وكم هو ممتع وأنيس وكم هو رائع الجلوس وإياه في هدوء� تتسامران سويا وتشعران بدفء الصحبة كل بطريقته
فالكتاب سيأنس برفيق جديد يضمه إلى ألوف قرءوه ويقرؤ[image]
وكم هو ممتع وأنيس وكم هو رائع الجلوس وإياه في هدوء� تتسامران سويا وتشعران بدفء الصحبة كل بطريقته
فالكتاب سيأنس برفيق جديد يضمه إلى ألوف قرءوه ويقرؤونه � عبر قرون عديدة مديدة� وأنت ستهنأ بصحبة هذا الصديق المثقف المسلي والأنيق دون ملل مع سيد النوادر� وصاحب العبارة السريعة الرشيقة
معه تحن لتلك العصور التي غابت عنا تتمتع فيها بجذالة اللغة العربية وجميل إيقاعها وألفاظها فيه البلاغة غير متكلفة أو معقدة� أدب عظيم الفصاحة والبيان� لفظا وعبارة وبناء �
في الكتاب يعرض التوحيدي مسامراته مع الوزير أبي عبد الله العارض � وذلك على مدار ما يقارب الأربعين ليلة �
فيها تتمتع بموسوعية مجالات التوحيدي المعرفية � لتشمل نقاشات في� الأدب والسياسة والدين � والطب وعالم الحيوان والكثير من العلوم الأخرى �
فالمحاورات لا تقتصر على النوادر وقص الأحداث التاريخية � ولكنها تحوي كذلك استطرادات أدبية وفلسفية وفقهية
والكتاب كنز حقيقي من كنوز الأدب � ونفيسة من نفائس الفكر العربي�
[image] مازلتُ أتذكر اليوم الذي توافرت فيه الديكاميرون أمامي للاستعارة في طبعة ثمينة وبالانجليزية وأنا جد سعيدة أنني تكاسلت عن قراءتها لأنه لا ترجمة مثل [image] مازلتُ أتذكر اليوم الذي توافرت فيه الديكاميرون أمامي للاستعارة في طبعة ثمينة وبالانجليزية وأنا جد سعيدة أنني تكاسلت عن قراءتها لأنه لا ترجمة مثل ترجمة علماني ولا أظنني كنت لأقرأ هذا العمل مرتين
::::::::::::::
تذكرني القصص أو الحكايات كي أكون أدق بغرائب ألف ليلة وليلة وليالي جلوسي جوار أمي أستمع إليها عبر الأثير بآداء لطيف وأحيانا مفتعل لممثلي الإذاعة فقد شعرت أنني عدت بالزمن والحكايات تتابع بحلوها وسخيفها
ولكن العامل المشترك نا هو جاذبية تلك النوعية من الكتب فهي تعيدك بطريقة ما إلى طفولتك وتعطيك جرعة خيال لا بأس بها وفيها من حس الدعابة والمرح ما يسلي ويمضي الوقت
::::::::::::::
الكتاب تجربة لذيذة لا تنسى وقد عرفت عنها لأول مرة في مراهقتي من كتب الصديق الوفي أديبنا أنيس منصور
إن كنت ستقوم بشراء مجلدات الشدادي فلن تكون بحاجة لهذا الجزء فمن واجب عمله كمحقق أن يعرض الكتاب كما وجده وأحياناً تتغير بعض الألفاظ أو التعبيرات مما جعلإن كنت ستقوم بشراء مجلدات الشدادي فلن تكون بحاجة لهذا الجزء فمن واجب عمله كمحقق أن يعرض الكتاب كما وجده وأحياناً تتغير بعض الألفاظ أو التعبيرات مما جعله يعيد الفصول في هذا الجزء والذي قبله بتعديلات تعتمد على نسخ مخطوطات الكتاب
هذا الجزء يعيد الأبواب 4-5-6 من الكتاب مع بعض التعديلات للمهتمين بالتدقيق فقط
إن كنت ستقوم بشراء مجلدات الشدادي فلن تكون بحاجة لهذا الجزء فمن واجب عمله كمحقق أن يعرض الكتاب كما وجده وأحياناً تتغير بعض الألفاظ أو التعبيرات مما جعلإن كنت ستقوم بشراء مجلدات الشدادي فلن تكون بحاجة لهذا الجزء فمن واجب عمله كمحقق أن يعرض الكتاب كما وجده وأحياناً تتغير بعض الألفاظ أو التعبيرات مما جعله يعيد الفصول في هذا الجزء والذي يليه بتعديلات تعتمد على نسخ مخطوطات الكتاب
هذا الجزء يعيد الأبواب الثلاثة الأولى من الكتاب مع بعض التعديلات للمهتمين بالتدقيق فقط
في حديثه عن الصناعات عموماً كان عظيماً فلم يترك شيئاً لم يتحدث عنه ، ولم يترك صناعة إلا وكان ملمّا بأسسها كالتوليد مثلاً فقد أخذ يشرح فيها الطلق ومعناه وأحوال خروج الجنين كان عظيماً حقا وإن كانت لدي تحفظات على ما انتقد به ابن سينا وحديثه عن علاقة الغذاء بالطب والصحة كان شيقاًً ممتعاً
وأعجبت كثيراً بحديثه عن علم الموسيقى وصناعتها ولنبين لك السبب في اللذة الناشئة عن الغناء وذلك أن اللذة كما تقرر في موضعه هي إدراك الملائم والمحسوس إنما تدرك منه كيفية فإذا كانت مناسبة للمدرك وملائمة كانت ملذوذة وإذا كانت منافية له منافرة كانت مؤلمة فالملائم من الطعوم ما ناسبت كيفيته حاسة الذوق في مزاجها وكذا الملائم من الملموسات وفي الروائح ما ناسب مزاج الروح القلبي البخاري لأنه المدرك وإليه تؤديه الحاسة ولهذا كانت الرياحين والأزهار العطريات أحسن رائحة وأشد ملاءمة للروح لغلبة الحرارة فيها التي هي مزاج الروح القلبي وأما المرئيات والمسموعات فالملائم فيها تناسب الأوضاع في أشكالها وكيفياتها فهو أنسب عند النفس وأشد ملاءمة لها فإذا كان المربي متناسبا في أشكاله وتخاطيطه التي له بحسب مادته بحيث لا يخرج عما تقتضيه مادته الخاصة من كمال المناسبة والوضع وذلك هو معنى الجمال والحسن في كل مدرك كان ذلك حينئذ مناسبا للنفس المدركة فتلتذ بإدراك ملائمها
وأعجبت بتفتح مداركه الواضح وهو ينقل عن الأئمة ما يتعلق بالتلحين في قراءة القرآن ومعناه الحقيقي
ثانياً ملخص المجلد الثالث
تعقيب عما سبق تقديمه من الباب السادس
أما عن مراتب الفكر الإنساني فهي 1- العقل التمييزي وهو أول العقل وهو الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان، وبه يبدأ العلم وظيفته الأساسية هي تنظيم أفعال الإنسان وجعلها تقع في مواقعها من الظروف وهي تحصل بمدارك الحس والأفئدة التي هي الفكر� يقول ابن خلدون تعقل الأمور المرتبة في الخارج ترتيباً طبيعياً أو وضعياً ليقصد إيقاعها بقدرته وهذا الفكر أكثره تصورات وهو العقل التمييزي الذي يحصل منافعه ومعاشه ويدفع مضاره�
العقل التجريبي فهو العقل المرتبط بالتجربة في الحياة اليومية وظيفته اقتناص العلم علم ما هو صالح وعلم ما هو فاسد ويكون ذلك باستفادة المرء ذلك من أبناء جنسه فيقول الفكر الذي يفيد الآراء والآداب في معاملة أبناء جنسه وسياستهم وأكثرها تصديقات تحصل بالتجربة شيئاً فشيئاًإلى أن تتم الفائدة منها�
العقل النظري يبلغ أعلى مستويات التجريد فيقوم بإنشاء التصورات التي ينتزعها من الموجودات وتكون مطابقة لها في حالتي الحضور والغياب ويصفه ابن خلدون بأنه الفكر الذي يفيد العلم أو الظن بمطلوب وراء الحس لا يتعلق به عمل فهذا هو العقل النظريوهو تصورات وتصديقات تنتظم انتظاماً خاصاً على شروط خاصة فتفيد معلوماً آخر من جنسها في التصور والتصديق ثم تنتظم مع غيره فيفيد علوماً أخر كذلك وغاية إفادته تصور الوجود على ما هو عليه بأجناسه وفصوله وأسبابه وعلله فيكمل الفكر بذلك في حقيقته ويصير عقلاً محضاً ونفساً مدركة وهو معنى الحقيقة الإنسانية�
وفيما يختص بعلوم البشر والملائكة فقد رأي ابن خلدون أن ناك 3 عوالم عالم الحس الذي يشمل الحيوان والإنسان وعالم الفكر الذي اختص به البشر وما فوق مدارك الحس وهو عالم الأرواح والملائكة والذي يسمو فوق مداركنا
أعجبني كثيراً رجحان عقل ابن خلدون وهو يفرق بين الرؤيا التي قد تحدث لواحد ويتصل بها بهذا العالم الروحاني وأضغاث الأحلام التي هي صور خيالية يختزنها الإدراك في الباطن
فيقول والذات التي تحصلُ فيها صور المعلومات وهي النفس مادة هيولانية تَلْبَس صور الوجود بصور المعلومات الحاصلة فيها شيئا فشيئًا حتى تستكمل ويصح وجودها فالبشر جاهل بالطبع... وعالم بالكسب والصناعةلتحصيله المطلوب بفكره بالشروط الصناعية
أليس هذاهو جوهر الروح العلمية ؟ فالعقل هو الأساس في انتظام الأفعال الإنسانية كما يؤكد ابن خلدون على ضرورة العلم بالآراء والمصالح والمفاسد وبالعقل يحصل تصور الموجودات غائبا وشاهدا علي ما هي عليه والإنسان في الحالة الأولي قبل التمييز هو هيولي فقط-أي لا صورة له ولا صفة وذلك لجهله بجميع المعارف ثم بالعلم تكمل ذاته الإنسانية في وجودها فالإنسان جاهل بالذات وعالم بالكسب
صنّف ابن خلدون العلوم إلى علوم حكمية فلسفية صنْف طبيعي للإنسان يهتدي إليه بفكره وأن يقف عليا بطبيعة فكره ويهتدي بمداركه البشرية إلى موضوعاتها ومسائلها وأنحاء براهينها ووجوه تعليمها حتى يقفه نظره ويحثه على الصواب من الخطأ فيها من حيث هو إنسان ذو فكر
علوم نقلية وضعية صنف نقلي يأخذه عمن وضعه وهي كلها مستندة إلى الخبر عن الواضع الشرعي ولا مجال فيها للعقل إلا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول لأن الجزئيات الحادثة المتعاقبة لا تندرج تحت النقل الكلي بمجرد وضعه فتحتاج إلى الإلحاق بوجه قياسي إلا أن هذا القياس يتفرع عن الخبر بثبوت الحكم في الأصل وهو نقلي فرجع هذا القياس إلى النقل لتفرعه عنه وأصل هذه العلوم النقلية كلها هي الشرعيات من الكتاب والسنة __________________
باقي الفصول من الباب السادس
-12- الفقه وما يتبعه من الفرائض
يقول ابن خلدون إن الصحابة كلهم لم يكونوا أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم وإنما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن العارفين بناسخه ومنسوخه ومتشابهه ومحكمه وسائردلالته بما تلقوه من النبي ص أو ممن سمعه منهم ومن عليتهم وكانوا يسمون لذلك { القراء } أي : الذين يقرؤون الكتاب لأن العرب كانوا أمة أُمّية فاختص من كان منهم قارئا للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ وبقي الأمر كذلك صدر الملة
عندما تتدبر قليلاً لا يسعك سوى الشعور بالحسرة على حالنا اليوم أفلا تفقهون؟؟؟
-13- أصول الفقه وما يتعلق به من الجدل والخلافيات
ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة، ودرس المقلدون لمن سواهم، وسد الناس باب الخلاف وطرقه لَمّا كثر تشعّب الاصطلاحات في العلوم، ولما عاق عن الوصول إلى رتبة الاجتهاد ثم يستفيض في شرح المذاهب الأربعة
وابن خلدون يقول عن علم الفرائض أي فقه المواريث هو معرفة فروض الوراثة و تصحيح سهام الفريضة مما تصح، باعتباره فروضها الأصول أو مناسختها. و ذلك إذا هلك أحد الورثة و انكسرت سهامه على فروض ورثته فإنه حينئذ يحتاج إلى حسب تصحيح الفريضة الأولى حتى يصل أهل الفروض جميعاً في الفريضتين إلى فروضهم من غير تجزئة
ويقول عن الخلافيات هذا الفقة المستنبط من الأدلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين المجتهدين ياختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لا بد من وقوعه و لما انتهى ذلك إلى الأئمة الأربعة من علماء الأمصار وكانوا بمكان من حسن الظن بهم اقتصر الناس على تقليدهم ومنعوا من تقليد سواهم لذهاب الاجتهاد لصعوبته فاقيمت هذه المذاهب الأربعة أصول الملة وأجري الخلاف بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية والأصول الفقهية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب إمامه تجري على أصول صحيحة وطرائق قويمة يحتج بها كل على صحة مذهبه الذي قلده وتمسك به
-14- علم الكلام
وهو علم يتضمن الحجاجعن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والنقلية والرد على المبتدعة
وفي الواقع لإإن هذا الفصل يرجعنا إلى ما سبق واطلعنا عليه في المقدمة السادسة من الباب الأول: في أصناف المدركين للغيب من البشر حيث تحدث ابن خلدون عن (النبوّة والوحي والكهانة والرؤيا والغيب
ونعود لعلم الكلام نا حيث يقول وسرّ هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد ...والإيمان هو أصل وينبوع التكاليف كلها
تحدّث عن أهم أطوار العلم من خلال أهم مدارسه وأشهر شخصيات كل مدرسة ويلاحظ أنه عندما يتحدث عن الرؤيا أو ألإدراك فإنه دوماً ما يعود لما يحكم :فكره العقلي اكتساب المعرفة يخضع للنمطية
فإذا كان اثبات العقائد بالعقل لا يحصل إلا بالعقل فهل معنى ذلك أن كل ما يناقضها مشوش ؟ من خلال استدلال الكاتب ألاحظ دوماً وجود تفاعل بين النظري والتاريخي
ويقول المطلوب من التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس، يحصل عنها علم اضطراري للنفس هو التوحيد، وهو العقيدة الإيمانية وهو الذي تحصل به السعادة، وأن ذلك سواء في التكاليف القلبية او البدنية
أهم ما يلاحظ في تاريخ علم الكلام هو تمييز ابن خلدون بين طريقتين المتقدمين \المتأخرين المتقدمين ينفرون من صور الأدّلة والأقيسة المنطقية اليونانية ومثال على ذلك أبو بكر الباقلاني والمتأخرين على عكس ذلك ومنهم الغزالي الذي يعتبره ابن خلدون مع الرازي هوأول من كتب على طريقة المتأخرين وهم يفرقون بين المنطق من حيث هو أداة للاستدلال وبين موضوعه :الطبيعيات -الإلهيات
فأرسطو يرى القياس هو صورة الاستدلال وهو هو واضع علم المنطق ولكن ليس بوصفه علماً مستقلاً بالصورة التي هو عليا الآن لكن كأداة للبرهنة وهذه القسمةشرعت للتقليد في تقييم الأشاعرةوظل هذا قاعدة عند مؤرخي الفكر الإسلامي حتى الآن -ويتضح ذلك في حديثه عنهم في الفصل التالي اللهم إلا الاعتراضات على هذا التقسيم والذي ينعكس على دراسة الأشعرية ذاتها
رأيي الشخصي أن الاستدلال على الله بالمنطق والعقل الإنساني هو قمة اللامنطق في ذاته الله لا يدرك بالعقل ثم إن العقل البشرى محدود ولا يدرك سوى الأمور المحدودة، التي تدخل في نطاقه وكثير من الملحدين وهبهم الله عقلاً مستنيراً وعلماً يدحضون به كلاميات علماء المسلمين-كلمة علماء نا مجازاً لذا استخدام المنطق في التدليل على وجود الله هو محض عبث
-15- كشف الغطاء عن المتشابه من الكتاب والسنة
عن أصناف المتشابهات والاختلاف فيها الحروف المقطعة في الآيات القرآنية حقيقتها حروف الهجاء ويستشهد بقول الزمخشري فيها إشارة إلى بعد الغاية بالإعجاز لأن القرآن مؤلف منها
وعن الوحي والملائكة والروح والجن فاشتباهها من خفاء دلالتها الحقيقية لأنها غير متعارفةوقد ألحق بعض الناس بها كل ما في معناها من أحوال القيامة والجنة والدجال والفتن والشروط وما هو بخلاف العوائد المألوفة وهو غير بعيد إلا أن الجمهور لا يوافقونهم عليه وسيما المتكلمون
أما الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه منها ما يقتضي صحة ألوهية مثل العلم والقدرة ومنها ما هي صفة كمال كالسمع والبصر والكلام ومنها ما يوهم النقص كالاستواء والنزول والمجيء وكالوجه واليدين والعينين التي هي صفات المحدثات
السلف من الصحابة أثبتوا لله صفات الألوهية والكمال ثم اختلف الناس من بعدهم وجاء المعتزلة فأثبتوا هذه الصفات أحكاما ذهنية مجردة ولم يثبتوا صفة تقوم بذاته وسموا ذلك توحيدا وجعلوا الإنسان خالقا لأفعاله ولا تتعلق بها قدرة الله
ناك الكثير من الاستفاضة الممتعة في هذا الشأن لا أستطيع ذكر النقاط كلها لضيق المكان ولكنني أذكر ما فسره ابن خلدون عن أطوار العالم البشري وهي الأول عالمه الجسماني بحسه الظاهر وفكره المعاشي وسائر تصرفاته التي أعطاه إياها وجوده الحاضر شاهده وجداني الثاني عالم النوم وهو تصور الخيال شاهده وجداني ويقول بوجود فريقين 1- الحكماء يزعمون أن الصور الخيالية يدفعها الخيال بحركة الفكر إلى الحس المشترك الذي هو الفصل المشترك بين الحس الظاهر والحس الباطن الخيال فيها واحد سواء كانت مرائي صادقة من الله أو المرائي الخيالية الشيطانية 2- هو إدراك يخلقه الله في الحاسة فيقع كما يقع في اليقظة وهذا أليق وإن كنا لا نتصور كيفيته
والإدراك النومي أوضح شاهد على ما يقع بعده من المدارك الحسية في الأطوار
الثالث طور النبوة وهو خاص بإشراف صنف البشر شاهده المعجزة والأحوال المختصة بالأنبياء فالمدارك الحسية فيها مجهولة الكيفية عند وجدانيته الرابع طور الموت الذي تفارق أشخاص البشر فيه حياتهم الظاهرة إلى وجود قبل القيامة يسمى البرزخ شاهده ما تنزل على الأنبياء من وحي
ويختتم قائلاً هذه المدارك موجودة في الأطوار الأربعة لكن ليس على ما كانت في الحياة الدنيا وإنما هي تختلف بالقوة والضعف بحسب ما يعرض لها من الأحوال
-16- علم التصوف يرى ابن خلدون السبب في شيوع اسم الصوفية راجع إلى انه قد تفشى الإقبال على الدنيا في القرن 2هـ وبعد كثير من الناس عن العبادة وجنحوا إلى مخالطة أهل الدنيا وصار علم التصوف في الملـّة علما مدونا بعد أن كان عبادة فقط وكان المتعبد يسلك فيها مقامات عدة مثل ممقام للمريد يبتغي منه محاسبة النفس للتخلص من الحزن والهم والكسل و مقام آخر هو العبادة وهي ليست في الحالة الأولى فالعبادة ينتهي فيها المريد إلى التوحيد وهي الغاية المطلوبة للسعادة التي يبحث عنها فيقول فلما كتبت العلوم ودونت وألف الفقهاء في الفقه , وعلماء الكلام في الكلام وعلماء التفسير في التفسير دوّن رجال من أهل التصوف كتبا في الورع ومحاسبة النفس
أول مراتب التجليات عندهم تجلي الذات على نفسه وهو يتضمن الكمال بإفاضة الإيجاد والظهور لقوله في الحديث الذي يتناقلونه "كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ليعرفوني"
وتفصل الحقائق وهي عندهم عالم المعاني والحضرة الكمالية والحقيقة المحمدية ويصدر عن هذه الحقائق أخرى , وهي مرتبة المثال ثم عنها العرش ثم الكرسي ثم الأفلاك ثم عالم العناصر ثم عالم التركيب , هذا في عالم الرتق , فإذا تجلت فهي في عالم الفتق ويسمي هذا المذهب مذهب أهل التجلي والمظاهر والحضرات
-17- علم تعبير الرؤيا يقول السبب في كون الرؤيا مدركا للغيب فهو أن الروح القلبي وهو البخار اللطيف المنبعث من تجويف القلب اللحمي ينتشر في الشريانات ومع الدم في سائر البدن وبه تكمل أفعال القوى الحيوانية وإحساسها
وهذا الروح القلبي هو مطية للروح العاقل من الإنسان والروح العاقل مدرك لجميع ما في عالم الأمر بذاته إذ حقيقته وذاته عين الإدراك وإنما يمنع من تعلقه للمدارك الغيبية ما هو فيه من حجاب الاشتغال بالبدن وقواه فلو تجرد عن هذا الحجاب لرجع إلى حقيقته وهو عين الإدراك فيعقل كل مدرك
-18- العلوم العقلية وأصنافها
-19- العلوم العددية
-20- العلوم الهندسية
-21- علم الهيئة أي العلم الذي ينظر في حركات الكواكب الثابتة والمحركة والمتحيرة ويستدل بكيفيات تلك الحركا� على أشكال وأوضاع للأفلاك لزمت عنها لهذه الحركات المحسوسة بطرق هندسية� �
-22- علم المنطق
-23- الطبيعيات
-24- علم الطب
-25- الفلاحة
-26- علم الإلهيات هو العلم الذي ينظر في الوجود المطلق فأولا في الأمور العامة للجسمانيات والروحانيات من الماهيا� والوحدة والكثرة والوجوب والإمكان وغير ذلك ثم ينظر في مبادئ الموجودات وأنها روحانيا� ثم في كيفية صدور الموجودات عنها ومراتبها ثم في أحوال النفس بعد مفارقة الأجسا� وعودها إلى المبدأ� � �
-27- علوم السحر والطلسمات ويذكر ابن خلدون نا السيمياء باعتبارها قريبة من مفهوم السحر والطلسمة في هذه العصور قبل أن تكون هي الأب الروحي لعلم الكيمياء الحديث �
-28- علم أسرار الحروف يرجع ابن خلدون نا إلى المتصوفة وإلى مغالاتهم-على حد تعبيره في شروحهم لأسرار الحروف والأرقام � -29- الكيمياء
-30- إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
يقول ابن حلدون أن مسائل الطبيعيات لا تهمنا في ديننا ولا معاشنا فوجب علينا تركها وأما ما كا� منها في الموجودات التي وراء الحس وهي الروحانيات أو العلم الإلهي وعلم ما بعد الطبيع� فتجريد المعقولات من الموجودات الخارجية ممكن فيما هو مدرك لنا ونحن لا ندرك الذوا� الروحانية حتى نجرد منها ماهيات أخرى بحجاب الحس بيننا وبينها فلا يأتي لنا برهان علي� في إثبات وجودها إلا ما نجده بين جنبينا من أمر النفس الإنسانية وأحوالها وخصوصا ف� الرؤيا التي هي وجدانية لكل أحد وما وراء ذلك من حقيقتها وصفاتها هو أمر غامض �
-31- ابطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها
-32- إنكار ثمرة الكيميا واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها وهو نا يتحدث عن منتحلي صناائع كتحويل المعادن إلى ذهب وغيرها من أمور لا تجلب سوى الخسارة والعيش في حياة الأوهام -33- المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف وإلغاء ما سواها �
�1-� استنباط العلم بموضوعه وتقسيم أبوابه وفصوله� � �2-� أن يقف على كلام الأولين وتآليفهم فيجدها مستغلقة على الأفهام ويفتح الله له في فهمها فيحر� على إبانة ذلك لغيره� � � �3- أن يعثر المتأخر على خطأ في كلام المتقدمين ممن وبعد في الإفادة صيتة ويستوثق ف� ذلك بالبرهان الواضح� � 4- أ� تكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها فيقصد المطلع على ذلك أن يرتبه� �
�5-� أن تكون مسائل العلم مفرقة في أبوابها من علوم أخرى � تلخي� المؤلَّف الذي يكون من أمهات الفنون�
-34- كثرة التواليف في العلوم عائقة عن التحصيل �1-� مما أضر بالناس في تحصيل العلم كثرة التآليف واختلاف الاصطلاحات في التعاليم� ث� مطالب� المتعلم والتلميذ باستحضار ذلك� وحفظ� � وه� كلها متكررة والمعنى واحد� ول� اقتصر المعلمو� بالمتعلمين على المسائل المذهبية فقط لكان الأمر دون ذلك بكثير وكان التعليم سهلا ومأخذ� قريبا
-35- كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم
-36- وجه الصواب في تعليم العلوم وطريق إفادته
-37- العلوم الإلهية لا توسع فيها الأنظار ولا تفرع المسائل
-38- تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه
-39- الشدة على المتعلمين مضرة بهم
-40- الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم
-41- العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها العلماء لأجل ما تعودوه من تعميم الأحكام وقياس الأمور بعضها على بعض إذا نظروا في السياس� افرغوا ذلك في قالب أنظارهم فيقعون في الغلط كثيرا ويلحق بهم أهل الذكاء من أهل العمرا� لأنهم ينزعون بثقوب أذهانهم إلى مثل شأن الفقهاء من الغوص على المعاني والقياس والمحاكا� فيقعون في الغلط � �
-42- حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم
-43- العجمة إذا سبقت إلى اللسان قصرت بصاحبها في تحصيل العلوم عن أهل اللسان العربي
-44- علوم اللسان العربي أركانه أربعة وهي اللغة والنحو والبيان والأدب ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة -45- اللغة ملكة صناعية اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة إذ هي ملكات في اللسان للعبارة عن المعانى وجودتها وتصوره� بحسب تمام الملكة أو نقصانها وليس ذلك بالنظر إلى المفردات وإنما هو بالنظر إلى التراكي� والملكات لا تحصل إلا بتكرار الأفعال لأن الفعل يقع أولا وتعود منه للذات صفة ثم تتكر� فتكون حالا ومعنى الحال أنها صفة غير راسخه ثم يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة� -46- لغة العرب لهذا العهد مستقلة مغايرة للغة مضر وحمير
-47- لغة أهل الحضر والأمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر
-48- تعليم اللسان المضري
-49- ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية ومستغنية عنها في التعليم
-50- تفسير لفظةالذوق في مصطلح أهل البيان وتحقيق معناها وبيان أنها لا تحصل للمستعربين من العجم لفظة الذوق يتداولها المعتنون بفنون البيان ومعناها حصول ملكة البلاغة للسان وقد مر تفسير البلاغ� وأنها مطابقة الكلام للمعنى من جميع وجوهه بخواص تقع للتراكيب في إفادة ذلك فالمتكل� بلسان العرب يتحرى الهيئة المفيدة لذلك على أساليب وينظم الكلام على ذلك الوجه جهد� فإذا اتصلت مقاماته بمخالطة كلامهم حصلت له الملكة في نظم الكلام � -51- أهل الأمصار على الإطلاق قاصرون في تحصيل هذه الملكة اللسانية التي تستفاد بالتعليم ومن كان منهم أبعد عن اللسان العربي صعب حصولها
-52- انقسام الكلام إلى فني النظم والنثر
-53- لا تتفق الإجادة في فني المنظوم والمنثور معا إلا للأقل
-54- صناعة الشعر
-55- صناعة النظم والنثر في الألفاظ لا في المعاني
-56- حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ وجودتها بجودة المحفوظ
-57- بيان المطبوع من الكلام والمصنوع وكيف جودته أو قصوره إذا قالوا: الكلام المطبوع فإنهم يعنون به الكلام الذي كملت طييعته وسجيته من إفادة مدلوله المقصو� منه لأنه عبارة وخطاب ليس المقصود منه النطق فقط بل المتكلم يقصد به أن يفيد سامع� ما في ضميره إفادة تامة هذه الصنعة موجودة في الكلام المعجز في مواضيع متعددة مث� {واللي� إذا يغشى والنهار إذا تجلى}
-58- ترفع أهل المراتب عن انتحال الشعر وذلك لما تفشى بين الشعراء من قرض الشعر لمديح ملوك العجم وغير ذلك فصار غرض الشعر في الأغلب إنما هو الكذ� والاستجداء لذهاب المنافع التي كانت فيه للأولين وأنف منه لذلك أهل الهمم والمراتب م� المتأخرين وتغير الحال وأصبح تعاطيه مذمة لأهل المناصب الكبيرة�
الرابع و الثلاثون في مراتب الملك والسلطان وألقابها
يرى ابن خلدون أن السلطان في نفسه ضعيف يحتاج لمعاونة كثيرين كي يستطيع تدبير أمور الدولة جميعها وهو يرى أن الأفضل للسلطان الاستعانة بالأقارب وأهل النسب حيث أنهم قريبين بعضهم إلى بعض في الصفات والخُلُق
والوظائف السلطانية في رأيه تندرج تحت الخلافة لاشتمال مفهوم الخلافة الدين والدنيا معاً
والحديث عن وظائف الملك والسلطان ورتبه نا يكون بمقتضى العمران وطبيعته في الوجود الإنساني لا بما يخصها من أحوال الشرع
يتتبع ابن خلدون أحوال الدول في عرض مشوق وممتع من قبل الإسلام مروراً باستقراره ثم بالدولة الأموية والعباسية ودولة الترك وملوك العجم شارحاً لك كيف تطورت مفاهيم المناصب ومدى صلاحيتها في كل عصر ومفنداً مدى أهميتها من عصر إلى عصر وحدود هذه المناصب كذلك في كل مصطلح من التاليين نا يروي ما سمع به أو قرأه من نوادر ويحدثك عن أصول الكلمة واشتقاقها وهو نا في أساس شرحه يفسر بما تقتضيه طبيعة الملك و التي تشمل بعض الوظائف الهامة التي يذكرها ابن خلدون الوزارة
الحجابة
ديوان الأعمال والجبايات ويرى أنها وظيفة تحدث عن تمكن الغلب والاستيلاء في الدول
ديوان الرسائل والكتابة يرى نا أنها وظيفة غير ضرورية في الملك حيث تم الاستغناء عنها في غالبية الدول التي لم تعرف البلاغة ولم تحضنها الحضارة وكان اللسان الهربي وبلاغته وفصاحته في الدولة الإسلامية هو الداعي إليها ومفسر الحاجة لها
ويروي ما جاء في رسالة عبد الحميد عن المزايا التي تختار على أساسها صاحب هذذ الرتبة وبصراحة جاء السرد نا ممتعاً للغاية
الشرطة
قيادة الأساطيل
الخامس و الثلاثون التفاوت بين مراتب السيف والقلم في الدول
يرى ابن خلدون أن الحاجة إلى السيف أشد فيكون السيف شريكاً ومنفذاً للحكم السلطاني والقلم مجرد خادماً وذلك في حالتين أول الدولة وآخرها أيضاً
أما في الوسط فيستغني الحاكم قليلاً عن السيف لاستقرار الأمور ويصبح دور القلم أشد في تنفيذ الأحكام ومباهاة الدول بالانجازات وتحصيل الجباية
وكلما اشتدت الحاجة إلى واحد منهما كان صاحبها أوسع جاهاً ومجداً وقتها
السادس و الثلاثون شارات الملك والسلطان
ويرى أن هذه الشارات تقتضيها الأبهة والبذخ ويذكر منها الآلة بنشر الألوية والرايات ودق الطبول وانشاد الشعراء وخاصة عند الحروب التي تصيب العدو بالرعب وتزيد من شجاعة المقاتلين
السابع و الثلاثون الحروب ومذاهب الأمم وفيه يصف أنواع الحروب وطرق القتال ومذاهب الحرب ويمثل بأمثلة واقعية عن الجيوش وتقسيمها وأسباب النصر و الهزيمة ناك أربع أصناف من الحروب
حروب بغي وفتنة
1-مايجري بين القبائل المتعاشرة 2-العدوان من الأمم الوحشية كالأعراب والترك والتركمان والأكراد وهم في ذلك لا يبتغون ملكاً إنما غلب الناس على ما بأيديهم
حروب جهاد وعدل
3-الجهاد الشرعي 4-حروب الدول على الخارجين عليا وعن طاعتها
نوع الحرب وصفتها ينقسم إلى 1-الزحف صفوفاً وهو قتال العجم ويراه هو الوثق والأشد فترتب فيه الصفوف وتشد بعضها غلى بعض وذلك أصدق في القتال وأرهب للعدو
2-الكر والفر وهو قتال الأعراب والبربر
الثامن و الثلاثون الجباية وأسباب نقصها أو وفورها
في أول الدول تكون الجباية قليلة الوزائع كثيرة الجملة لأن مقدار الذكاة قليل ويتصف البدو بالمسامحة والمكارمة فيما يتعلق بالجزية والخراج عندما تقل الوزائع ينشط العمل ويكثر الاعتمار فتكثر أعداد الوظائف فتكثر جملتها بذلك
في آخر الدول تكون الجباية قليلة الجملة كثيرة الوزائع عندما يعم الترف تزداد الجباية وقيمتها وفي اخر الدولة تصبح عوائد الدولة مفروضة و تثقل المغارم على الرعايا وحين مقارنتهم بما يكسبونه وما يدفعون يشعرون بالظلم وقلة النفع وذهاب الأمل من نفوسهم فتنقبض الأيدي عن الاعتمار وتنقص جملة الجباية
التاسع و الثلاثون ضرب المكوس آخر الدول كما قد أوضح قبلاً كلما كانت الدولة آخذة في الترف كلما زادت الجباية وخاصة في آخر الدولة
الأربعون التجارة من السلطان مفسدة للجباية ومضرة بالرعايا وذلك لنه كثير الإضرار بحركة البيع والشراء في الدولة ويولد مواقف من إنعدام العدل بين الرعية لا حصر لها وكله يصب في الضرر الكبير بالعمران ذاته
الحادي والأربعون ثروة السلطان وحاشيته تكون في منتصف الدول عندما تستفحل طبيعة الملك تقل حظوظ سائر القبيل من الجباية وغيرها عما سبق في أول الدولة فينفرد صاحب الدولة بالجباية ويعظم بها حاشيته فيتسع جاههم وفي نفس الوقت تبدأ العصبية بالتلاشي وفي آخر الدولة يبدأ صاحب الدولة في الاستيلاء على الأموال من أنصبة من ساندوه أو أبنائهم بحجة أنه أحق بها وتفنى تباعاً حاشية الدولة ورجالها ويتقوض الملك وتهرم الدولة وتنهار
الثاني والأربعون نقص العطاء من السلطان هو نقص في الجباية
الدولة والسلطان هي السوق الأعظم في العالم، ومنه مادة العمران إن قلت الأموال التي يحتاجها السلطان أو فقدت فلم تُصرف في مصارفها قلت نفقات الحاشية والتي هي أكثر مادة للأسواق فتضعف الأرباح في المتاجر لقلة الأموال فيقل الخراج تباعاً والمال هو متردد بين الرعية والسلطان ، منهم إليه ، ومنه إليهم فإذا حبسه السلطان عنده ، فقدته الرعية
الثالث والأربعون الظلم مؤذن بخراب العمران العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تحصيلها وبذلك يقل سعيهم في ذلك أو ينعدم وهذا قدر ما يقوم الآخر بالاعتداء فناك تناسب طردي بينهم وهكذا تكسد أسواق العمران وخف سكناه وتدمر العمران واختل وفسد
وينبه ابن خلدون أنه إذا لم يحدث خراباً في العمران في بعض الدول التي اعتدت فنظرتنا إذا قاصرة لأننا وقتها لا نقيس مدى الخلل الحاصل بالدولة التي تم الاعتداء فيها فقد يكون الإعتداء خفيفاً فتناسب معه هذا الخلل والضعف
والظلم يشمل حالات كثيرة نا كل من أخذ ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقاً لم يفرضه الشرع كما أن الظلم أشده هو التسلط على الناس في شراء ما بأيديهم بثمن بخس ثم فرض البضائع عليهم بأرفع الأثمان بالإكراه فالظلمة قد يكونوا جباة الأموال/المعتدون عليا/المنتهبون لها / المانعون لحقوق الناس/غصاب الأملاك
الرابع والأربعون الحجاب كيف يقع في الدول وكيف يعظم عند الهرم وهو يقصد نا وظيفة الحاجب وكيفية اتخاذ الدول علة اختلافها له في أول الدولة يسهل القرب من الناس أما حينما يستفحل الملك يكثر الطالبون رؤية الحاكم فيعين حاجب لتقنين هذه الأمور لما قد يحتاجه الحاكم من إنفراد ثم يزيد الترف ويصير للخلفاء دار للخاصة ودار للعامة كما حدث في العصر العباسي
في آخر الدولة قد يصير ناك حجاب ثالث وذلك للحجر على الدولة وهو دليل على هرمها ونفاذ قوتها
الخامس والأربعون إنقسام الدولة الواحدة إلى إثنتين وذلك يحدث في آخر الدولة حيث يستبد صاحب الملك بالمجد وينفرد به فيأنف عن المشاركة ويصير إلى قطع أسبابها ما استطاع وبذلك قد يرتاب المساهمون له في ذلك بأنفسهم ويجتمعون مع من شابههم ممن تعرض للإقصاء أو أصقى نفسه بعيداً عن استبداد الحاكم فيتضايق نطاق الدولة ويعظم النطاق لمن نزع عن القرابة حتى تصبح الدولة منقسمة إلى دولتين وربما ثلاث أو أكثر
السادس والأربعون الهرم إذا نزل بدولة لا يرتفع الهرم من الأمراض المزمنة التي لا يمكن دواؤها لأنها أمر طبيعي والأمور الطبيعية لا تتبدل فحتى لو انتبه العقلاء في آخر الدولة لما تتردى إليه من خراب وأراد نصح القائمين عليا أو محاولة إرساء العوائد القديمة التي أدت إلى رفعتها فلن يودي ذلك إلى تغييرها أو النهوض بالدولة من جديد فقد ترسخت العوائد الجديدة وجاءت مرحلة الهرم ولا مفر منها
السابع والأربعون كيف يتطرق الخلل إلى الدول الملك يبنى على اثنتين الشوكة والعصبية اي الجند والمال وهو قوامة الجند وإقامة ما يحتاج إليه الملك من أحوال والخلل يتطرق إلى الدولة عن طريق هذين الأساسين ويوضح ابن خلدون بالتدريج كيف يحدث ذلك حتى تضمحل الدولة تماماً
الثامن والأربعون يتسع نطاق الدولة إلى نهايته ويتضايق طوراً بعد طور غلى فناء الدولة وإضمحلالها
التاسع والأربعون كيف يقع حدوث الدولة وتجددها إما أن يستبد ولاة الأعمال في الدولة بالقاصية عندما يتقلص ظلها عنهم فيكون لكل واحد دولة يستجدها لقومه أو يخرج على الدولة خارج ممن يجاورها من الأمم والقبائل ويستولي على الدولة إن استطاع
الخمسون الدولة المستجدة تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة لا بالمناجزة يرى المؤلف أن الظفر في الحروب يقع غالباً بأمور نفسانية وهمية وليس بالأموال والعتاد فقط وفي آخر الدولة يتفشى الكسل في البلاد فترى صاحب الدولة المستجدة لا يقاوم صاحب الدولة المستقرة بل يرجع إلى الصبر والمطاولة حتى يتضح هرم الدولة المستقرة ويقع الاستيلاء كما أن الترف والنعيم يقلل من قوة وعصبية الدولة المستقرة على عكس المستجدة التي لا تزال على طابعها البدوي ويتمثل بكثير من الحوادث كما حدث مع أهل المغرب أو التتر ويرى أن الفتوحات افسلامية والاستيلاء على الدول لم يتم بنفس الطريقة بل كانت معجزة من معجزات النبي لا تقارن بما يحدث في باقي الأمصار
الحادي و الخمسون وفور العمران أواخر الدول وما يقع فيها من كثرة الموتان والمجاعات ففي أواخر الدول يقبض الناس أيديهم عن الفلح بسبب عدوان الدولة في الجبايات وغيرها كما أن صلاح الزرع وثمرته بمستمر الوجود ولا على وتيرة واحدة نظراً لاختلاف طبيعة الأرض في وفرة الأمطار أو نقصانها ولكن الاحتكار يقلل نسبة الخسارة الناتجة عن ذلك ويجعل الأمور مستقرة وحين يفقد الاحتكار،عظم توقع الناس للمجاعات فغلا الزرع وهلك الناس جوعاً ومع اضمحلال الدولة تنتشر الأوبئة ويفسد الهواء وتكثر المشاحنات والقتل يسري العفن والأمراض وتمرض الأبدان وتهلك
الثاني و الخمسون العمران البشري لابد له من سياسة لينتظم بها أمره يرى ابن خلدون أن فكرة المدينة الفاضلة ليست بالسياسة التي يحمل عليا أهل الإجتماع بالأحكام للمصالح العامة وهي نادرة وبعيدة الوقوع كما أنها فكرة فرضية كذلك
أما السياسة العقلية التي يتحدث عنها نا فهي تكون على وجهين 1-مراعاة المصالح على العموم 2-مراعاة مصالح السلطان في استقامة ملكه على الخصوص
ويعجب نا بكتاب طاهر بن الخسين قائد المامون للإبنه عبد الله بن طاهر وينقله نا من كتاب الطبري ويراه أحسن ما وقف عليه في السياسة ونجده في تاريخ الطبري الجزء الثامن ص582-91
الثالث و الخمسون أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه
فكرة المهدي المنتظر والدجال شاعت بين الكافة من أهل الإسلام ونا يذكر ابن خلدون الأحاديث الواردة في هذا الباب وما للمنكرين فيها من مطاعن ومالهم من إنكارهم في المستنداً لقد تتبع الفكرة كأحسن ما يكون نا متنقلاً بين بين أقوال المتصوفة وما ذكره ابن عربي، والكندي ، وابن أبي واطيل،وغيرهم ثم يقول إلى كلام من أمثال هذا كثير يعينون فيه الوقت والرجل والمكان فينقضي الزمان ولا أثر لشيءٍ من ذلك فيرجعون إلى تجديد رأي آخر منتحل كما تراه من مفهومات لغوية وأشياء تخييلية وأحكام نجومية،في هذا انقضت أعمار الأول منهم والآخر
الرابع و الخمسون حدثان الدول والأمم الكلام على الملاحم والكشف عن مسمى الجفر يرى أن الناس جبلوا على الرغبة في التشوف ومعرفة ما سيحدث لهم ولذا ترى مهن كالمنجّم والحاسب وضارب المندل كما كان ناك في العرب الكهان والعرافون ويتنقل بين ما نقله أهل الأثر ثم يبهرك بمعلوماته الفلكية التي استقاها من معارف عصره والعصور السابقة وما عرفه عن التنجيم في ملاحم قد استبقت وتحدثت عن حدثان الدول أي أمورها الغيبية وما سيحدث لها في أبيات منظومة أو في ملعبة من الشعر الزجلي مثل قصيدة التبعية بالمغرب وما نُسب إلى الباجربقي من شعر يعني نستطيع مقارنة ذلك على استحياء بألغاز نوستراداموس
استمتعت كثيراً بهذا الفصل =========== ===========
الباب الرابع في البلدان والأمصار والمدن وسائر العمران الحضري
الفصل الأول الدول أقدم من المدن ، وتوجد ثانية عن المُلك يضيف ابن خلدون نا أنه عند اكتمال بناء المدينة وتشييدها يصبح عمر الدولة هو عمر لها إذا كان عمر الدولة قصيراً وقف الحال فيها عند انتهاء الدولة والعكس وبعد انقراض الدولة قد يكون لضواحي تلك المدينة وما قاربها من الجبال والبسائط بادية تمد العمران دائماً فيكون ذلك حافظاً لوجودها ، ويستمر عمرها بعد الدولة
الفصل الثاني المُلك يدعو إلى نزول الأمصار عندما يحصل الملك للقبيل يضطروا إلى الإستيلاء على الأمصار وذلك لسببين أولهما ما يدعو الملك إليه من استكمال ما كان ناقصاً من العمران والثاني دفع المشاغبين المتوقع نزاعهم على الملك
الفصل الثالث المدن العظيمة والهياكل المرتفعة يشيدها المُلك الكبير
الفصل الرابع الهياكل العظيمة جداً لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة فقد نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها
الفصل الخامس ما يجب مراعاته في أوضاع المدن وما يحدث إذا أغفل عن المراعاة ويشرح نا أمثلة عما يجب فعله في الحالتين حيث تتفاوت بتفاوت الحاجة وما تدعو إليه ضرورة الساكن
الفصل السادس المساجد والبيوت المعظمة في العالم بالطبع على رأسها الثلاث مساجد في مكة وبيت المقدس والمدينة
الفصل السابع الأمصار والمدن بإفريقيا والمغرب قليلة فهذه الأقطار كانت للبربر منذ آلاف السنين قبل الإسلام وكان عمرانها كله بدوياً وأصبحت عوائدهم بدوية أكثر منها حضرية برغم مرور العرب والإفرنجة عليا فهم أهل عصبية ويستنكفون سكنى المدن غالباً
الفصل الثامن المباني والمصانع في الإسلام قليلة بالنسبة إلى قدرتها ومن كان قبلها من الدول فالعرب أعرق في البدو وأبعد عن الصنائع
الفصل التاسع المباني التي تختطها العرب يسرع إليها الخراب إلا في الأقل العرب نا تعني الأعراب الرُحّل وذلك لقلة مراعاتهم لحسن الاختيار في اختطاط المدن لطباعهم البدوية
الفصل العاشر مباديء الخراب في الأمصار في البداية يكون البناء عموماً ذو طابع بدوي وفاسد ومع عظم عملاان المدينة وكثرة سكانها كثرت آلاتها بكثرة الأعمال فيها ثم تبدأ الدولة في التراجع ومعها يتراجع العمران
الفصل الحادي عشر تفاضل الأمصار والمدن في كثرة الرزق و نفاق الأسواق إنما هو بتفاضل عمرانها في الكثرة والقلة فالواحد من البشر غير مستقل بتحصيل حاجاته في معاشه فالبشر جميعا متعاونون جميعاً في عمرانهم على ذلك
الفصل الثاني عشر أسعار المدن إذا كثر سكان المصر قلت أسعار السلع الضرورية كالحبوب ورخصت وزادت أسعار الكمالي من السلع كالفواكه والأمصار القليلة السكان يرتفع فيها سعر الضروري من السلع لقلة العمل والاحتكار بالإضافة إلى أن السعر عموماً يدخل في قيمته ما يفرض عليه من المكوس والمغارم
الفصل الثالث عشر قصور أهل البادية عن سكنى المصر الكثير العمران
الفصل الرابع عشر الأقطار في اختلاف أحوالها بالرفه والفقر مثل الأمصار ومرة أخرى يذكر أن الدولة العظيمة كثيرة الأمصار يكثر فيها الغنى وتتوافرالأموال ويكثر العمران وهذه الوفرة تعود على الناس بالكسب والرفاهية
الفصل الخامس عشر تأثل العقار والضياع في الأمصار وحال فوائدها ومستغلاتها امتلاك عقار أو ضياع في رأي ابن خلدون لا يؤدي بمالكه إلى سد ضرورات معاشه ويكون امتلاكه غالباً ليقي نسله من بعده من العوز
الفصل السادس عشر حاجات المتمولين من أهل الأمصار إلى الجاه والمدافعة حين يعظم تمول الحضري يكثر الراغبون في الاستيلاء على ما يملك تمتد أعينهم إلى تملك ما بيده وينافسونه فيه ويتحيلون على ذلك بكل ممكن حتى يحصلوه في ربقة حكمه سلطاني وسبب من المؤاخذة ظاهر ينتزع به ماله وأكثر الأحكام السلطانية جائزة في الغالب إذ العدل المحض إنما هو في الخلافة الشرعية
الفصل السابع عشر الحضارة في الأمصار من قبل الدول وأنها ترسخ باتصال الدولة ورسوخها فالحضارة هي أحوال عادية زائدة على الضروري من أحوال العمران زيادة تتفاوت بتفاوت الرفه و الدولة والملك صورة الخليفة والعمران وكلها مادة لها من الرعايا والأمصار وسائر الأحوال وأموال الجباية عائدة عليهم ويسارهم في الغالب من أسواقهم ومتاجرهم وإذا أفاض السلطان عطاءه وأمواله في أهلها انبثت فيهم ورجعت إليه ثم إليهم منه فهي ذاهبة عنهم في الجباية والخراج عائدة عليهم في العطاء فعلى نسبة حال الدولة يكون يسار الرعايا وعلى يسار الرعايا وكثرتهم يكون مال الدولة وأصله كله العمران وكثرته
الفصل الثامن عشر الحضارة غاية العمران ونهاية لعمره وأنها مؤذنة بفساده وذلك بما يفقده الإنسان من خلق ،بالترف والنعيم في قهر التأديب والتعلم فهو بذلك عيال على الحامية التي تدافع عنه ثم هو فاسد أيضا غالبا بما فسدت منه العوائد وطاعتها في ما تلونت به النفس من مكانتها كما قررناه إلا في الأقل النادر وإذا فسد الإنسان في قدرته على أخلاقه ودينه فقد فسدت إنسانيته وصار مسخا على الحقيقة وبهذا الاعتبار كان الذين يتقربون من جند السلطان إلى البداوة والخشونة أنفع من الذين يتربون على الحضارة وخلقها موجودون في كل دولة فقد تبين أن الحضارة هي سن الوقوف لعمر العالم في العمران والدولة
الفصل التاسع عشر الأمصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانقراضها الدولة والملك للعمران بمثابة الصورة للمادة وهو الشكل الحافظ بنوعه لوجودها وقد تقرر في علوم الحكمة أنه لا يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر فالدولة دون العمران لا تتصور والعمران دون الدولة والملك متعذر لما في طباع البشر من العدوان الداعي إلى الوازع فتتعين السياسة لذلك أما الشريعة أو الملكية وهو معنى الدولة وإذا كانا لا ينفكان فاختلال أحدهما في مؤثر في اختلال الآخر والعكس صحيح
الفصل العشرون اختصاص بعض الأمصار ببعض الصنائع دون بعض فكلما كانت الدولة مستبحرة في العمارة احتاجت لصنائع متعددة لما دعو إليه الترف فيها
الفصل الحادي والعشرون وجود العصبية في الأمصار وتغلب بعضهم على بعض وهذا التغلب يكون غالبا في أهل البيوتات المرشحين للمشيخة والرئاسة في المصر وقد يحدث التغلب لبعض الغوغاء والدهماء وإذا حصلت له العصبية يتغلب على المشيخة إذا كانوا فاقدين للعصبية
الفصل الثاني والعشرون لغات أهل الأمصار لغات الأمصار الإسلامية كلها بالمشرق والمغرب عربية وإن تأثر اللسان العربي وقتها لما وقع للدولة الإسلامية من الغلب على الأمم والدين والملة و الملك والاستيلاء على الممالك الإسلامية من قبل العجم والبربر والناس تبع للسلطان وعلى دينه لذا مع انتشار الإسلام صار استعمال اللسان العربي من شعائره وطاعة العرب وهجر الأمم لغاتهم وألسنتهم في جميع الأمصار والممالك وصار اللسان العربي لسانهم
=========== ===========
الباب الخامس في المعاش ووجوبه من الكسب والصنائع
الفصول الأول حقيقة الرزق والكسب وشرحهما وأن الكسب هو قيمة الأعمال البشرية لا بد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب ومتمول لأنه إن كان عملا بنفسه مثل الصنائع فظاهر دال كان مقتنى من الحيوان والنبات والمعدن فلا بد فيه من العمل الإنساني وإلا لم يقع به انتفاع والأمصار التي يكون عمرانها أكثر يكون أهلها أوسع أحوالا وأشد رفاهية وبالتالي رزقها أوفر
الثاني وجوه المعاش وأصنافه ومذاهبه
الثالث الخدمة ليست من الطبيعي
الرابع ابتغاء الأموال من الدفائن والكنوز ليس بمعاش طبيعي
الخامس الجاه مفيد للمال
السادس السعادة والكسب يحصلان غالبا لأهل الخضوع والتملق وهذا الخلق من أسباب السعادة
السابع القائمين بأمور الدين من القضاء والفتيا والتدريس والإمامة والخطابة والأذان ونحو ذلك لا تعظم ثروتهم في الغالب
الثامن الفلاحة من معاش المتضعين وأهل العافية من البدو
التاسع معنى التجارة ومذاهبها وأصنافها
العاشر أي أصناف الناس يحترف بالتجارة وأيهم ينبغي له اجتناب حرفها
الحادي عشر خلق التجار نازلة عن خلق الأشراف والملوك
الثاني عشر نقل التاجر للسلع
الثالث عشر الاحتكار
الرابع عشر رخص الأسعار مضر بالمحترفين بالرخص
الخامس عشر خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء وبعيدة من المروءة
السادس عشر الصنائع لا بد لها من العلم
السابع عشر الصنائع تكمل بكمال العمران الحضري وكثرته
الثامن عشر رسوخ الصنائع في الأمصار يكون برسوخ الحضارة وطول أمده
التاسع عشر الصنائع تكثر إذا كثر طالبها
العشرون الأمصار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع
الحادي والعشرون العرب أبعد الناس عن الصنائع
الثاني والعشرون فيمن حصلت له ملكة في صناعة فقل أن يجيد بعد في ملكة أخرى
الثالث والعشرون الإشارة إلى أمهات الصنائع
الرابع والعشرون صناعة الفلاحة
الخامس والعشرون صناعة البناء
السادس والعشرون صناعة النجارة
السابع والعشرون صناعة الحياكة و الخياطة
الثامن والعشرون صناعة التوليد
التاسع والعشرون صناعة الطب وأنها محتاج إليها في الحواضر والأمصار دون البادية
الثلاثون الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية
الحادي و الثلاثون صناعة الوراقة و صناعة الغناء
الثاني و الثلاثون الصنائع تكسب صاحبها عقلاً وخصوصاً الكتاب والحساب =========== ===========
الباب السادس في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وسائر وجوهه
المقدمة الثانية قسط العمران من الأرض ويعتمد ابن خلدون على كتاب نزهة المشتاق للإدريسي في معلوماته الجغرافية أكثر المقدمات مللاً ولكنها تقدمة لما تليها
وهذه هي الخريطة التي وردت بالنسخة [image] و مفتاحها [image]
المقدمة الثالثة تأثير الهواء في ألوان البشر وأحوالهم
المقدمة الرابعة أثر الهواء في أخلاق البشر
وقد أمتعني فيها بتأملاته وربطه للجغرافيا بأحوال الناس وبعيداً عن العنصرية فقد ذكر مثلاً أن البلاد الحارة يتمتعون بالطبيعة الفرحة والخفة والغفلة عن العواقب مثل السودان ومصر
المقدمة الخامسة إختلاف أحوال العمران في الخصب والجوع واثر ذلك في الأجسام والأخلاق
المقدمة السادسة أصناف المدركين للغيب من البشر <الكلام في الوحي والرؤية>
تحدث ابن خلدون عن إصطفاء الله لبعض الأشخاص ليفضلهم عن خلقه مثل الأنبياء والأولياء
تحدث ابن خلدون عن أنواع النفس الإنسانية وهم 1-صنف عاجز عن الوصول يتجه نحو الحسيّات ولا يتجاوز الأوليات ويقصد بهم المهتمون بالأجساد فقط
2-صنف متوجه نحو الإدراك الروحاني يتسع نطاق إدراكهم عن الأوليات ليسرح في فضاء المشاهدات الباطنية
3-صنف منسلخ عن البشرية كاملة جسمانيتها وروحانيتها وهم يتجهون إلى الأفق الأعلى ويقصد بهم الأنبياء والمرسلين ويراهم هم الأكمل
===========
الباب الثاني في العمران البدوي ، والأمم الوحشية ، والقبائل
الفصل الأول أجيال البدو والحضر طبيعية
ويتحدث ابن خلدون عن ضرورة وجودهم كذلك
الفصل الثاني جيل العرب في الخلقة طبيعي
حيث أن ضرورة وجوده لابد منها في العمران
الفصل الثالث البدو أقدم من الحضر وسابقٌ عليه والبادية أصل العمران
والبدو هم المقتصرون على الضرورة في أحوالهم ، أما الحضر فهم يعيشون حياة الترف في حوائجهم ، وعوائدهم
كما أن الضروري أصل ، والكمالي فرعٌ ناشيء والحضري لا يتشوف إلى أحوال البادية إلا لضرورة ومتى حصل البدوي على الترف ووصل إلى التمدن فقد أمكن نفسه إلى قياد المدينة
دلائل تقدم البدو عن الحضر تجد أن أولية أي مصر من الأمصار للبدو حيث سكنوا المصر ثم عدلو عن حياتهم ولأن وجود المدن التي هي من عوائد الترف متأخرة عن عوائد الضرورة المعيشية
الفصل الرابع أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر
فالنفس على فطرتها الأولى تكون مهيأة لما تتطبع عليه خيراً أو شراً أما ترف الحضر فقد أدى إلى تلوث أنفسهم بكثير من المذمومات وذهبت الحشمة من أحوالهم كممارسة الفحشاء أو الجهر بها والقول بها كذلك
الفصل الخامس أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر
الفصل السادس معاناة أهل الحضر للأحكام مفسدة للبأس فيهم
شجاعة البدو وعصبيتهم عندما تقارن بالحضر يتضح لنا أن الإنسان عندما يكون في ملكة غيره و عندما تكون الملكة وأحكامها بالقهر والسطو فإن ذلك يذهب البأس عن الحضري
والأحكام السلطانية والتعليمية مفسدة للقوة لأن الوازع فيها ذاتي وتؤدي إلى ضعف النفوس
الفصل السابع سكنى البدو لا يكون للقبائل أهل العصبية والعصبية تزيدهم قوة وتساعد على صد العدوان و عند القتال فإن عصبية الأنساب تكون سبباً في النصر
الفصل الثامن العصبية تكون من الإلتحام بالنسب أو فيما معناه
الفصل التاسع الصريح من النسب يوجد للمتوحشين في الفقر من العرب
الفصل العاشر عن اختلاط الأنساب وكيف يقع
ويدلل للقاريء بمثل رجلٍ من الأسد دعى بنسب قبيلة وترشح للرياسة عليا ونسبه لم يكن صحيحاً
الفصل الحادي عشر وهذا الفصل ساقطٌ في بعض النسخ ومنها هذه النسخة
في أن الرئاسة لاتزال في نصابها المخصوص في أهل العصبية فالعصبيات الخاصة في المجتمع مثل القبيلة الواحدة أو العشيرة الواحدة أو أهل البيت الواحد تكون أشد التحاماً من العصبيات العامة
الفصل الثاني عشر الرئاسة على أهل العصبية لا تكون في غير نسبهم
الفصل الثالث عشر البيت والشرف بالأصالة يكون لأهل العصبية ويكون لغيرهم بالمجاز والشبه
فالناس - يقول ابن خلدون- في تناسلهم معادن ويتحدث عن الأسلاف في بيت الرجل وقوة العصبية ومعنى الشرف مرة أخرى ويمثل ببني إسرائيل قديماً
الفصل الرابع عشر البيت والشرف للموالي وأهل الإصطناع إنما هو بمواليهم لا بأنفسهم فولاء المولى هو ما يؤخذ في الإعتبار ، وإن كان الرجل يشتق شرفه من شرف مواليه فلن ينفعه نسبه
الفصل الخامس عشر نهاية الحسب في العقب الواحد 4 آباء
ويقول أن كل شرف وحسب عدمه سابقٌ عليه شأن كل محدث ومن كتاب الغاني يختار لنا ابن خلدون ما سأل به كسرى للنعمان فيقول هل ناك قبيلة تتشرف على قبيلة وفي أي شيء؟ فيرد النعمان بأنه من كان له 3 آباء رؤساء متواليين ثم اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته كبيت قيس على سبيل المثال
الفصل السادس عشر الأمم الوحشية أقدر على التغلب من سواها وذلك لما يمتاز به البدوي من شجاعة وقوة
الفصل السابع عشر الغاية التي تجري إليها العصبية هي المُلك حيث أنه إذا ما بلغ صاحب النسب رتبة ، طلب ما فوقها
الفصل الثامن عشر من عوائق الملك حصول الترف والإنغماس في النعيم حيث أن الدعة والراحة تنقص بسالة الجيال تباعاً فتنقرض العصبية بالتدريج
الفصل التاسع عشر من عوائق الملك حصول المذلة والإنقياد لغير القبيل الإنقياد والذل يذهبان العصبية وتدريجياً يفنى الجيل الذي خرج من قبضة الذل والقهر لينشأ جيل آخر لا يعرف الأحكام ولا يُسام بالمذلة كالمغارم والضرائب ويقدر لها ابن خلدون بـ 40 سنة ويتمثل بالقرآن في ذلك
الفصل العشرون من علامات المُلك التنافس في الخلال الحميدة وبالعكس فإذا رأيت الملك قد ذهب من أمّة من الأمم فاعلم أن الفضائل أخذت في الذهاب عنهم
الفصل الحادي والعشرون إذا كانت الأمة وحشية كان مُلكها أوسع لما هم فيه من شجاعة وبأس كأمثال ملثمين المغرب الذين توسّعوا من الإقليم الأول إلى الرابع
الفصل الثاني والعشرون إذا ذهب الملك عن بعض الشعوب في أمّة لابد من عودته إلى شعبٍ آخر مادامت لهم العصبية
الفصل الثالث والعشرون المغلوب مولعٌ دائماً في الاقتداء بالغالب في سائر أحواله لما قد يرى المغلوب فيه من عوائد وأحوال كالملبس والحديث وغيرهما قد تكون هي التي سببت نجاحه وغلبته فالنفس دوماً تعتقد الكمال فيمن غلبها
الفصل الرابع والعشرون إذا غُلبت الأمة أسرع إليها الفناء
فإذا ما ملك أمر النفس عليا ، يتولد الخمول والتكاسل ، ويضعف النشاط في القوة الحيوانية وفي التناسل وبالتالي ذهاب الأمل الإنسان رئيسٌ بطبعه بمقتضى الاستخلاف
ويتحدث عن أثر الظلم والقهر في النفوس وفي جعلها الإنسان آلةً للغير
بداية من الفصل التالي فإن كلمة العرب هُنا تعني الأعراب أي البدو الرُحّل
الفصل الخامس والعشرون العرب لا يتغلبون إلا على البسائط لطبيعة التوحش التي فيهم ، فإنهم بدون ركوب أخطار ينتهبون ما قدروا عليه وهم لا يذهبون إلى المحاربة إلادفاعاً عن أنفسهم فهم يتركون المستصعب عليهم ، ولا يحاولون الخطر وبالتالي تصبح البسائط نهب لهم
الفصل السادس والعشرون العرب إذا تغلّبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب بطبيعتهم المنافية للعمران والبناءوالمناقضة له بسكناهم الخيام و عدم إنقيادهم للسياسة وسهولة مكاسبهم التي قد تضعف أيديهم عن العمل ولتنافسهم في الرئاسة و لأنهم لا يأمنون بعضهم عليا فكل ذلك أسباب تؤدّي إلى فساد العمران
الفصل السابع والعشرون العرب لا يُحسن لهم المُلك إلا بأثر ديني كنبوّة أو ولاية فالنبوّة تجعلهم أسهل في الانقياد بما يشملهم الدين به ليخفف حدة غلظتهم وتنافسهم الذي لا يهدأ
الفصل الثامن والعشرون العرب أبعد الناس عن سياسة المُلك ويدلل المؤلف بالصفات الذكورة سابقاً حيث أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم
الفصل التاسع والعشرون البوادي من القبائل والعصائب مغلوبون لأهل الأمصار
فالبدو لا أحد لديهم ليقيم ضرورات معاشهم كالخياط مثلاً وبينما هم مكتفون ذاتياً في الألبان ، الأشعار(جمع شَعر)والأوبار والتي يحتاج إليها أهل الأمصار فيعوضون البدو عنها بالدنانير والدراهم ما يحتاج إليه البدو من الأمصار ضروري وما يحتاج الأمصار إليهم فيه من الكماليات
=============
الباب الثالث في الدولة ،والمُلك،والخلافة ،والمراتب السلطانية
الفصل الأول المُلك والدول العامة تحصل بالقبيل والعصبية
الفصل الثاني إذا استقرّت الدولة وتمهدت، فقد تستغني عن العصبية لأن الدولة في بدايتها ،يصعب على النفوس فيها الانقياد فهم لم يألفوا مُلكها
الفصل الثالث قد تحدث لبعض أهل النصاب الملكي دولة تستغني عن العصبية ويتمثل نا بالطالبيين الذين ابتعدوا عن مقر الخلافة وما ترتب على ذلك من اقتطاع من ممالك العباسيين حتى ملك العبيديون مصر ، والشام ، والحجاز
الفصل الرابع الدول العظيمة المُلك أصلها الدين إما عن نبوّة أو عن دعوة حق
الفصل الخامس الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة عصبيتها ويتمثل نا بما وقع للعرب صدر الإسلام في الفتوحات فالصبغة الدينية تذهب بصفات التنافس لأهل العصبية
الفصل السادس الدعوة الدينية دون عصبية لا تتم فالحديث يقول ما بعث الله نبيّا إلا في منعة من قومه
الفصل السابع كل دولة لها حصّة من الممالك والأوطان لا تزيد عليا
فيرى أن عصابة الدولة والقائمين بها لابد من توزيعهم حصصاً على الممالك التي يستولĶون عليا وذلك لحمايتها من العدو ، وامضاء أحكام الدولة فيها من جباية، وردع ،وغيرها
ويمثل لك بالعرب شأن أول الإسلام والعصبية موفورة بينهم ويقارن ذلك بحالهم عند تفرقهم على الممالك فيما بعد
الفصل الثامن عِظم الدولة واتساع نطاقها وطول أمدها يعتمد على نسبة القائمين بها في القلة والكثرة
كلما كانت الدولة قبيلها و أهل عصابتها أكثر كلما كانت أقوى وأكثر ممالكا وأوطاناً ويمثل لك بالدولة الإسلامية وبالنسبة لللأمد ، يرى ابن خلدون أن ذلك بسبب أن مزاج الدولة إنما هو بالعصبية كلما زادت قوة وكثرة ، كلما كان المزاج تابعاً لها وبالتالي يطول أمدها
ومرة أخرى يذكر أن نقص الدولة يبدأ بالأطراف فكلما كثرت الممالك ، كلما بعدت الأطراف وكل نقص يقع يحتاج إلى زمن
الفصل التاسع
الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قل أن تستحكم فيها دولة
وذلك لاختلاف الآراء والأهواء الذي يؤدّي لزيادة الانتقاد والخروج على الدولة وذلك لأن كل عصبية تظن في نفسها القوة ويتمثل لك بما وقع أول الإسلام في افريقيا لكثرة القبائل والعصبيات بين البربر
وبالعكس كذلك فقلة الهرج والانتقاد وخلو الأوطان من كثرة العصبيات وتعددها يكون سلطانها وادعاً وأحوالها مستقرة ويمثل لك بملك مصر والشام
الفصل العاشر من طبيعة المُلك الإنفراد بالمجد
الفصل الحادي عشر من طبيعة المُلك الترف
الفصل الثاني عشر من طبيعة المُلك الدِعة ، والسكون
فالمطالبة والطموح ينتهي أمرهما حين بلوغ المراد والإستيلاء على الأوطان ، والتملك كما يقول الشاعر
فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدهر
الفصل الثالث عشر إذا استحكمت طبيعة المُلك من الإنفراد بالملك ،وحصول الترف ،و الدعة أقبلت الدولة على الهرم
الانفراد
يؤدي بواحدٍ إلى الاسئثار بالملك والأموال والمجد فيؤدي ذلك إل ذُل الباقين من العصبية واستكانتهم
الترف وزيادة النفقات
يؤدي إلى هلاك الفقراء فالحاكم نا ليغطّي نفقاته يزيد الجباية ،وينقص عدد الحامية فيؤدي ذلك لمرض الدولة إلى أن يُقضى عليا
الدعة والراحة
مع تعاقب الأجيال تصبح طبيعة فيصبحون بلا عوائد بداوتهم وإنما تصبح إرثاً ثقافياً بائداً فيذهب بأسهم ويصبحون عيالاً على حامية أخرى يتخذون أناساً يتسمون بالخشونة من غير جلدتهم جنداً لهم كدواءٍ أخير للدولة من الهرم
ويمثل لك بدولة الترك واتخاذهم المماليك جنداً
الفصل الرابع عشر الدولة لها أعمار طبيعية كالأشخاص يذكر ابن خلدون أن الأطباء والمنجمون قد أوضحوا أن العمر الطبيعي للشخص لا يتجاوز 120 سنة مع بعض الاستثناءات طبعاً
وبالتالي يطبق ابن خلدون ذلك على الدول في تقسيمٍ ذكي ويقول أن الدولة لا تعدو أعمار 3 أجيال بمتوسط عمر الشخص/الدولة 40 عاماً ويعود بك للفكرة التي طرحها سابقاً في فكرة الشرف في النسب والأربعة أجيال
الجيل الأول يكون جانب الدولة مرهوباً ، وتشتد العصبية والقوة وتكون الدولة لاتزال على خُلق البداوة
الجيل الثاني ينفرد واحدٌ من القبيلة بالملك فتنكسر العصبية بعض الشيء حيث يستكين الباقون ويتحولون نا من الخشونة إلى الترف ، ومن البداوة إلى الحضارة
الجيل الثالث ينسون عهد البداوة كأنها لم تكن يفقدون حلاوة العصبية بما هم فيه من ملكة القهر يغدون عيالاً على الدولة،وتسقط العصبية بالجملة
ويقول ابن خلدون أن الناس العاديين تجري على ألسنتهم ان الدولة عمرها مائة عام وهاهو يوضح لك بمنطق وبناءاً على مقدمات ونتائج كي تتفكر وتتأمل
الفصل الخامس عشر انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة يسوق لك ابن خلدون بالأمثلة الحية كيف نتطور من طور البداوة إلى الحضارة وكيف يتعلم البدو مما قد فعله الحضر من ممارسات وعادت فيتحدث عن تفاصيل عُرس المأمون بن زي النون ، وولائم الحجاج في ختان بعض ولده وغير ذلك فمثلاً وقت فتح العرب وامتلاكهم الفرس والروم كانوا يستخدمون الكافور الذي وجدوه كالملح في عجينهم
ثم بعد ذلك يشرح ما قد يطرأ عليهم من فهم لعادات الحضر وطرقهم
الفصل السادس عشر الترف يزيد الدولة قوة في أولها
الفصل السابع عشر أطوار الدولة -كيف تختلف أحوال أهلها في البداوة باختلاف الأطوار
أعجبني ما قدم له ابن خلدون نا فيقول أن الأطوار المختلفة للدولة تؤدي لاكتساب القائمون بها خلقاً من أحوال ذلك الطور فالخُلق تابع لمزاج الحال الذي هو فيه
أما عن أطوار الدولة فهم خمسة الأول الظُفر والاستيلاء حيث ينتزع المًلك من أيدي الدولة السالفة فيها يكون صاحب الطور نا أسوة في جباية المال والدفاع والحماية واكتساب المجد ولا ينفرد نا فالعصبية تكون الغالبة
الثاني الاستبداد على قومه ، والانفراد بالملك
الثالث الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك فينشغل صاحب الطور بالجباية وضبط الدخل والخرج وتخليد الآثار، وتشييد المباني والمصانع وإكرام الوفود والتوسيع على الجنود ليباهي بهم الدول المسالمة ،ويرهب الدول المحاربة
وهذا الطور هو آخر أطوار الاستبداد والقوة
الرابع القنوع والمسالمة يقتنع صاحب الدولة نا بما بناه أسلافه فيتبع آثارهم ،ويحذو حذوهم ويرى في الخروج عن هذه التقاليد فساد أمره
الخامس الإسراف والتبذير فيقوم صاحب المُلك بتبذير ما جمعه أسلافه وذلك في إرضاء شهواته ، وملاذه ، وعلى رفاق السوء ويقوم بتخريب ما تم تأسيسه ويبدأ الجند في التخاذل عن نصرته فيؤدي ذلك إلى هرم الدولة ومرضها المزمن حتى تنقرض
الفصل الثامن عشر آثار الدولة كلها تعتمد على نسبة قوتها في أصلها فعلى قدر قوتهم الأولى يكون الأثر فإذا كانت الدولة عظيمة،كثيرة الممالك والرعايا كثر الفعلة والأيدي وتم الأمر كأحسن ما يكون
نا يورد ابن خلدون بأن الأحاديث عن أقوام أمثال عاد وثمود وضخامة أحجامهم كانت أمور مبالغ فيها
من آثار الدول كذلك حالهم في الولائم ، والعرائس ، وعطايا الدول ويذكر نا عرضا ابن بطوطة الرحالة وحكاياته العجيبة عن البلاد ويرى في استنكار العامة لتلك الحكايات والشك فيها خطئاً لأنه يرى أنك لا يصح لك أن تستنكر مالا تعرف عن أحوال الناس لمجرد أنك لم تره
الفصل التاسع عشر استظهار صاحب الدولة بالموالي ويرى ابن خلدون أنهم في الطور الأول ينتفع بهم وبخدماتهم ولكن حينما يقربهم أكثر من اللازم ، ويخصهم بكثير من الإيثار يتحولون إلى الاسنبداد وتضعف العصبية التي تضعف الدولة
الفصل العشرون أحوال الموالي في الدول يرى المؤلف أنهم يتفاوتون في الالتحام بصاحب الدولة وأن النسب سبب قوي لتقوية الالتحام ويرى أن الاصطناع قبل الملك يقوي حال العصبية أما بعده فتضعف العصبية ويكون الالتحام ضعيفاً
الفصل الحادي والعشرون ما يعرض في الدول من حجرٍ السلطان والاستبداد عليه
فإذا استقر الحكم في قبيل واحد وقاموا بدفع باقي القبائل وتوارثت تلك القبيلة الوحيدة الحكم فيما بينها فقد يأتي وريثٌ ضعيف أو صبي لم يبلغ بعد وهكذا يستبد به واحدٌ أو أكثر من الحاشية كالوزير مثلاً وقد يعوده على حياة لذات منعمة حتي يبعده عن الشعب ومشاكل الحكم وتصبح مقاليد الأمور في يده فلا يبقى للصبي الوريث من مهام سوى إلقاء الخطابات ، والجلوس في راحة ودعة والتمتع بأطياب العيش والانشغال بالنساء وهكذا يتحول الملك إلى الوزير وقبيلته ويورثه لأبناءه من بعده ويعطي أمثلة على ذلك كحال كافور الإخشيدي
الفصل الثاني والعشرون المتغلبين على السلطان لا يشاركونه في اللقب الخاص بالمُلك ويرى المؤلف أنه لا يصح أن يطلب ملك على ولاية من الخليفة أن يعهد له بالخلافة من بعده فيراه طمعاً وانعدام أحقيّة
الفصل الثالث والعشرون حقيقة المُلك وأصنافه
يرى ابن خلدون أن المُلك منصب شريف يحتاج للعصبية والمٌلك على حقيقته يكون لمن يستعبد الرعية ولا تكون فوق يد الحاكم أي يد قاهرة
ما هو المُلك الناقص في نظر ابن خلدون؟ هو الملك الذي يكون في قبيل تنقص عصبيته عن الإلمام بكل أمور المُلك كالجباية والدفاع والحماية وإرسال المبعوثين للدول أو عندما تقصر عصبيته عن الاستعلاء على جميع العصبيات و عن الضرب على سائر الأيدي
وغالباً تكون هذه الحالة ممثلة بأمراء النواحي بالدول الكبيرة المترامية الأطراف
الفصل الرابع والعشرون إرهاف الحد غالباً ما يكون مفسداً للمُلك
يرى ابن خلدون أن مصلحة الرعية ليست في ملاحة السلطان ولا في كمال جسده أو زيادة إيمانه وإنما فيما يضيفه إليهم
كما يشرح لك كيف يكون حسن الملكة ، وكيف يكون سوءها فحسنها في الرفق والمدافعة عن الرعية وحمايتها وإغداق النعمة والإحسان عليهم ، وتسهيل أمور معاشهم وهكذا تقوى الدولة بحب الرعية للسلطان ، ويدافعون عنه وعن البلاد وقت الحاجة بأرواحهم
أما سوء الملكة فيكون بالقهر والبطش ، فذلك يؤدي بالرعية إلى نشأة في خوف وذل وذلك مفسدٌ لأخلاقهم فيخذلونه في الحروب إذا ما اضطر لها وفي ذلك إفساد للعصبية حتى ولو دام الحكم وطال
نأتي للفكرة شديدة الغرابة والتي لا أدري أعلي أن أعجب بها أو أكرهها
يقول الرسول محمد سيروا على سير أضعفكم ويرى ابن خلدون في هذا الحديث تفسيراً عجيباً بأنه يشترط في الحاكم ألا يكون مفرطاً في الذكاء كما قال بن الخطاب يوما لأحد الأمراء كرهت أن أحمّل فضل عقلك على الناس !
يرى ابن خلدون أن شدة الذكاء تؤدي لسوء الملكة ،وتحمل الرعية على ما ليس في طباعهم فالكيس والذكاء عيبٌ في صاحب السياسة فالبلادة إفراط في الجمود ، والذكاء إفراطٌ في الفكر و التوسط محمود ، فالشديد الكيْس يتصف في رأية بصفات الشيطان
الفصل الخامس والعشرون حقيقة الخلافة والإمامة
إذا كانت القوانين المفروضة على العامة قد تم فرضها عن طريق العقلاء وأكابر الدولة كانت سياسة عقلية أما إذا كانت مفروضة من الله فتصبح وقتها سياسة دينية
الفصل السادس والعشرون اختلاف الأمة في حكم الإمامة ،وشروطها
ونا يرى ابن خلدون بوجوب منصب الإمام أو الخليفة وأنه منصب من فروض الكفاية بالإجماع
الفصل السابع والعشرون مذاهب الشيعة في حكم الإمامة
الفصل الثامن والعشرون إنقلاب الخلافة إلى المُلك
الفصل التاسع والعشرون معنى البيعة ويرى المؤلف أنها العهد على الطاعة فيطيعه فيما يحب ويكره وجاءت كلمة البيعة من تصافح الأيدي عند البيعة كما يحدث بين البائع والمشتري ومن نا جاءت اللفظة مصدر باع
الفصل الثلاثون ولاية العهد
الفصل الحادي و الثلاثون الخطط الدينية الخلافية
العدالة
الحسبة والسكة الحسبة هي وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فرض على القائم بأمور المسلمين فيعين من يراه أهلاً لذلك فيبحث عن المنكرات فيؤدب من يفعلها ويحمل الناس على المصالح العامة كمنع المضايقات في الطريق مثلاً
السكّة هي النظر في النقود المتعامل بها بين الناس وحفظها من الغش والنقص وصكها بعلامة السلطان
الفصل الثاني و الثلاثون لقب أمير المؤمنيين من سمات الخلافة وهو مُحدث منذ عهد الخلفاء
فقد استحسنه الناس عند سماعهم به ويختلف الناس عمن بدأ في دعوة عمر بن الخطاب بهذا اللقب
ويشرح لك تفاصيل اللقب وتوارثه عند الحكام وتم استحداث لقب جديد يصون الحكم العباسيين ويفرق بينهم وبين أمراء المؤمنيين الآخرين اتخذوا ألقابٍ مثل السفاح ،والمنصور ،والمهدي ،والرشيد
واستفاض بعدها في ورد الألقاب المختلفة ، وتنوعها
الفصل الثالث و الثلاثون شرح إسم البطرك والبابا في المسيحية وإسم الكوهن في اليهودية
الملّة لابد لها من قائم عند غيبة النبي يحملهم على أحكامها وشرائها ويكون خليفة للنبي فيهم
عندما اتحدت الخلافة والمُلك في الإسلام يقول ابن خلدون أن باقي الملل غير الإسلامية لا تشتمل على فكرة الجهاد إلا للمدافعة فقط وحصول باقي الملل على الملك لم يكن لأمرٍ ديني فهم غير مكلفين بالتغلب على الأمم ، إنما مطلوبون بإقامة دينيهم في خاصتهم
ويذكر ابن خلدون وقائع تاريخية عن اليهود وعلاقتهم بالمُلك ثم يذكر شرائع اليهود وكتبهم وما إجتمع الحواريون في كتابته من قوانين الملّة
ويذكر المحقق أن ابن خلدون أدخل نا العديد من التصحيحات والإضافات على معلوماته نا ، وعلى لائحة الكتب والأسفار وهذا يدل على تحريه الدقة فيما يكتب وإن خالفته الدقة في بعض المواضع جملة في الكتاب
وانتهى هكذا المجلد الأول بحمد الله ولروح ابن خلدون الرحمة بما تفضل علي البشرية بخطّ كتاب مهم و مؤثر...more