صالون الأدب الروسي discussion
قراءات 2014
>
بطل من هذا الزمان - ميخائيل ليرمنتوف
message 1:
by
Mohamed
(new)
Mar 20, 2014 04:19PM

reply
|
flag

ويا ليت لو كنت املك المزيد من الوقت لاقرأها مرة اخرى و اقرأ غيرها من الادب الروسي اللطيف

تجربته الشعرية مميزة..
وهذي فرصة جميلة لقراءته روائياً..
تحية لكم
المقدمة في كل كتاب، هي أول شيء وآخر شيء؛ تهدف إما إلى شرح غاية الكتاب، وإما إلى تبريره والرد على ما عسى أن يوجه إليه من نقد. ولكن القارئ لا يُعنى، لا بالهدف الأخلاقي، ولا بهجمات المجلات، وهو لذلك لا يقرأ المقدمات.
كان متاعي كله حقيبة صغيرة تحتل نصفها مذكراتي [...]. ومن حسن حظك أيها القارئ الصديق أن معظم تلك المذكرات قد ضاع، ولكن من حسن حظي أني احتفظت بالحقيبة.
قال لي [الطبيب] يومًا إنه يؤثر أن يخدم عدوًا على أن يخدم صديقًا، لأن في خدمة الصديق شيئا من بيع الإحسان، في حين أن الكره يزداد على قدر نبل الخصم.
بدأت بقراءة هذه الرواية الخفيفة، وكلمة الخفيفة لا تعني هنا التواضع أو سوء المستوى، بل البساطة القريبة للقلب المثقل والمتعب بهموم الدنيا والبشر.
مقدمة الرواية التي كتبها ميخائيل ليرمانتوف بسيطة ومباشرة بلا تعقيد أو رغي زائد عن الحاجة. يشتكي ليرمانتوف قبل 175 سنة وأكثر من أن "ومن المؤسف أن يكون الأمر كذلك، ولا سيما في بلادنا التي لا يزال جمهورها جديدا بسيطا لا يفهم الحكايات". إذن كان الكتاب والمثقفون الروس يشتكون في ذلك الزمان الغابر من نفس ما يشتكي منه العرب الآن، أنهم لا يقرأون! ..غريب أن نفس الشكوى تتكرر رغم وجود 175 سنة بينهما. هنا تدرك قيمة الفن الروائي كوسيلة أمينة ومبدعة لحفظ ذاكرة البشرية بكل أنفاسها وصغائرها وهمومها وكذبها وصدقها وقبحها وجمالها..كل شيء
لا أريد بطبيعة الحال أن أحرق الرواية على أصدقاء هذا الصالون الجميل، ولكن هذي بضعة جمل وسطور لفتت انتباهي :
� "وكان على شمالنا، فج عميق بشكل ثغرة كبيرة سوداء، وراءه وامامنا ذرى الجبال، وقد خددتها الغضون وغشيتها الثلوج، تبدو بلون ازرق قاتم، وتنتصب في الأفق الشاحب الذي كان لا يزال يحتفظ بشيء من التماعات الشفق، وكانت النجوم تشتعل في السماء القاتمة نجمة نجمة، ومن الغريب أنها لاحت لي أعلى مما نراها في بلادنا بالشمال."
� "يا لهؤلاء الناس! انهم لا يعرفون كيف يسمون الخبز بالروسية، ولكنهم تعلموا أن يسألوك بالروسية "سيدي الضابط، هل لنا منك بعطاء؟"
� "فقد كنت أملك غلاية من المعدن، وهي سلواي الوحيدة في اسفاري عبر القفقاس."
� "وتعودت شيئاً فشيئاً ان تنظر اليه، فكانت تنظر اليه بعد ذلك من جانب، ولكنها ظلت حزينة كاسفة البال، وكانت تغني بصوت خافت...."
هناك عبارات وسطور أخرى ولكني لن أحرق عليكم الراوية أكثر مما فعلت.
رغم أنه غبي وأرعن، ولكني لم أستطع أن أكره "عزمت"!! ..لا أدري لماذا؟
خاطرة مرت في بالي..نحن نعيش في عصر تويتر (140 حرف) وفيسبوك واليوتيوب، ولكني أشعر بأن الفن الروائي لا يزال يوفر لنا مساحة فريدة لا نظير لها من التعبير عنا نحن بكل ما فينا..!
مقدمة الرواية التي كتبها ميخائيل ليرمانتوف بسيطة ومباشرة بلا تعقيد أو رغي زائد عن الحاجة. يشتكي ليرمانتوف قبل 175 سنة وأكثر من أن "ومن المؤسف أن يكون الأمر كذلك، ولا سيما في بلادنا التي لا يزال جمهورها جديدا بسيطا لا يفهم الحكايات". إذن كان الكتاب والمثقفون الروس يشتكون في ذلك الزمان الغابر من نفس ما يشتكي منه العرب الآن، أنهم لا يقرأون! ..غريب أن نفس الشكوى تتكرر رغم وجود 175 سنة بينهما. هنا تدرك قيمة الفن الروائي كوسيلة أمينة ومبدعة لحفظ ذاكرة البشرية بكل أنفاسها وصغائرها وهمومها وكذبها وصدقها وقبحها وجمالها..كل شيء
لا أريد بطبيعة الحال أن أحرق الرواية على أصدقاء هذا الصالون الجميل، ولكن هذي بضعة جمل وسطور لفتت انتباهي :
� "وكان على شمالنا، فج عميق بشكل ثغرة كبيرة سوداء، وراءه وامامنا ذرى الجبال، وقد خددتها الغضون وغشيتها الثلوج، تبدو بلون ازرق قاتم، وتنتصب في الأفق الشاحب الذي كان لا يزال يحتفظ بشيء من التماعات الشفق، وكانت النجوم تشتعل في السماء القاتمة نجمة نجمة، ومن الغريب أنها لاحت لي أعلى مما نراها في بلادنا بالشمال."
� "يا لهؤلاء الناس! انهم لا يعرفون كيف يسمون الخبز بالروسية، ولكنهم تعلموا أن يسألوك بالروسية "سيدي الضابط، هل لنا منك بعطاء؟"
� "فقد كنت أملك غلاية من المعدن، وهي سلواي الوحيدة في اسفاري عبر القفقاس."
� "وتعودت شيئاً فشيئاً ان تنظر اليه، فكانت تنظر اليه بعد ذلك من جانب، ولكنها ظلت حزينة كاسفة البال، وكانت تغني بصوت خافت...."
هناك عبارات وسطور أخرى ولكني لن أحرق عليكم الراوية أكثر مما فعلت.
رغم أنه غبي وأرعن، ولكني لم أستطع أن أكره "عزمت"!! ..لا أدري لماذا؟
خاطرة مرت في بالي..نحن نعيش في عصر تويتر (140 حرف) وفيسبوك واليوتيوب، ولكني أشعر بأن الفن الروائي لا يزال يوفر لنا مساحة فريدة لا نظير لها من التعبير عنا نحن بكل ما فينا..!
ما لفت إنتباهي كثيرًا هو الشبه الشديد بين ميخائيل ليرمنتوف وألكسندر بوشكين في كثيرٍ من الأمور: فكلاهما كان شاعرًا، وكلاهما كتب الرواية، كلاهما توفي شابًا، وكلاهما مات بالطريقة نفسها .. مبارزة سخيفة أودت بحياتهما!
هذا التشابه وجدته أيضًا في روح روايتيهما (ابنة الضابط) و(بطل من هذا الزمان) وأسلوب السرد الذي يجعلك تعتقد بأنهما يكتبان بقلم واحد.
هذا التشابه وجدته أيضًا في روح روايتيهما (ابنة الضابط) و(بطل من هذا الزمان) وأسلوب السرد الذي يجعلك تعتقد بأنهما يكتبان بقلم واحد.
أتدري يا محمد إني شعرت بشيء من الحسرة واﻷس� وحتى الغيرة، لدى معرفتي بأن ليرمانتوف كتب هذه الراوية وعمره 25 عاما فقط..أي أنه لا يعتبر شخصاً ناضجا 100% وفق معايير حياتنا اﻵ�!!
أما عن تشابه أسلوب بوشكين وليرمانتوف، فإن الفضول يملئني اﻵ� لمعرفة إن كانت هذه "استمرارية" في التقاليد داخل أرض اﻷد� الروسي؟ أم مجرد تأثير متبادل؟
أما عن تشابه أسلوب بوشكين وليرمانتوف، فإن الفضول يملئني اﻵ� لمعرفة إن كانت هذه "استمرارية" في التقاليد داخل أرض اﻷد� الروسي؟ أم مجرد تأثير متبادل؟
ربما كان مرد هذا النضج لدى ليرمنتوف هو تربيته الأرستقراطية على يدي جدته المثقفة التي حرصت أن ينال حفيدها مستوىً عالٍ من التعليم.
أما بالنسبة للتشابه بين أسلوب السرد في الروايتين فربما تكون هذه إحدى حيل الترجمة، خصوصًا أن مترجمهما واحد، وقد سمعت أن الدروبي ترجمها عن الفرنسية!
وقد يكون السبب تأثر ليرمنتوف الشديد -وإعجابه- ببوشكين، فيجب ألا ننسى مرثيته لبوشكين التي كانت سببًا في إلقاء القبض عليه وإرساله للحرب!
أما بالنسبة للتشابه بين أسلوب السرد في الروايتين فربما تكون هذه إحدى حيل الترجمة، خصوصًا أن مترجمهما واحد، وقد سمعت أن الدروبي ترجمها عن الفرنسية!
وقد يكون السبب تأثر ليرمنتوف الشديد -وإعجابه- ببوشكين، فيجب ألا ننسى مرثيته لبوشكين التي كانت سببًا في إلقاء القبض عليه وإرساله للحرب!

ص 57
الصفحات 54، و56، و60، و64، 76، 77 مليئة بالجمال. مليئة بلوحات مرسومة بعفوية، وبساطة حية عن جبال وأنهار وصخور وغيوم وسهوب القوقاز. ورغم أني أؤكد على ضرورة أن يتعلم الواحد منا، ما كتبه النقاد والمختصون عن تاريخ الأدب وأصوله، إلا أنني لم أستطع أن استخدم نفس الكلمات التي استخدمها الأخ ممدوح لدى تعريفه الرواية (رومانتيكية، وصف غنائي....). أشعر بأن ميخائيل ليرمونتوف –عل� أن روايته بصراحة ليست بالغة الذكاء أو الحنكة- استطاع أن يخلق بينه وبين القارىء صلة حميمية مؤنسة لنفس القارىء، في القرن 19 أو 20 أو حتى قرننا الحالي.
ملاحظة: هذه أول رواية أقرأها في حياتي عبر النسخة اﻹلكترونية� والحقيقة أن القراءة هكذا أسرع وأسهل.
mai wrote: "إن الأمر يجري هكذا عند هؤلاء الشرقيون .. يسكرون ثم تبدأ المذبحة !"
لا يمكن أن يكونوا أسوأ من العرب الذين يبدأون المذابح وهم في كامل وعيهم :-)
لا يمكن أن يكونوا أسوأ من العرب الذين يبدأون المذابح وهم في كامل وعيهم :-)
فعلاً مروان؛ لكن الشرقيون الذين يقصدهم ليرمانتوف -كما فهمت- هم رعايا الدول المحيطة بروسيا من جهة الشرق .. أو آسيا.
قلة هم الأشخاص الذين يستطيعون وصف الطبيعة والتغني بجمالها .. بالكلمات. ليرمنتوف أحد هؤلاء قطعًا. تذكرت وأنا أقرأ توصيفه للجبال والغيوم والنجوم (بل وحتى حالة الجو) مقالا في إحدى المجلات التي تطبعها شركات الطيران يسخر من محدودية الخيال لدى روائيي أمريكا المعاصرين، خصوصا عندما يصفون السماء .. فتجد عبارة واحدة أو عبارتين يشترك معظمهم في تكرارها بطريقة تبعث على الغثيان. فبحسب المقال: لا تكاد تخلو رواية أمريكة من هذا الوصف أو ما يشبهه : سماء زرقاء تتوسطها غيمة وحيدة!
وعودة إلى ليرمنتوف، أضحكتني بداية الفصل الثاني عندما يقول : سأعفيكم من وصف الجبال، ومن عبارات الدهشة، ومن رسم اللوحات، فهي جميعًا لا تمثل شيئًا (ولا سيما لمن لم يكن يومًا في تلك المناطق)، وسأعفيكم من الملاحظات التي لن يقرأها أحد!
هل يسخر هو الآخر من هؤلاء الذين يصفون طبيعةً لم يعايشوها؟
وعودة إلى ليرمنتوف، أضحكتني بداية الفصل الثاني عندما يقول : سأعفيكم من وصف الجبال، ومن عبارات الدهشة، ومن رسم اللوحات، فهي جميعًا لا تمثل شيئًا (ولا سيما لمن لم يكن يومًا في تلك المناطق)، وسأعفيكم من الملاحظات التي لن يقرأها أحد!
هل يسخر هو الآخر من هؤلاء الذين يصفون طبيعةً لم يعايشوها؟


mai wrote: "أعتقد أن السبب يامحمد هو أنه أختار لغة في منتهى البساطة أما التفاصيل والوصف قد يدخل الكاتب لاستخدام المبالغة أظنه أراد أن يجنب قارئه العناء"
لعبة الوصف تشبه ما يقوم به لاعب السيرك الذي يخرج النار من فمه، قد تبدو عملية نفث النيران سهلة تمامًا كما تبدو لعبة وصف الأماكن والمشاهد، ولكن ما لم يكن الكاتب ماهرًا وحذرًا فقد ينتهي إلى حرق نفسه وحرق الجمهور الذي جاء لمشاهدته!
في مقابل خفة أوصاف ليرمنتوف، كانت لي تجربة مريرة مع رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" والمرشحة لجائزة البوكر، حيث يصف الكاتب في الصفحة الأولى أحد الأسواق الشعبية في صفحة كاملة، شعرت وأنا أقرأها بأن أحدهم ركلني في معدتي، فتوقفت عن قراءتها!
لعبة الوصف تشبه ما يقوم به لاعب السيرك الذي يخرج النار من فمه، قد تبدو عملية نفث النيران سهلة تمامًا كما تبدو لعبة وصف الأماكن والمشاهد، ولكن ما لم يكن الكاتب ماهرًا وحذرًا فقد ينتهي إلى حرق نفسه وحرق الجمهور الذي جاء لمشاهدته!
في مقابل خفة أوصاف ليرمنتوف، كانت لي تجربة مريرة مع رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" والمرشحة لجائزة البوكر، حيث يصف الكاتب في الصفحة الأولى أحد الأسواق الشعبية في صفحة كاملة، شعرت وأنا أقرأها بأن أحدهم ركلني في معدتي، فتوقفت عن قراءتها!
ملاحظة لأعضاء الصالون من دبي: قامت مكتبة كينوكونيا (أو عالم الكتب في دبي مول) بتوفير نسخ من الرواية .. ستجدونها في قسم الروايات المترجمة.
أما في أبوظبي، فللأسف لا تتوفر الرواية في أية مكتبة، رغم أننا تواصلنا مع المكتبة الوطنية وطلبنا منهم توفير نسخ منها.
لذلك أنصح من لا يحب القراءة الإلكترونية (ولم يجد نسخة ورقية من الرواية) أن يطلبها من موقع نيل وفرات كما فعلت أنا .. وستصله خلال أسبوع!
أما في أبوظبي، فللأسف لا تتوفر الرواية في أية مكتبة، رغم أننا تواصلنا مع المكتبة الوطنية وطلبنا منهم توفير نسخ منها.
لذلك أنصح من لا يحب القراءة الإلكترونية (ولم يجد نسخة ورقية من الرواية) أن يطلبها من موقع نيل وفرات كما فعلت أنا .. وستصله خلال أسبوع!


لعبة الوصف تشبه ما يقوم به لاعب السيرك الذي..."
هههه يا محمد كنت أود قرائتها البارحة لولا إنني رأيت تجمعكم هذا .. ربما أعود لها بعد هذه الرواية إنها بريك رائع بين الروايات المرشحة للبوكر :)
ليت الكتاب العرب يعرفون كم هي البساطة في الكتابة رائعة دون حذلقة ورش بهارات حارقة تضر بمعدة القارئ

كيف كان مكسيم متحمس يودأن يعانقه بينما بتشورين مد يده ببرود .. إن خيبة الأمل التي اصيب بها مكسيم حين لم يودع صديقه كما أراد وكما تمنى عرفتها في حياة سابقة