Araz Goran's Reviews > التي
التي
by
by

تنبعث هذه الحكاية التي يرويها عبدالرحمن منيف من قلب الصحراء، هذا المكان العجيب الذي يبعث دائماً الطاقة والخيال لتسرب الحكايات وصيد الكنوز المتعلقة بالإنسان، حيث الفطرة ما زالت في طور النمو والعالم ما زال مقيداً بأحكام وأعراف صارمة، أهل الصحراء الذين هم عبارة عن مكونات غريبة من البشر، حيث العاطفة المتعمقة في الداخل مع مظهر لا يلين وصلابة تقسو مع الأيام حتى يصبح الإنسان في تلك البقعة أخاً شرعياً للطبيعة الصحراوية ..
تبدأ الحكاية ببداية إكتشاف النفط في الصحراء العربية، في مدينة صغيرة تشبه الكثير من المدن العربية، مدينة خيالية أخترعها الكاتب لتكون أنموذجاً للعديد من مدن النفط التي نشأت فيها شركات استخراج النفط عن طريق الشركات الغربية، تظهر الرواية الصراع الأبدي بين قوى الاستعمار متخفية في ثوب الباحث عن النفط وبين السكان الأصليين الذين يعيشون على تراث وطريقة فإذا بهم بين يوم وليلة تتغير حياتهم وتتفجر ينابيع الشك والريبة وتتصاعد الاحقاد بوجود الغرباء ويتحول الأمر إلى صراع خفي ومراوغة يسعى المستعمر لإثبات نياته الحسنة في إعمار الأرض واستخراج النفط لخدمة العباد والبلاد بينما يلبس الصحراوييون والسكان الأصليين لتلك المدن ثوب الريبة والقلق حول المصير والمآلات وهم يرون التغيير يزحف يوماً بعد آخر لتطل على حياتهم القديمة ، حيث يجر المستعمر اللطيف لا فقط شركات النفط وقطع الحديد والمنشئات العملاقة بل أيضاً تأتي بثقافة جديدة لا تلاقي أي ترحيب بل تحمل في طياتها لب الصراع وأس الشك الذي يتصاعد بشكل ذكي وبالغ الرتابة طيلة صفحات الرواية حتى تصل إلى الذروة التي كانت منتظرة من هذا التلاحم الغير مريح بين طرفين لا يجمع بينهما شيء سوى تمديد فترة السلام لأطول فترة ممكنة ..
الشحصيات التي يصنعها منيف بالغة الرقي ومعجونة بطابع الواقع العربي والبدوي ، كل شخصية هي حكاية وقصة مكتملة بحد ذاتها، ما أن تتلاقى مع إحداها حتى تشعر وكأنه شخص عادي فإذا بك تتعلق به وتحاول أن تسير معه في مساره ونضج شخصيته وتطوره للوصول إلى ما يريدك الكاتب أن تتبعه ، شخصيات منيف عادة هي ما تغني رواياته وهي من جمال صياغتها تشعر وكأنها حقيقية وليست من خيال المؤلف، تشعر وكأنك تعرفهم وألتقيت بهم من قبل لذا كل من تقرأ عنه من شخصيات إنما هو بلورة لشخصية حقيقة جداً وحية جداً وإنسان بكل عيوبه وجنونه وحزنه وخيباته وتناقضاته ، إنه يحول الشخصية إلى صراع، الشخصية عنده هي الرواية بل هي الأساس ، أما الباقي فهي مجرد تفاصيل قد لا تهمك، يعجبني كيف يتمكن من رسم شخصية ثم يجعلك تتبعها رغماً عنك، تهتم بمصائرها وتحتك بوجودها وتغرق في الحوارات وكأنها شأن حميمي بين الأصدقاء ..
ليست مجرد رواية بل ملحمة عربية تختزل الكثير من صورة تاريخنا العربي منذ بداية القرن الماضي وحتى هذه اللحظة من تصوير لأدوات الإستعمار، إلى دور الشعوب التي تترنح أمام الواقع الجديد وما زالت، وللأسف، قلما تتعلم الدرس وتتعامل مع الوجه الحضاري الجديد بريبة مطلقة أو تناغم يجعل الإنسان هنا ممسوخا وكائناً تابعاً بكله لوجه الاستعمار البشع بل وخادماً مطيعاً لسيده الأبيض .. الرواية درس قاسٍ من الماضي وهبة في وجه الظلم وتبصر بمعالم الفوضى التي تعج بها البلاد ، حيث الثائر يتحول إلى شبح والبطولة التي تتغنى بها الشعوب تبقى هي الوسيلة الوحيدة الخروج من التي .. التي الذي يصنعه مدن الملح وتفتته الجموع البشرية المتعطشة لإسترداد ولو بعضاً من حقها في ما كانت تملك ..
هذا هو الجزء الأول من الخماسية وعسى أن نوفق في قراءة باقي الأجزاء وأن تكون بهذا المستوى من العظمة الروائية التي تليق بقلم منيف ..
تبدأ الحكاية ببداية إكتشاف النفط في الصحراء العربية، في مدينة صغيرة تشبه الكثير من المدن العربية، مدينة خيالية أخترعها الكاتب لتكون أنموذجاً للعديد من مدن النفط التي نشأت فيها شركات استخراج النفط عن طريق الشركات الغربية، تظهر الرواية الصراع الأبدي بين قوى الاستعمار متخفية في ثوب الباحث عن النفط وبين السكان الأصليين الذين يعيشون على تراث وطريقة فإذا بهم بين يوم وليلة تتغير حياتهم وتتفجر ينابيع الشك والريبة وتتصاعد الاحقاد بوجود الغرباء ويتحول الأمر إلى صراع خفي ومراوغة يسعى المستعمر لإثبات نياته الحسنة في إعمار الأرض واستخراج النفط لخدمة العباد والبلاد بينما يلبس الصحراوييون والسكان الأصليين لتلك المدن ثوب الريبة والقلق حول المصير والمآلات وهم يرون التغيير يزحف يوماً بعد آخر لتطل على حياتهم القديمة ، حيث يجر المستعمر اللطيف لا فقط شركات النفط وقطع الحديد والمنشئات العملاقة بل أيضاً تأتي بثقافة جديدة لا تلاقي أي ترحيب بل تحمل في طياتها لب الصراع وأس الشك الذي يتصاعد بشكل ذكي وبالغ الرتابة طيلة صفحات الرواية حتى تصل إلى الذروة التي كانت منتظرة من هذا التلاحم الغير مريح بين طرفين لا يجمع بينهما شيء سوى تمديد فترة السلام لأطول فترة ممكنة ..
الشحصيات التي يصنعها منيف بالغة الرقي ومعجونة بطابع الواقع العربي والبدوي ، كل شخصية هي حكاية وقصة مكتملة بحد ذاتها، ما أن تتلاقى مع إحداها حتى تشعر وكأنه شخص عادي فإذا بك تتعلق به وتحاول أن تسير معه في مساره ونضج شخصيته وتطوره للوصول إلى ما يريدك الكاتب أن تتبعه ، شخصيات منيف عادة هي ما تغني رواياته وهي من جمال صياغتها تشعر وكأنها حقيقية وليست من خيال المؤلف، تشعر وكأنك تعرفهم وألتقيت بهم من قبل لذا كل من تقرأ عنه من شخصيات إنما هو بلورة لشخصية حقيقة جداً وحية جداً وإنسان بكل عيوبه وجنونه وحزنه وخيباته وتناقضاته ، إنه يحول الشخصية إلى صراع، الشخصية عنده هي الرواية بل هي الأساس ، أما الباقي فهي مجرد تفاصيل قد لا تهمك، يعجبني كيف يتمكن من رسم شخصية ثم يجعلك تتبعها رغماً عنك، تهتم بمصائرها وتحتك بوجودها وتغرق في الحوارات وكأنها شأن حميمي بين الأصدقاء ..
ليست مجرد رواية بل ملحمة عربية تختزل الكثير من صورة تاريخنا العربي منذ بداية القرن الماضي وحتى هذه اللحظة من تصوير لأدوات الإستعمار، إلى دور الشعوب التي تترنح أمام الواقع الجديد وما زالت، وللأسف، قلما تتعلم الدرس وتتعامل مع الوجه الحضاري الجديد بريبة مطلقة أو تناغم يجعل الإنسان هنا ممسوخا وكائناً تابعاً بكله لوجه الاستعمار البشع بل وخادماً مطيعاً لسيده الأبيض .. الرواية درس قاسٍ من الماضي وهبة في وجه الظلم وتبصر بمعالم الفوضى التي تعج بها البلاد ، حيث الثائر يتحول إلى شبح والبطولة التي تتغنى بها الشعوب تبقى هي الوسيلة الوحيدة الخروج من التي .. التي الذي يصنعه مدن الملح وتفتته الجموع البشرية المتعطشة لإسترداد ولو بعضاً من حقها في ما كانت تملك ..
هذا هو الجزء الأول من الخماسية وعسى أن نوفق في قراءة باقي الأجزاء وأن تكون بهذا المستوى من العظمة الروائية التي تليق بقلم منيف ..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
التي.
Sign In »
Quotes Araz Liked
Reading Progress
March 7, 2015
– Shelved
March 7, 2015
– Shelved as:
to-read
May 2, 2022
–
Started Reading
May 2, 2022
– Shelved as:
أدب
May 2, 2022
– Shelved as:
روايات
May 2, 2022
– Shelved as:
عبد-الرحمن-منيف
May 2, 2022
–
11.46%
"" كان حائراً متعباً، كان يريد أن يقول أشياء كثيرة، وكان يريد أن يبقى صامتاً ""
page
80
May 5, 2022
–
Finished Reading