من الروايات التي خلقت في داخلي حالة من التناقض والحيرة، رواية ليست كأي رواية بين هي مقسومة زمانيا ونفسيا وعلى هامش السرد، رواية تستطعم فيها رائحة الجومن الروايات التي خلقت في داخلي حالة من التناقض والحيرة، رواية ليست كأي رواية بين هي مقسومة زمانيا ونفسيا وعلى هامش السرد، رواية تستطعم فيها رائحة الجودة ، بدأت الرواية بشكل مثير للغاية ثم انعطفت الى سرد وجدته مملا ولكن ما ان عادت الرواية لمسارها حتى وجدت الشغف لاقرأها بشكل مستمر، التويستات في الرواية لطيفة للغاية وفيها فكرة مختلفة تماما ، الجانب النفسي عظيم في الرواية، الشخصيات ليست بذات الجودة ولكنها اعطت الرواية نكهة جيدة ومسارات مختلفة، استمتعت بالرواية واصابني الحزن في مواقف كثيرة، التراجيديا كانت مكثفة وزائدة عن الحد ولكن من يمكنه ان يلوم الروائية في عالم كهذا وخاصة انها تكتب برمزية ذكية جدا، الكاتبة ذكية ولديها اطلاع جيد على العالم، نافذتها مشرعة لتكتب رواية، لدي ملاحظات كثيرة عن الرواية ولكن في عالم عربي لا نكاد نقرأ فيه الا الروايات التجارية الرخيصة فإن هذه الرواية تأتي لتعطيني بعض الأمل ، رواية كهذه هي كزهرة في وسط اشواك، انا فقدت الامل في الادب المصري الحديث وما اجمل ان تعيد لك رواية ما الامل وان كانت رواية كئيبة ، ولكن احببتها بحق وتمنيت ان يكون الانتاج الادبي بهذه التطور .. شكرا للكاتبة...more
آموك ليست فقط قصة عن شغف مدمّر، بل تأمل في الكبت، والعزلة، والألم النفسي، والجنون الذي يمكن أن يولده الندم. رواية قصيرة لكنها تبقى طويلاً في الذهن، وتآموك ليست فقط قصة عن شغف مدمّر، بل تأمل في الكبت، والعزلة، والألم النفسي، والجنون الذي يمكن أن يولده الندم. رواية قصيرة لكنها تبقى طويلاً في الذهن، وتجسّد مدى براعة ستيفان زفايغ في رسم النفس البشرية في أقصى لحظاتها هشاشة وانكساراً، كما في رواية لاعب الشطرنج ولكنها هنا مختلفة وان كانت الابعاد هي نفسها وهو ذلك الشغف اللانهائي في التعلق بشيء ما ..
من منا لم يتعلق بشكل جنوني بشيء ما او شخص او فكرة، ما يكتبه زفايغ هنا هو التطرف بعينه في التعلق ومحاولة الحصول على شيء قد لا يكون ذا قيمة ولكن النفس دائما تطلب ما تتمنع عليه، زفايغ ايضا جعل القصة تراجيدية لدرجة ان بعض المشاهد في الرواية كانت صادمة ووحشية في تصويرها النفسي العنيف لدى القارئ، تجد نفسك منفعلا مشاهدا لكل ما حدث بقلب صامت معزول، زفايغ زرع فيك التعاطف والالم والعجز.. اظن ان احد محاور الرواية هو العجز التام في القدرة على التحكم بالعنصر الداخلي اولا ثم الخارجي، حين ييأس الانسان فأنه يفقد السيطرة على كل شيء، حتى الاشياء الخارجية تبدو وكأن قوة ترغمه على فقدان سيطرته عليها ..
يكتب زفايغ بأسلوب شاعري محموم، يجمع بين الدقة النفسية والدراما. الرواية تسير بوتيرة سريعة، لكنها تترك أثراً بليغاً، خصوصاً في الطريقة التي يستعرض بها تصاعد الهوس النفسي. الحوار الداخلي للطبيب، وطريقة روايته للحدث بعيون الماضي، تعمّق من الطابع التراجيدي للعمل. رواية مدهشة وعميقة وتحببك في هذا النوع من الروايات التي فيها لمسة من التراجيديا والروايات القديمة ذات التعمق بالجانب النفسي ، انها رواية مليئة بالعواطف والروح وبالتأكيد تستحق القراءة ..
ستيفن كينغ هو ملك روايات الرعب، يستطيع كينغ أن يدخلك بكل سهولة إلى عالم الرعب، عالمه المفضل، عالمه الذي يعيش فيه وكأنه قد ولد هناك، عالم غريب وموحش ومستيفن كينغ هو ملك روايات الرعب، يستطيع كينغ أن يدخلك بكل سهولة إلى عالم الرعب، عالمه المفضل، عالمه الذي يعيش فيه وكأنه قد ولد هناك، عالم غريب وموحش وملئ بالعقد والمكائد والجنون والأمراض والتقلبات والشرور العميقة والأحداث والشخصيات التي لا تخطر على بال الشيطان نفسه..
في هذه الرواية تحديداً يستفزك شخصياً، يستخرج كل قلقك يستحوذ على كل مخاوفك ويجعلها على شكل رواية رعب ممتازة، يكتب هنا كينغ عن امرأة لا أقول مجنونة، بس إنها ذاقت أنواع الجنون حتى الشبع، مريضة مشبعة بعقد النقص، مريضة كالجحيم، مهووسة كالقلق، يعيش القارئ تحت رحمة جنونها وتقلباتها وهوسها طوال الرواية، إن من أكثر الناس رعباً هم الذين لا تستطيع على الإطلاق أن تتوقع ردات فعلهم، أولئك الذين يضمرون دائماً فعلة ما، حركة ما، كلمة ربما، فما بالك بعجوز مجنون تحمل في نفسها كل أمراض العالم، أستطاع كينغ أن يجعل القارئ بهذه الطريقة في ترقب دائم، في حيرة مستمرة، دائم يبحث القارئ عن أشياء لا منطقية قد تحصل، لأن الرواية لا تتيح لك أي تفكير منطقي ولا فرصة واحدة لجعلك تقرر أو تخمن ما قد يحدث في الخطوة التالية، نمط غير معتاد من الشر تحتويه الرواية، الشخصيات الشريرة المعتادة ضعها جانباً، هنا لا يشبه إطلاقاً أي شرير قد مررت به في حياتك، إنه من النوع السادي الذي لا يعرف الرحمة، بل هو خطر حتى على نفسه، يضرب هذا المريض نفسه، يعذبها ويريد أن يتخذ ضحية طوال الوقت ليس من أجل التسلية، بل إن السادية عندها هي مسألة حياة أو موت، تعيش الشخصية المجنونة داخل رواية ، تحولها تلك الرواية إلى شخص مهووس لا يعرف كيف يخرج من إطار الرواية، يتقمص دور العاطفي أحياناً والحب أحياناً والقاسي والجبان والرحيم والضحية، هذه الشخصية تستطيع أن تتقمص كل شيء، لسنا معتادين أن نصادف شخصية كهذه في حياتنا، ولكن إن فعلنا يوماً فعلينا الفرار نحو نهاية العالم نحو النجوم أو أي مكان تكون فيها هذه الشخصية أبعد ما تكون المسافة عنا.
يصف كينغ كمية العذاب الذي تعرض له المسكين في الرواية، في بعض الأحيان تشعر وكأن الألم في ساقيك أو معدتك، تشعر وكأنه الألم يخصك من قوة وصف كينغ للألم وتعمقه في التفاصيل والإحساسات التي يشعر بها الشخص المتألم حقاً، الألم هنا رواية لوحدها، كمية مرعبة وسيلان متدفق طوال الرواية، إذا لم يكن لك قلب قوي فلا تقرب الرواية، الألم هنا مثل العاصفة، بشيه الاحتضار والإنسلاخ من عالم الموجودات، يكتب كينغ عن الألم وكأنه يصف صديقاً حميمياً، كل ذلك في إطار نفسي معقد وفي حالة من الفوضى الداخلية للبطل والألم النفسي والسادي الذي يتعرض له، كل ذلك لا شيء أمام معنى انتظار الألم القادم، أن يكون القادم أسوء، أو أكثر تعاسة، لا أدري كيف أستطاع أن يصف كل ذلك، هل عاش كل ذلك أم هي تهيئات شيطانية أوحت له كيف يمكن للألم أن يجعل من الإنسان ضعيفاً ومكسوراً إلى حدود لا نهائية.
الرواية باختصار على هذا النحو : كاتب ناجٍ من حادثة مريعة محطم الجسد طريح الفراش، وإمرأة مجنونة تمارس مرضها على كاتبنا المسكين. كل شيء يبدو مشوقاً ومرعباً في الرواية، لحظات الإنتظار ولحظات الرعب ولحظات الألم ولحظات الجنون والترقب والإستسلام والهروب والإنكسار والانتقام، صدقني إن قرأت الرواية ستشعر بكل ما أحس به بطل الرواية، ليس لأنه مشهد صعب بل لأنه قدرته على الوصف مجنونة وخارجة عن التحمل..
وفي نهاية الرواية يُطرح السؤال التالي ، هل يمكن أن ينجو الإنسان من أزمة نفسية مرعبة كهذه ، هل يمكن أن يتخطاها كما يتخطى كل الأشياء السيئة التي تحدث في العالم، أليس هنالك أشياء تبقى في ذاكرتنا حتى النهاية، تتحول إلى رعب واقع وتجسيد دائم في الكوابيس ومخاوف تتكرر كل يوم وفي كل لحظة صعبة، وكم من العقد النفسية يمكن أن تخلفها حادثة مؤلمة إلى هذا الحد ؟؟؟
في النهاية ، هذه الرواية مغامرة رعب نفسي، ومجاورة لأكثر أنواع المخاوف تقليدية ورهبة، رواية مفزعة، توضح كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى وحش أو قاتل، أو ربما ضحية لا يُرجى شفاءها .. من أفضل ما قرأت في مجال الرعب ..
لن أغامر لو قلت عبدالله البصيص هو من أفضل الروائيين العرب الشباب الذين قرأت له منذ سنوات، يملك قلماً ساحراً، أسلوباً مهذباً عذباً وكأنه يتمرن على قصيدلن أغامر لو قلت عبدالله البصيص هو من أفضل الروائيين العرب الشباب الذين قرأت له منذ سنوات، يملك قلماً ساحراً، أسلوباً مهذباً عذباً وكأنه يتمرن على قصيدة وليس على رواية، يسرد بشكل لذيذ ، يوخز الحكايات الغامضة بتلاعب محبب في اللغة والنشاط العقلي الذي يشكله مع كل فصل يجبر فيه القارئ على الأستمرار والأستمرار في القراءة ، أقسم انه في لحظات كثيرة تقول في نفسك، لا أريد لهذه الرواية أن تنتهي، لا أريد أن ينتهي الغموض ولا أن تخبو نار المواجهة ولا أن يتقلص حجم الليل، الليل طويل في الرواية مثل قدم العالم ، كأنه الأزل، وعبدالله يعرف كيف يسرد لون الليل وصوت النجوم ولغة الصحراء وحجم الألم والشعور والغربة والجنون والوهم والطيش والعذابات المتولدة من كون الإنسان مهجوراً من أقرب الأقربين، هارباً من نفسه، خائفاً، مرعوباً دائماً من فكرة المواجهة، هل تعلم ما معنى أن يكون لديك خوف دائم من فعل المواجهة، لم يكن جباناً بقدر ما كان لا يريد أن يواجه، لم يكن يرى ان العالم ساحة صراع، كان يتولد في ذهنه فكرة أنه لم يولد ليعيش في كنف القبيلة ولا الصحراء ولا أن يضطر لردم خوفه المعهود كلما أحس بأنه على موعد جديد ليكون خصماً لحياة لم يكن يريدها، هنا ليست حكاية أبطال معهودين ولا باحثين عن سعادة وسط عالم مفتوح متفرغ لزرع القوة فقط، نجد بطلنا أو بالأحرى صديقنا التائه هنا يعيش على النقيض من بيئته وعالمه، شاعري ودود، محب، وقلق في عالم صحراوي جاف لا يعترف بغير القسوة والشدة ومهارات القتال والأنتقام والهزء من الضعفاء، تقول لنفسك أن عالمنا لا يختلف كثيراً عن عالم القسوة هذه، عالمنا الذي يمارس القسوة بمكر أكبر وبذئاب بشرية لا حيوانية، بأنياب أنيقة تغرزها في حياة الضعفاء، العبيد الجدد، ربما نحن لسنا جبناء بل نعيش في عالم جبان يقتل ذراريه بلا رحمة، عالم يفتقر للعدل، يهجر فيه صاحب القلب الطاهر، يزدرى فيه العاطفيون الحساسون من الظلم، نعود الى رواياتنا، عن صراع الذئب، أن تكون ذئباً وأن تعوي لتعود إلى نفسك مجدداً، الذي لم يولد ذئباً سيضطر في النهاية إلى التحول إلى ذئب شرس لا يعترف بأي شيء، لكنه ذئب ممسوخ، خروف داخل جلد ذئب، مزيف وهزيل، يتكرر العواء فيصبح العالم أكثر بشاعة وخبثاً، وحتى الهرب واللجوء صار تهمة بدل أن يكون ملجئاً وسلاماً ..
هل نعيش في عالم الذئاب، أم أن عالمنا هو الذي أمتلأ بالذئاب؟
أو ربما لا يمكنك أن تعيش في هذا العالم من دون أن تتلطخ بقذارته ..
الرواية هي رسالة رمزية تحكي عن المنبوذين، المهجورين، اللاجئين، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا أهل وبلا اصدقاء، الرواية بديعة وساحرة، أحببتها كثيراً، لغة ممتازة وسرد بارع ودهشة في التفاصيل والتشويق، من المؤسف أن تكون هذه الرواية الرائعة ممنوعة في بلاد الكاتب ...
Merged review:
لن أغامر لو قلت عبدالله البصيص هو من أفضل الروائيين العرب الشباب الذين قرأت له منذ سنوات، يملك قلماً ساحراً، أسلوباً مهذباً عذباً وكأنه يتمرن على قصيدة وليس على رواية، يسرد بشكل لذيذ ، يوخز الحكايات الغامضة بتلاعب محبب في اللغة والنشاط العقلي الذي يشكله مع كل فصل يجبر فيه القارئ على الأستمرار والأستمرار في القراءة ، أقسم انه في لحظات كثيرة تقول في نفسك، لا أريد لهذه الرواية أن تنتهي، لا أريد أن ينتهي الغموض ولا أن تخبو نار المواجهة ولا أن يتقلص حجم الليل، الليل طويل في الرواية مثل قدم العالم ، كأنه الأزل، وعبدالله يعرف كيف يسرد لون الليل وصوت النجوم ولغة الصحراء وحجم الألم والشعور والغربة والجنون والوهم والطيش والعذابات المتولدة من كون الإنسان مهجوراً من أقرب الأقربين، هارباً من نفسه، خائفاً، مرعوباً دائماً من فكرة المواجهة، هل تعلم ما معنى أن يكون لديك خوف دائم من فعل المواجهة، لم يكن جباناً بقدر ما كان لا يريد أن يواجه، لم يكن يرى ان العالم ساحة صراع، كان يتولد في ذهنه فكرة أنه لم يولد ليعيش في كنف القبيلة ولا الصحراء ولا أن يضطر لردم خوفه المعهود كلما أحس بأنه على موعد جديد ليكون خصماً لحياة لم يكن يريدها، هنا ليست حكاية أبطال معهودين ولا باحثين عن سعادة وسط عالم مفتوح متفرغ لزرع القوة فقط، نجد بطلنا أو بالأحرى صديقنا التائه هنا يعيش على النقيض من بيئته وعالمه، شاعري ودود، محب، وقلق في عالم صحراوي جاف لا يعترف بغير القسوة والشدة ومهارات القتال والأنتقام والهزء من الضعفاء، تقول لنفسك أن عالمنا لا يختلف كثيراً عن عالم القسوة هذه، عالمنا الذي يمارس القسوة بمكر أكبر وبذئاب بشرية لا حيوانية، بأنياب أنيقة تغرزها في حياة الضعفاء، العبيد الجدد، ربما نحن لسنا جبناء بل نعيش في عالم جبان يقتل ذراريه بلا رحمة، عالم يفتقر للعدل، يهجر فيه صاحب القلب الطاهر، يزدرى فيه العاطفيون الحساسون من الظلم، نعود الى رواياتنا، عن صراع الذئب، أن تكون ذئباً وأن تعوي لتعود إلى نفسك مجدداً، الذي لم يولد ذئباً سيضطر في النهاية إلى التحول إلى ذئب شرس لا يعترف بأي شيء، لكنه ذئب ممسوخ، خروف داخل جلد ذئب، مزيف وهزيل، يتكرر العواء فيصبح العالم أكثر بشاعة وخبثاً، وحتى الهرب واللجوء صار تهمة بدل أن يكون ملجئاً وسلاماً ..
هل نعيش في عالم الذئاب، أم أن عالمنا هو الذي أمتلأ بالذئاب؟
أو ربما لا يمكنك أن تعيش في هذا العالم من دون أن تتلطخ بقذارته ..
الرواية هي رسالة رمزية تحكي عن المنبوذين، المهجورين، اللاجئين، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا أهل وبلا اصدقاء، الرواية بديعة وساحرة، أحببتها كثيراً، لغة ممتازة وسرد بارع ودهشة في التفاصيل والتشويق، من المؤسف أن تكون هذه الرواية الرائعة ممنوعة في بلاد الكاتب ......more
نوفيلا قصيرة استطاعت ان تنقل مشاعر فائضة، لغة عتاب وحب عظيمين، حاجة الى البوح، انها رسالة الى أب ميت، غضب وعتاب ورغبة في الفهم، ما اكثر حاجتنا للفهم منوفيلا قصيرة استطاعت ان تنقل مشاعر فائضة، لغة عتاب وحب عظيمين، حاجة الى البوح، انها رسالة الى أب ميت، غضب وعتاب ورغبة في الفهم، ما اكثر حاجتنا للفهم من خلال الكتابة، تأتي النوفيلا على شكل رسالة طويلة موجهة الى الذات الى الأب الراحل الى بكاء لم يذرف وكلام لم يقال وبوح لم يجد طريقه، حين تقرأ الرواية تتساءل ما أكثر الأشياء التي لا نبوح بها، وما الأكثر الأشياء التي تبقى عالقة في الظلمة الشديدة للنفس الخائفة المترددة، لقد ذكرت هذا في مراجعة أخرى أن الانسان حين يكون صغيرا يرى الاب على هيئة كائن أعلى، إله أو ما شابه ذلك، وهذا هو ما تلمحه في الرواية، تلك النظرة ولكن هنا يظهر عجز ذلك المخلوق، يبدو غامضا اكثر من اللازم تعيس وهارب على الدوام، هارب من سر أو من الحياة ذاتها، تلك الصغيرة التي عانت صمته غيابه حضوره، كم تكون اللحظات لحظات حقيقية حين تكون نادرة، كم تبدو كشيء يشبه عالم خيالي، إنه رهبة أن تقرأ هذه الرواية التي تكاد تكون من الرهافة ما يجعلك لا تنتبه لمرور الصفحات، إنها رسالة اكثر مما هي رواية، كأنها رسالة موجهة إليك ومنك ..
تستحق القراءة بلا شك، انها رواية صادقةً جداً .....more
رواية عميقة وصادقة للغاية وفيها ما الرهافة ما يجعلك تقع في حبها بسهولة، روايات الحب عادة تكون مؤلمة بشكل غامض وهذه ربما واحدة من أكثرها تعمقا في مرض ارواية عميقة وصادقة للغاية وفيها ما الرهافة ما يجعلك تقع في حبها بسهولة، روايات الحب عادة تكون مؤلمة بشكل غامض وهذه ربما واحدة من أكثرها تعمقا في مرض الحب الذي يكون داءا قبل أن يكون دواءا، هذا النوع من الحب الذي سطره الكاتب كطيف من عالم الخيال حيث المرض والتعلق والغيرة والحقد والممارسات الصبيانية وعدم القدرة على السعادة في الحب، يقول الكاتب ان كل الروايات عبارة عن اشباح ، والحب هنا شبح اصيل لا يمت للواقع بصلة سوى ذلك الشعور الخادش، الحب هنا خادش جدا وحساس لأبعد ما يمكن أن تراه من ضفة نائية بعيدا جدا عن أي قارب شفاف ومرئي، الحب هنا عنصر سحري كغروب الشمس بطبيعته الحساسة وعدم وضوحه انه يتسرب كقطرات السم القاتلة في سائل الحياة اليومية فيجعلها خرابا، ذلك المرض الذي يصيب فقط من يرى العالم بشكل حساس ومفرط في النقاء والحاجة الى التغيير الايجابي ..
رواية خلابة حقيقة اجاد فيها الكاتب السرد على مستوى رفيع وممتع لي كقارئ، الوصف، التدفق اللغوي، التعمق في نقاط محددة ومركزة عرت الكثير من الواقع الانساني الهش وكيف ان الانسان حين يطلب الحب بافراط فأنه يمرض بشدة، يمرض حد التعب وحد الخوف من كل شيء ومن كل احد ومن كل لقاء ومن كل وداع ومن اشارة ولو صغيرة على أمر غير متوقع .. رواية مميزة وأحببتها جداً...more
أنا لا أكره الادب الأعتراف ولا اجده ادبا شاذا أو بغيضا، ولكني ضد ان ترتكب أبشع جريمة ثم تلوم المجتمع والقوانين والدين والقيم والاشخاص وكل شيء وتجعل منأنا لا أكره الادب الأعتراف ولا اجده ادبا شاذا أو بغيضا، ولكني ضد ان ترتكب أبشع جريمة ثم تلوم المجتمع والقوانين والدين والقيم والاشخاص وكل شيء وتجعل من نفسك الضحية والشخصية التي لا يمكن ان تلام على شيء، فهذا شيء مستفز حقا ويدعو الى الاشمئزاز وخاصة نحن هنا نتحدث عن جريمة قتل عن عمد، فالأمر هنا بشع ومنكر ويدعو ليس للغرابة، فالغرابة اصبحت بعيدة عند تصوري في هذا العالم ،ولكن لنقل أنه نفاق ونرجسية بلغت حد التطرف .....more
ينتمي هذا النوع من السرد الروائي الى نمط متقدم جدا من أساليب كتابة الروايات والقصص وحتى الافلام، هذه النوع من السرد حديث وطازج جدا بحيث أن أغلب القراءينتمي هذا النوع من السرد الروائي الى نمط متقدم جدا من أساليب كتابة الروايات والقصص وحتى الافلام، هذه النوع من السرد حديث وطازج جدا بحيث أن أغلب القراء سوف يتفرقون في ابداء الرأي عن الرواية، انه نوع من الادب الذي يتحدث فيه صوت من بعيد بالكاد تسمعه، يستند الى تكرار الجمل والحوارات ويعتمد على سرد الحكاية بطريقة متنقلة بين الماضي والحاضر، ليس مثل الفلاش باك التقليدي، بل في منتصف السرد هناك تنقل سلس وساحر أحيانا، يجبرك على الاصغاء والتركيز ومتابعة السرد بحذر، يردم مثل هذا السرد الفجوة بين الحاضر والماضي، يبقي مسافة ضيقة بين ما حدث وما يحدث الان في لحظة انتباهك للرواية، إنه نوع يبعث على الحزن بطريقة ما، لا اعرف كيف أصف ذلك، تشعر وكأنك القصة حزينة رغم أنها قد تبدو عادية لو سردت بطريقة أخرى، تشعر بالمعاناة والتعاطف، هناك اصوات كثيرة في الرواية ، كثيرة جدا ، رغم قلة الشخصيات والاحداث، ينقلك الكاتب الى صور كثيرة متداخلة، شعرت بالقشعريرة احيانا وبعض الاحيان بالارتباك، من هذا الذي يتحدث وهل هو الماضي ام الحاضر، ولكن لا تظن ان الرواية معقدة الى ذلك الحد بالعكس هي بسيطة وسرعان ما ستعرف مالذي يتحدث الكاتب عنه، انها ليست خيوط قصة متشابكة بل متداخلة بطريقة فيها تكرار لذيذ في بعض الاحيان، لقد حول الكاتب قصة الحب هنا الى شيء مثير جدا حزين جدا مأساوي جدا، تلاعب بالمصائر واتخذ من القصة واقعا معاشا بشكل رهيب ومنعش، الرواية لها لذتها الساحرة وجوها الحميمي، هل تعرف اجواء الشتاء والمطر والبرد والضياع والثلج والشواطئ الضائعة والمنارات المعطلة والمرافئ النائمة في الليل وتلك القسوة، يا الهي، انها قسوة ليس يمكن حلها بأي نوع من التأمل، الرواية تشعر أحيانا كأنها حلم او ذكريات، او حتى هذيان شخص لا يتذكر كل التفاصيل لدرجة انه يقوم بتكرار الجمل لملئ فراغك خيالك لاجبارك على لمس القصة بلمسات ناعمة، خذ مثلا كيف ان الكاتب قسم الرواية الى ثلاثية كل واحد فيها معلق بذيل الاخر، ومشدود بحبل من الخيال، هذا في الواقع مدهش وممتع ، واسلوب فاتن، هذا النوع من الادب لا يجيده الا الكتاب الاسكندنافيون ، فهم لديهم القدرة على نسج هذه القصص بلغة موسيقية مدهشة وكئيبة بحق، وغارقة في البؤس رغم انها يملؤها الضوء، ضوء الشمال الذي يحبونه جدا وهم انفسهم في خيالاتهم شيء غامض جدا وساحر ومهيب ، الحب هنا عنصر انساني بحق، حب حنون وتشعر انه حب مروي في حقب سابقة وليس من قلم كاتب حديث، يشبه قصص الحب الكلاسيكية، وربما هذا احد عيوب الرواية لا اعرف حقا، رواية جعلتني افكر طويلا قبل ان اتخذ اي مشاعر تجاهها، انها محيرة ومربكة وغامضة وفي نفس الوقت واضحة جدا .. انها يشبه ان تسير في الضباب لمدة طويلة وتقوم بلمس كل شيء، في البداية تشعر انك تائه ولا تدري ماذا تفعل ولكن حين تسجل جميع لمساتك تبدو القصة عادية ومفهومة جدا وطبعا مأساوية جدا جدا، تعرف أنك من الصعب ان تنساها .. خاصة لمن هم مثلي، من خاضوا تجارب ، لنقل ، ادبية مشابهة ، ليست مشابهة تماما، ولسيت من عالم الادب ولكنها من عالم يوازيها، وقد ابدو سطحيا لو شبهتها بالعمل الاخر ولكن حين كنت اقرأ لامست عمق التشابه الغريب، رغم ان هذا العمل اخف واكثر واقعية وايجابية ..
حقا انها رواية قد لا تروق للجميع، فليس لكل الناس نفس الذائقة ولا ألوم من لا يحبها ولكن بالنسبة لي اجدها قفزة في عالم الادب ، اختراعا ادبيا بحق، ومن كل قلبي ارجو أن ينمو هذا الادب ويصل الى مرحلة يصل فيها بقصص أعمق واكثر دهشة الى عوالم اخرى بعيدة او قريبة، تصيبني بنوبة تفكير ونشوة لا حدود لها، أزعم أنني لو كتبت رواية ، وربما لن افعل ابدا، سأكتب على هذا المسار، لدي افكار اعمق واكبر ولكن الكتابة ليست لي، فقط اتخيل شكل الروايات القادمة التي سيكتبها مؤلفون بارعون يقدرون على منحي هذا المستوى الخارق من الادب بطريقة مغايرة وفريدة وقادرة على ادهاشي في نهاية الصفحات .....more
أحب هذه الروايات التي تعطي للحياة الوجه الواقعي والمأساوي والحقيقي بعيدا عن الزيف والقصص التي تحسها تنتمي لارض الخيال لا للواقع، هذه الرواية تتناول موأحب هذه الروايات التي تعطي للحياة الوجه الواقعي والمأساوي والحقيقي بعيدا عن الزيف والقصص التي تحسها تنتمي لارض الخيال لا للواقع، هذه الرواية تتناول موضوع العشق بشكل عميق وحساس وتبين نفسية الرجل العاشق من كيفية إنهيار لعالمه وتحطيمه تحطيما كليا، المغامرة العاطفية التي غالبا تنتج عنها مأسآة تبرز هنا في أكمل تفصيل ممكن، انها حياة رجل تتحطم تحت آمال لحظات مجنونة يسعى لها قتنقلب الاشياء رأسا على عقب ويذوي الرجل سريعا، هذا النوع من الذوبان في تفاهة الحياة، ان تكون تافها حقيقيا، تشعر بدونية الموقف ودونية العالم الذي اصبحت فيه، يا إلهي، لقد لعب الكاتب على هذا الوتر بفيضان من المشاعر السلبية وما يمكن أن يحدث لشخص ما يجعله تافهاً حقيقيا وتشكل حياته لحظة مرعبة من الخذلان والضياع والسخرية المرة..
رواية درامية جيدة جدا وممتعة في السرد والحوارات وبناء شخصية البطل .....more