Hanan Farhat's Blog, page 6
December 31, 2019
أسئلة من دون إجابات
غُرّبت جدتي في عز صباها لخاطِر عريس أحبّها فخطبها ثم سرعان ما زُفّت إليه. وعاشت طوال السنين وقصارها، أيام الجوع والشبع، ولادة أبناء كُثُر وموتهم.. لم تدرِ أنها ستؤرق بالي على الدوام بزواجها ذاك. كنتُ أشعر بغصة كلما تذكرت أنها لم تستطع رؤية عائلتها كلما أرادت، ولربما فعَلتْ، لكن السيناريوهات في رأسي كانت تذهب للأسوء كي تستجلب البكاء.
كان لدي أسئلة كثيرة عن البداية، الماضي، البيت الأول، اللمّات الحلوة، والقلوب الطيبة. لكن النهاية كانت أسرع، جاء الخبر ساخناً عبر الهاتف، كنتُ على يقين أنّ ذلك سيحصل، ولكن ليس بتلك السرعة.
#حنانفرحات#تمرينكتابي ٣٢٠٢٠
December 25, 2019
أين
-تقصد أين تذهب بنا؟
-أقصد أين تغيب بعد أن تضرم فينا النيران حتى ننسى الأسباب الأولى؟
-ربما تتبخر...
-ولكنها تصبح جزءًا من ماهيتنا...
-ربما..
- يبدو أن كل ما في الأمر أننا - من غير أن نعي- نتبخر معها..
- اللوحة لديلاور عُمر عن معاناة السوري

منشور نيسان | بيان وحنان
أعرف هذا الوجه جيداً. أكاد أقسم أنني أعرفه، لكن ذاكرتي الصدئة تَصِرُّ بينما أحاول تَذكُّرَ من يكون. لا بأس، قليلٌ من التحديق والتركيز ثم يذوب الثلج ويبانُ المرج،..
اقتربْ قليلاً،
قليلاً بعد...
ها أنت ذا، كأنني... كأنني عرفتك!
حقاً عرفتك!!
فكرة
يا الله! كيف يحمل كفّها رأسَها المحشوّ بالأفكار؟ وهل تراها تُطل من الشباك لعل الأفكار تطير؟ أم إن الأفكار تتبخر مع الوقت فتقف وقفتها تلك تستجمع الأفكار من منظر الليل البهي؟
-تنكزني فكرة:
لمَ تظنين أن رأسها محشو بالأفكار؟ لعل أصحاب النوافذ المظلمة، أصحاب الفوانيس المطفأة، والمصابيح غير المشعلة، هم الأوْلى بازدحام الأفكار. هم من أنهكهم النهار فلم يقدر عليهم الليل.. أودَعهم النومَ بعد أن اجتمع ثِقَلُ الكون فوق جفنيهم. لعلهم هم المنهكون...
-وصاحبتي
-لعل فكرتها الأسمى لم تختمر بعد.
¦ ٢.١٩ الصورة من حساب الانستغرام ل @manka_kasha
October 13, 2019
فاصل السعادة
لطالما كان جوابنا لأهالينا عن سؤالهم باستنكار: "من أين لك هذا؟"، "من جدتي".
كلمتان تجعلان المال الفائض في جيوبنا شرعياً، وتنقلاننا إلى المرحلة الثانية من الاستجواب: "لم قبلتم أن تأخذوه منها؟"، وحين لا يجدون جواباً ستكون خاتمة الحديث : "هل شكرتموها؟".
مسكين من لم يذق طعم الألف المدسوسة خفية في يده مع غمزة. لا مجال للشكر حيث ان القصة عملية تهريب متفق عليها، ولا مجاملات بين الشركاء :) تجلس بعد ذلك مبتسماً دافئ الجيب، لتستكمل الدلال بملء المعدة. كل ما لذ وطاب واستغرق وقتاً وجهداً للاعداد يكون جاهزاً حين تطل من الباب. كبة العيد، وحصتك المحفوظة "من غير لحم او بصل" كما تحبها تماماً، وبوظة الصيف المدقوقة المعجونة من حصاد الشجيرات حول منزلها، كان توتاً أو لوزاً بالحليب. وبين هذا وذاك، تحتار ماذا تفضل من بين يديها، فكل ما تعدّه بركة، وكل ما تعطيكَ اياه عسل.
ولما تفرغ من ذا وذاك، تجدها تمسك رجلكَ الصغيرة لتتأكد من حرارتها شتاء ثم تغيب لتعود إليك بجورب من الصوف "يقتل البرد. وقُبلة الجبين مقياس للحرارة لما تمرض، فهي الممرضة والطبيبة، تضرب الإبرة وتصف لك الحساء الساخن وكمادات الأعشاب للرضّات والتشنجات.
وهي الأم في غياب الأم، والصديقة في قربها، والمعطف في البرد، والنسيم في الحر.
وحين تغيب الجدات، يقف الوقت وتأخذ السعادة فاصلاً طويلاُ.
لعلّ تلك حكمة الكون، كلما نقص جدة، أصبحت ابنتها جدة. فيظل العالم متوازناً، فيه من يناول الحلوى، ويدس الألف باليد، ويدفئ القلب في روعه، ويصلي ركعتين كلما حل الليل، تبقى حارستين لك ما دام في قلبها نبض.
حنان فرحات
الرفيد ١٣/١٠/٢١٩
August 15, 2019
سيلفي!
كان نهاره حافلاً أمس، إذ كان عليه تحميل صور الأسبوع التي تراكمت عليه: صورته في ستاربكس مع قهوته المفضلة كي يستطيع أصدقاؤه معرفة ذوقه حين يرغب أحدهم بلفتة لطيفة فيحضر له قهوته المفضلة على حين غرة، صورته مع أمه إذ ان عيد الأم كان نهار الاثنين وهو ليس في مزاج يسمح باستلام ضبط مخالفة لتفويت مناسبة عالمية وجرح مشاعر الأمومة ولا باتهام بالعقوق، صور رحلته الأخيرة الى اسبانيا نهاري الخميس والجمعة حيث انه سيواجه صعوبات في الاستحصال على فيزا لرحلته المقبلة ان لم يظهر ابتسامته جليةً واستفادته من الفرصة التي مُنحت له بشق الأنفس بعد انتظار مطول. وقبل أن يصل إلى صورة قهوته خلال استراحة العمل لضمان التزام شركته بالقوانين، وصورته في النادي الرياضي لإثبات استحقاقه للضمان الصحي من الدولة، وصورته في المطبخ يعاون زوجته دليلاً على المساواة وعدم انتهاك حقوق المرأة، وصورته مع صورة الإيكو لضمان سعادته بولي العهد، وصورة مع الآيس كريم في المقهى الجديد في الشارع ١٧-ب كمساعدة للمشاريع المبتدئة، وصورته... غفا توم على "اللابتوب" دون أن ينجز واجبه كاملاً .
كان يعلم ملياً أن ما يقال عن ضبط المخالفة حقيقي، وليس إشاعة كما يدّعي مارك، بعد أن جرب مرارة تفويت تحميل الصور كاملة الشهر الماضي ودفع ما لا يقل ان نصف رصيده في البنك ضرائب مخالفة.
لم يكن يفهم كيف يستمتع الناس بنظام المراقبة الجديد، الذي يفترض به أن يحافظ على خصوصية الأشخاص، فيقوم بالعكس تماماً. كل ذلك تحت مسمى "مشاركة المنفعة مع العموم واثبات الانتماء للدولة والأمة".
ومع ان صديقه عرض عليه خدمته "من تحت الطاولة"؛ وتوظيف مهارته في الفوتوشوب بالإضافة إلى ما أسماه "التحميل الميسّر" وذلك مقابل ضعف قيمة المخالفات المتوقعة، على أن يكون المكسب بقاء سجله لدى الدولة "نظيفاً"، لكن ذلك لم يغرّه، فالدولة مع كل الفساد الذي فيها لم تكن لتفوّت عليها عائدات القانون الجديد بهفوة كتلك، فجنّدت للمهمة مهندسين ذوي خبرة بالذكاء الاصطناعي وتحديدا مجال ال machine learning حيث يمكن تصنيف الصور المزورة وملاحقة الفاعلين من محمّلين ومزورين مع عقوبات تصل حد العمل الشاق في مجال تصنيف الصور المحمّلة الى الأبد، أو الاعدام.فرك توم عينيه جيداً ثم صرخ صرخة بائسة. لن يكون بمقدوره الاستفادة من عرض الفطور المجاني مقابل صورة، ولا الاستمتاع مع زوجته بالتسوق في أحد المولات حيث لم يحجز ليلة أمس بطاقتيه، ولن تُدخله إلى هناك حتى المعجزات... قام وغسل وجهه، لم ينظر في المرآة كي لا يضطر إلى توثيق ابتسامة مزيفة، توجه إلى المطبخ حيث وجد زوجته توثّق ب"سيلفي" ربحها رحلة لشخصين بعد دخولها في سحب استوفت شروطه التي تمثّلت في سجل صور نظيف، مرتب، وخلّاق. ركض بسرعة كاشفاً عن نواجذه من الفرح، واصطف إلى جانبها ليظهر في الصورة!
حنان فرحات15 آب 2019كولومبوس - أوهايو
June 29, 2019
علاء الدين في كولومبوس
قفز علاء الدين من الكتاب فور أن فتحته.
نظر إلي شزراً ثمّ أطال التنهد.
-ماذا تفعلين هنا؟
- أنت ماذا تفعل هنا! هذه ليست بلادك!
- أبلادك؟
-لا... أجبت بتردد. لكنني في زيارة قصيرة، أما أنت فمتربّعٌ في كتابك على رفوف هذه المكتبة كأنك مطيلُ الجلسة!
-وما الضير في ذلك؟ تبادل ثقافات.
-آه. واضح.
-أتستهزئين بي؟
-أبداً. لكن عدد النسخ الباقي على الرف يشير إلى صمود الثقافة ههنا في هذه الزاوية الصغيرة من المكتبة ما 😅. قلت مبتسمة.
-أنت لا تعرفين القوانين والتدابير هنا. متى نفذت النسخ يتم تزويد المكتبة بالنواقص.
-حسناً؛ لا يهم.
-ها، أخبريني، ماذا رأيت في زيارتك؟
-القصير،
-زيارتك القصيرة.
-رأيت لطفاً وتنظيماً وكل ما يسهل الحياة.
-جميل، إذا أنت باقية هنا؟
-وجدت المسهلات، لا الحياة.
-يختلف الأمر حسب تعريفك لها.
-في كلامك منطق أحترمه.
-ما بالك تتلفتين يمنة ويسرة؟
-لا شيء. عد إلى مكانك بين دفات الكتاب لأكمل جولتي.
-لم ننهِ حديثنا بعد!
-أعود إليك لاحقاً.
-قلت ان زيارتك قصيرة!
-تكفي لكي أعود :)
-حسناً، سأعتبر ذلك وعداً؛
-يمكنك ذلك..
هز رأسه غير واثق بما أقول، فأنا لم يبدُ عليّ برغم ملامحي الأجنبية عن تلك البلاد أنني مستمتعة كثيراً. في بلاد ال wow لا ترقى كلمة "جميل" للتعجب الذي يسري في أوصالها.
انسحب علاء الدين عائداً إلى الكتاب آخذاً معه الألوان والغبائر التي أعاثها حيث حلّ. لم أتأكد مما رأيت، لكنني قد أعود لأكمل الحديث، وعندها يبان الواقع من السراب.
حنان فرحات | حزيران ٢١٩
كولومبوس-أوايو
Barnes and Novels Library
June 27, 2019
الحبّ أبجدية وغرقت في الألف | حكاية نادي كتاب
الحبّ أبجدية وغرقت في الألف | حكاية نادي كتاب
ملاحظة: في النص أدناه حب وودّ كثيران قد لا يتناسبان مع أصحاب القلوب الصغيرة !
حنان فرحات | 2019
كولومبوس- أوهايو
إن النبتة، والطفل والفكرة، يكبرون ويتألقون يوماً بعد يومٍ إن تعهدناهم بالاهتمام. ويُقال الكثير في أهمية الاستمرار على الشيء حتى يصبح عادة، حتى إن البعض يتمسكون بالأرقام، فيربطون المثابرة برقم 21 أو 30 أو غير ذلك...
لكنّ التجربة خير برهان في هذا المجال، وإليكم قصتي.
21 آب 2016
اجتمعتُ و4 فتيات (سنى - بيان - آلاء - لين)، على فكرة نادٍ للقراءة. كانت الفكرة خلابة: اسمٌ للنادي؟ هل يكون ألف باء؟ أم يكون همزة؟ أم نون؟ تكاثرت في مخيلتنا الأحرف، واجتمعت في حضرتنا الأفكار والصور لفواصل كتبٍ وأكواب شاي وقرّاء كثُر كثُر!
ولمّا استقرينا على الاسم البديع، "ألِف"، وطُبعت في قلوبنا المحبة له، احترنا في شعاره... تارةً نكتب "أ" وأخرى نرصف فيها كتباً يتكئ عليها الحرف، ومرّاتٍ نزيد كوب شاي، ثمّ بعد لقاءين أو ثلاثة، كان شعاره الجميل.
وأمّا الألوان فما اختُلِف عليها... كل ما هو فرِح سيَدُلّ علينا... سيكون ألِف علامة للبهجة، وسيجمع محبي القراءة، ومحبي الكتاب على وجه الخصوص.
وأما النشاطات فعصفنا أذهاننا لما يكفي أشهراً عديدة... وجعلنا في بالنا للنادي روزنامة ثريةً، حتى لم نعد نرى غيره حتى قبل أن يولد.شعار نادي ألِف للكتاب
16-أيلول 2016
أطل شعار ألِف على العوالم الاجتماعية يسترق النظر على ردود الفعل. هل سيحبه الناس؟ هل سيتقبلونه؟ هل سيقبلون به صديقاً صدوقاً؟
أصبح لألف صفحات على موقعي انستغرام وفيسبوك. خلال يومين، أًصبح له 500 متابع ... ها هو يضع قدميه الصغيرتين على الأرض. إنه يستعد للحبو!
25 أيلول 2016
لقاء ألِف الأول انعقد. كانت كل واحدة منا مقطبة الحاجبين تحاول أن تبتسم. هل سيحضر أحد اللقاء؟ ما الذي يهم. نناقش الكتاب وحدنا. خمس فتيات يكفين لإدارة حوار حول كتاب "أم سعد" لغسان كنفاني. ونأكل الحلوى وحدنا، لا مشكلة. صرنا نحدّث بعضنا بذلك مداراة لقلوبنا من خيبات الأمل. بعد إعداد شهر، سيكون صعباً علينا ألا نرى مناصرين لفكرتنا، محبّين لجلسات القراءة...وما ان اقترب موعد اللقاء حتى علا وقع الأقدام.. واحد، واحدة، ثلاثة، اثنان، وهكذا حتى صرنا سبعة وعشرين وربما بلغنا الثلاثين. اتّسعت مُقَلنا مع ازدياد الوجوه المطمئنة، وهدأ روعنا من البدايات... لم يعد للحضور لاحقاً نصف من حضر ذلك اللقاء. لكن النصف الثاني بقي، وهذا ما يهم. كان كل لقاء بعد ذلك يكسبنا صديقاً جديداً على الأقل، ومهما غابت الوجوه عنّا، كنّا نوقن أنهم سيعودون ولو بعد حين.
صورة من اللقاء الأول
4 كانون الأول 2016
زرنا معرض الكتاب، وكان ذلك أول مشوار لنا كعائلة. أحسسنا بروح الفريق، ونُبلِ الهدف. لا شكّ بأن الخوف من القادم قد كبّل أيدينا عن التوسع كثيراً في النشاطات، والجموح بعيداً في التصورات، لكننا كنا نمشي خطوة خطوة. كان ألِف يسير، وذلك كان ما يهم. دخلنا عام 2017 بقوة. كنا شعلة تتقّد حماسة، فاستضفنا كُتّاباً عبر سكايب وعبر الهاتف، وجربنا دمج الفيلم القصير مع المناقشة، فاشتدّ عود الفريق وثبتَ الحضور وأصبح شعورنا بالانتماء للنادي واضحاً كالشمس. وعلى ذكر الشمس، كانت لنا خريطة صيف خلابة، تنقلنا فيها بين بيروت وصيدا وبرالياس فتعرفنا على قرّاء في مدرسة الإيمان في صيدا، واستمتعنا بالنقاش مع نادي القرّاء في بيروت، وتذوقنا طعم المناقشة في مكتبة برالياس العامة.كما أصبحت للنادي علامته المميزة؛ فواصل القراءة الخاصة به!
أول فواصل كتب اعتمدها النادي
29 أيلول 2017
السنوية الأولى. لبس النادي أبهى حلله، وتألق للاحتفال بعيده الأول. ها هو قد كبر عاماً، ونحن ننظر إليه كما لو أنه حلم ينزل من السماء. لم تصبح كثير من أفكارنا حقيقة بعد، لكن في الوقت متسع، والقليل الدائم يصنع فارقاً.اجتمع أعضاء النادي على غداء تكريمي نظمته مدرسة الروافد، تخلل جلسات نقاش حول مسار النادي، ثم نشاط تبادل الكتب بعد عرض فيديو يلخص نشاطات النادي في السنة السابقة. كانت الصورة الجماعية مسك الختام، ولا زالت تطبع على وجوهنا الابتسامة كلما مرت في البال.
الكتب التي تم تبادلها في الذكرى السنوية الأولى
في عامه الثاني، وبالتنسيق مع خدمة التوصيل المجاني للكتب: بوكبوست، تم تأمين حسم خاص على قوائم ألِف للكتب وحسم خاص بحمَلَة بطاقة عضوية نادي ألِف. استضاف اللقاءات عدة مراكز، منها بيت ليان ومركز بصمات، وكرر زيارته إلى معرض الكتاب وإلى نادي القرّاء في بيروت، ثم توالت اللقاءات حتى السنوية الثانية. أصبح له ملصقات تحمل شعاره وبطاقات عضوية واكسسوارات اللقاء، لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي يبدو عليها. واجهتنا مشاكل ومواقف محبطة. كانت لنا لقاءات بقلّةٍ من الحضور، وتوتّر قبل نقاش مشحون، وإعدادٌ مضطرب في غمرة انشغالات، وخوف من مستقبل يتأرجح على كفّ عفريت. بدأ عقد فتيات النادي الأُوَل ينفرط. سافرت الأولى وهمّت الثانية بالسفر. ولا شيء واضح في الأفق عن مصير البقية. أصبح السؤال يطرح نفسه بقوة: هل ستستمر الحكاية؟!
30 أيلول 2018
اللقاء ال 22.بذلة الغوص والفراشة، نوقش الكتاب الذي كُتب بجفن العين اليسرى، ثم احتفل الأعضاء بالسنوية الثانية. تناولوا الطعام والحلوى وتم تبادل الكتب. كان الحضور كثيفاً، لكن بعض الوجوه كانت غائبة. أصبح غياب البعض مؤلماً بعد أن الحضور مفرحاً. لكنّ على النادي أن يستمرّ. على الفكرة أن تبقى لأجل الفكرة، لا لأجل الأشخاص. ترك الجميع رسائلهم لألِف الجميل يومذاك. "أنجز لو بعين واحدة"، "نادي ألف، محطة تغيير"، "ألِف هو أحد الصرخات التي قال عنها درويش: وأصرخ لأعلم أنني ما زلت حياً..."، وغير ذلك الكثير.
الرسائل التي تركها الحاضرون للنادي
كُتب بهيةٌ نوقشت بعد السنوية. كانت الاختيارات موفّقة، بعد أن كان الموضوع تحديّاً في البداية.
29 نيسان 2019
اللقاء ال29. الدجاجة التي حلمت بالطيران. نوقش الكتاب. كان الأمر صدفة غريبة، دجاجة تحلّق بعيداً عن السرب، تعيش الاختلاف لكنّها تقتنع أخيراً أن الاستمرار يحتاج إلى تضحيات. تركت ابنها فرخ البط � الذي لم يكن ابنها ولكنّها من قام بتربيته- يحلّق مع بني جلدته لأن مصلحته تصبّ في ذلك. ثم غادرت بالطريقة التي تراها مناسبة. وها هو ألِف، يحلّق ويغرّد، حيث تصبّ مصلحته، في أيدٍ أمينةٍ، بين بني جلدته -قرّاؤه وأبناؤه-، بعد أن كان لي شرف إدارته لمدة سنتين وسبعة أشهر. يلقي التحية إليّ من بعيد، كما يفعل فرخ البط للدجاجة كلما بدا لها في السماء محلّقاً.
جرى التنسيق لنقل المهمات، والمساعدة قدر الإمكان لانطلاقة أقوى وأثبت. تم التحضير لمفاجآت في سير اللقاءات، الجو مفعم بالحماس، وهذا ما يهم!
8 حزيران 2019
إنه يوم زفافي لشريك العمر الذي كان "ألِف" أحد الأسباب التي وحّدت طريقنا.ألِف حاضرٌ بالعزيزات اللواتي زدن الزفاف سحراً.ألِف كان في العين والعقل، وصار أقرب إلى القلب منذ ذاك اليوم...
احضروا لقاءات ألِف فإنها -والله- مُذهبة للكدر والغم، تضفي إلى الحياة لوناً بهياً لا تجده في غيرها مهما تلوّنت أجنحتكم!
رابط صفحة نادي ألِف للكتاب على فيسبوك:
رابط النادي على انستغرام:
December 24, 2018
كسرٌ وجبرْ
لقد كان مكانه محفوظاً... لكن ما كل شيء يُقدّر له البقاء. وبالرغم أن أيامي معه كانت جميلة، لكنّ استمراريتنا سوياً لم تكن لتكون بالضرورة ذات منفعة... بل بالعكس، فمحاولته الاعتداء على مكانة غيره وتمدده يمنة ويسرة من دون إذن اضطرتني أن أتخذ تدبيراً جاداً.. لكنني قلتُ أصبر. فهو قد استوطن قطعة من قلبي، وأصبح جزءاً من ماهيتي، يشار إليه كما لو أنه لي، يحزنني سوء حاله ويشرق وجهي متى تحسّن...
مرت الأيام والأسابيع والشهور. يوماً يحزن ويألَمُ فيُكدّر صفو أيامي، ويوماً يهدأ فأستكين وأقول "تعقّلَ الصبيّ" ،ثم يغافلني ويعتدي على غير مكانته فيَّ فأغضب وأتوعّده بأن أنتشله من جذوره فلا أبقي له ذكرى ولا أثراً..
وكنت، كلما أحزنني، هممت باجتثاثه من أصله، فتهدّئ "هي" من روعي وتؤجلني إلى أن يصير في الوقت متسع... فهو، إن ذهب، سيترك أثراً ولو بادئ الأمر.. وليس بمأمون غدره ولا ثأره.. وسيحفر مكانه هوّةً لا يكويها إلا الوقت.. ولا يوقف نزيفها إلا الانتظار والتصبّر...
ويوماً ما، أشرقت الشمس. كان في الوقت متسع، وكان هو قد ترنح واعتدى إلى ما شاء الله، ولم يعد للصبر عليه حجة.. فقررنا أنا و"هي" التساعد حتى نتخلص منه.
قالت: أولاً تنسين كل ما يتعلق به. وجوده وأثره وماضيه... كأنك مخدّرة!
ثم نحاول أن نزعزعه ب"قوة" العقل والمنطق لعل ثقته بنفسه "تهتز"..
ثم بعد ذلك نلجأ إلى القوة الفعلية، فأمدّ يدي إليه وانتزعه بكل ما أوتيت من قوة...
وإلا، فإننا نعيد ما اتفقنا عليه حتى يتم الأمر.. ومتى احتجت أن ترتاحي، كان لك ما أردت.
ولما انصعت لها، وسلمت أمري وأمره إليها، وكان ما كان من شدّ وأخذ وردّ، كدت أشفق عليه منها، وصرت استذكر محاسنه، وأنه لو لم يكن وفياً لما تشبث بي هكذا، وكدت أنسى اعتداءاته ونكرانه للجميل لوهلة، وهممت بأن أمسك يدها واحثها على العدول عن مهمتها، لما رأيتها ابتسمت وقد انتزعته من مكانه بعدما أخذت قطعة من قلبي معه! ترك المغضوب عليه حفرة مكانه، بانتظار الوقت أن يجبر كسر غيابه...
#تحتيدطبيبةالأسنان
#حملةلاتتعاطفوامعأضراسالعقل
حنان فرحات | ٢١٨
October 17, 2018
ملاك بالسما
" ساكن بشقة مستأجرها ابني الله يرحمه. كان عسكري وتوفى بحادث سير على طريق - -.
توفى من سنة وشهرين.
عندي غيره بنت. زوّجتها من شهر ونص. كانوا توأم. بوعى كل يوم الصبح الساعة 5. بشرب ارغيلة ساعة وبنزل من بيتي ب-- عبيروت. بوصّل مرتي عشغلها بال-- وبشتغل عالسيارة كل النهار. الساعة 5 بجيبها ومنرجع عالبيت.
بتضل الارغيلة بصندوق السيارة. بس كون ناطر عند الكهربجي او بمحطة البنزين بتسلى فيها. واذا مارق من منطقة-- بمرق عند امي بأرغل نص ساعة.
عم حاول اتركها. مرتي قالت اذا بوقّف الارغيلة بتوقّف هي تدخين. قلتلها ماشي، مسكت نربيش الأرغيلة جالس، وقلتها ليكي وقّفتو. كل ما وقّف بترجع بتعمل قهوة. مش طيبة القهوة بلا شي. برجع بقلها ولعيلي نارة.
لو ما بتشتغل كانت بتفقع. هيديك المرة رِجِعت عالبيت قالتلي اتسلينا أنا وابنك. كنا عم نحكي من الصبح. مديتلها ايدي ميكروفون وقلتلها "بالله؟ شو قلك!" بتضل ماسكة هالصورة وعم تبوسه. عجبينه وعخدوده. أنا بحبها كتير. صورتها على طول معي. شو بدي أعمل... أنا بقوّيها، وبس اجي عالسيارة بحكي مع حالي. ببلش هزّ كلّي سوا. بس توفى بيي من 3 سنين صار معي الضغط. وبس توفى ابني صار معي مرتين.
يرحم ترابه. صار عنا ملاك بالسما".
حنان فرحات | ٢١٨