية الأولى. يسهب في وصف الأماكن والدخول في نفوس الشخصيات بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع، الشيء الوحيد الملفت في الرواية هو لغته الأنيقة، وعرضه الشيّق، وغير هذا لا شيء.
وأنا أعترف أنك قد عشت يا بابلو، سيرة ذاتية مليئة بالدهشة والجمال والعطاء والحياة. في البداية ترى تشيلي بعين بابلو نيرودا، ما أجمل طبيعتها حسب وصفه، صرت وأنا أعترف أنك قد عشت يا بابلو، سيرة ذاتية مليئة بالدهشة والجمال والعطاء والحياة. في البداية ترى تشيلي بعين بابلو نيرودا، ما أجمل طبيعتها حسب وصفه، صرت مشتاقًا لرؤيتها حقًا، وأراهن على أن أشعاره ستكون يوم أقرأها مليئة بالورود والأزهار وأسمائها بعد أوصافه الجميلة لها، يكتب حتى الآن بسلاسة، ويوصل للقارئ ما يريد دون الدخول في متاهات، قصة العجائز الثلاث، والفتاة التي زارته في الليل.
من الكتاب: إن عمل الكتّاب في رأيي، له شبه كبير بعمل أولئك الصيادين في القطب الشمالي، على الكاتب أن يبحث عن النهر فإن وجده متجمدًا فإنه يضطر أن يثقب الجليد. عليه أن يجلد ويصبر، أن يتحمل الطقس المعادي والنقد المضاد. أن يتحدى التفاهة، أن يبحث عن التيار العميق، أن يرمي بالصنارة الصالحة الصائبة، ليخرج بعد جهد جهيد وصبر شديد سمكة صغيرة. بيد أنه لا بد له من أن يرجع الكرة ويعود للصيد من جديد، ضد البرد، ضد الصقيع، ضد الماء، ضد النقد، وهكذا دواليك حتى يخرج في كل مرة صيدًا أكبر وأعظم. ----- جلس رئيس الشرطة في مكان بارز في أول صف جلسة تفتيش وتحرّ وإنذار. من بعد عرفت أن أربع بنادق سريعة الطلقات كانت قد ركزت هناك ووجهت نحوي ونحو الجمهور. كانت ستنطلق فيما إذا غادر رئيس الشرطة مقعده وقاطع قراءة الشعر. لكن ما جرى شيء يستدعي ذلك، فقد ظل رئيس الشرطة في مقعده يستمع إلى أشعاري حتى النهاية. ----- يذكر بابلو نيرودا في كتابه أعترف أنني قد عشت، شاعرًا أرجنتينيًا اسمه عمر بيغنولة، وكان هذا الشاعر مهندسًا زراعيًا أيضًا، وفي يوم مؤتمر نادي القلم العالمي الأول، جاء عمر راكبًا بقرته وأدخلها معه إلى قاعة المؤتمر رغم محاولات منعه من الشرطة وقتها. يكمل نيرودا حديثه عنه بقصة أخرى أن عمر بيغنولة تحدى ذات مرة مصارعًا يابانيًا بطلًا، فتجمع الناس منتظرين هذا النزال، ليدخل بعدها إلى الحلبة مع بقرته، ربطها في إحدى الزوايا، لكنها لم تفده بشيء، إذ قام المصارع بضربه ورميه فكان كتلة هامدة لا حول بها ولا قوة مما أدى إلى استهزاء واستخفاف الجمهور المحتشد الذين كانوا يطالبون باستمرار القتال رغم سقوط عمر بغنولة على الأرض بلا حراك. بعدها بشهور نشر كتابًا جديدًا بعنوان: أحاديث مع البقرة، بإهداء كالتالي: "أهدي هذا الكتاب الفلسفي إلى الأربعين ألف **** الذين كانوا يصفّرون لي ويستهزئون بي ويطالبون بموتي في حلبة الصراع ليلة 24 شباط". -----
طريقة كتابته تدل على أنه شاعر، وخاصة في نهاية الأقسام تراه يكتب بطريقة جنونية عذبة...more
أووه، وأخيرًا انتهى العذاب! مجموعة قصصية ليست كما المتوقع أبدًا، وحبي لماركيز هو ما دفعني لإنهائها رغم عذابي في قراءتها، هناك شيء ناقص فيها، الناس يعيب أووه، وأخيرًا انتهى العذاب! مجموعة قصصية ليست كما المتوقع أبدًا، وحبي لماركيز هو ما دفعني لإنهائها رغم عذابي في قراءتها، هناك شيء ناقص فيها، الناس يعيبون الترجمة، ربما. إن أردت أن أسميها فلا اسم يليق بالمجموعة غير "الهروب"، معظم الشخصيات البطلة تهرب في نهاية القصص، تختفي وتذهب وتضيع وتندثر، إنعزالية تامة. ما أعيبه أن القصص نوعان هنا، إما قصة لا تحتمل كل هذا الكم من الشخصيات أو قصة معظمها مونولج لشخصية واحدة بلا حركة أو تقدم. إيرينيديرا البريئة استسلام ثالث والمرأة التي أقبلت في السادسة، هي أجمل القصص فيها. حتى عناوين القصص فيها شيئ مشترك، حزن وموت واستسلام وفقدان وعبثية! لماذا كل هذه السوداوية؟ فلسفة سيوران تخرج بشكل واضح....more
ثلاث نجوم لقصة المعطف، وخمس لقصة الأنف. موظف لم يغير معطفه أبدًا، ثم يضطر إلى شراء واحد بطريقة غريبة بأقل تكلفة ممكنة، ويترتب على ذلك حفلة للاحتفال بهذ ثلاث نجوم لقصة المعطف، وخمس لقصة الأنف. موظف لم يغير معطفه أبدًا، ثم يضطر إلى شراء واحد بطريقة غريبة بأقل تكلفة ممكنة، ويترتب على ذلك حفلة للاحتفال بهذا الأمر، ومن ثم سرقة هذا المعطف، وما آل إليه من تهيؤاتٍ وقصص. وقصة الضابط الذي يفقد أنفه بيد الحلاق، فيغدو هذا الأنف كائنًا يسمى نفسه مستشار الدولة.
ولن أجد أجمل مما أنهى به غوغول قصة الأنف: "ومع ذلك إذا توقفت لتفكر لبرهة، هناك ذرة من الحقيقة فيها. مهما تقل، فإن هذه الأشياء نادرة الحدوث، يجب أن أعترف، لكنها تحدث."...more